إلهام شاهين: اقترحت على صناع «الحلمية» تقديم عمل جديد.. وأحداث الجزء السادس لم تعجب أحداً لأنها تنقل الواقع السيئ بحذافيره

12:45 ص | الجمعة 24 يونيو 2016

تعود الفنانة إلهام شاهين إلى المشاركة فى دراما رمضان، بعد غياب امتد منذ آخر أعمالها «نظرية الجوافة»، لتختار العودة بمشاركتها فى الجزء السادس من مسلسل «ليالى الحلمية»، بشخصية «زهرة سليمان غانم»، التى تظهر بثوب جديد، يختلف عن شكلها فى الأجزاء السابقة، حيث تتولى منصباً سياسياً كأحد قيادات الحزب الوطنى، بعد رحيل حبيبها «على البدرى»، الذى كان يجسد دوره الفنان الراحل ممدوح عبدالعليم، وترد «شاهين» فى حوارها لـ«الوطن»، على الهجوم الحاد الذى شن على المسلسل مع بداية عرض حلقاته، وسر اعتراض النقاد عليه، وتعلن إصرارها على تقديم جزء سابع من «ليالى الحلمية» فى رمضان 2017، مؤكدة اختلاف تجربة الشباب فى العمل الجديد.

{long_qoute_1}

■ فى البداية كيف استقبلتِ الهجوم الذى شن على حلقات الجزء السادس من «ليالى الحلمية» منذ انطلاق الماراثون الرمضانى الحالى؟

- آراء الجمهور جيدة، والآراء المضادة لا يمكن تصحيحها، لأن كل شخص حر فيما يراه من وجهة نظره، ولكن آراء النقاد لا تعليق عليها، لأنهم معترضون قبل أن يكتب العمل، ظناً منهم أن هذا تعاطف مع الراحل أسامة أنور عكاشة، رغم أننا لم نضره، والجزء السادس يعبر عن وجهة نظر الشباب الحالى، ونبض الشارع المصرى.

■ البعض يرى أن الجزء السادس ليس له علاقة بالأجزاء السابقة من الحلمية.. فما تعليقك؟

- فعلاً الجزء الجديد مختلف عن الحلمية التى اعتدنا عليها، لأنها كانت فى زمن آخر مرت على أحداثه 20 عاماً، لذلك الوضع تغير تماماً والمفردات أصبحت خارجة عن الآداب العامة، مع انتشار التحرش والألفاظ المشينة، عكس «الحلمية» القديمة، التى تعتبر زمن «الشياكة»، ولكل فترة ملامحها الخاصة التى تعبر عنها، وأحداث الجزء الجديد بدأت منذ 10 سنوات تقريباً، والوضع تغير لأننا لا نعيد شيئاً، بل نستكمل مرحلة جديدة تعتبر أسوأ مرحلة مرت على مصر، والسبب أن الناس اليوم اختلفت، والدليل فى مشاهدة الأجزاء السابقة، مثل العقاب فى مشهد معاكسة عادل البدرى لـ«قمر»، فكان عقابه آنذاك حلق شعره، اليوم نشاهد بنتاً تسير فى «الحلمية» وتتعرض للسرقة، والجميع فى مكانه دون أن يتحرك أحد، أخلاقيات العصر تغيرت، حتى المقهى القديم الذى كان يضم أهل البلد «الجدعان»، اليوم أصبح وكراً للبلطجية وتجار المخدرات، والأمر ليس له علاقة بالكتابة، لكن يرجع لتغير الزمن، و«ليالى الحلمية» صادقة لأنها تنقل الواقع المؤسف بحذافيره.

■ يرى البعض أنه كان من الأفضل تقديم عمل مستقل بعيداً عن الحلمية.. فما ردك؟

- طلبت من صناع العمل الجدد تقديم مسلسل آخر بدلاً من جزء جديد، ولكنى وجدتهم مقتنعين بالفكرة، ولديهم رغبة فى استكمال الحلمية بجيل جديد يحاكى الواقع الحالى.

■ وهل ندمتِ على المشاركة فى المسلسل بعد الهجوم الحاد عليه؟

- بالعكس فأنا مقتنعة به جداً، وسعيدة بإشادة الناس بدورى، لأننا نقدم عملاً محترماً، ودراما اجتماعية تتناسب مع كل فئات المجتمع المصرى.

■ وما أهمية تقديم جزء جديد لـ«ليالى الحلمية» فى الفترة الحالية خاصة بعد مرور 20 عاماً على آخر أجزائه؟

- الجزء الجديد يتميز بقيمته فى التأريخ لتاريخ مصر، من خلال الحياة الاجتماعية المعاصرة، والأجزاء السابقة تناولت حقباً زمنية عديدة، منها فترة حكم الملك فاروق، وحكم جمال عبدالناصر، وأنور السادات، وأخيراً فترة حكم حسنى مبارك، التى تم تناولها عبر جزأين لأنها الأطول، وأرخنا حتى عام 1995، وتم عرض الجزء الخامس فى نفس العام، وآنذاك استنفد العمل أحداثه، لأننا رصدنا حتى الفترة التى نعيشها، واليوم وبمرور 20 عاماً كثرت الأحداث، وتغيرت حياتنا وانقلبت رأساً على عقب، نتيجة ما حدث، وكان من الأفضل تأريخ تلك الفترة بنفس شخصيات «ليالى الحلمية»، لأنها تمثل كل فئة داخل المجتمع، من الأغنياء وأولاد «الباشوات»، مثل نازك السلحدار وعائلتها، بجانب البسطاء من سكان الحارة، وقهوة «السماحى»، التى كانت نموذجاً فريداً للجو الشعبى بمبادئه وأخلاقياته، التى تغيرت اليوم بتغير المجتمع، وبالتالى تغيرت كل الأساسيات والمبادئ.

■ وكيف يتناول الجزء السادس من «ليالى الحلمية» ظهور الإخوان؟

- الأحداث تبدأ منذ عام 2005، وترصد فترة ظهور الإخوان والجماعات الإسلامية، وكيف كان هناك تفاهم بين الإخوان والحكومة، على عدد معين من المقاعد داخل مجلس الشعب، إلى جانب كواليس الحزب الوطنى، ومجلس الشعب، ونظام الحكم، وتأثير ذلك على المواطن فى مصر، فالعمل لا يتناول فترة حكم الإخوان، لأنه يتوقف مع بداية صعودهم للحكم، ونرصد فقط فترة ظهورهم على السطح، وكيف أصبحوا مؤثرين ومتغلغلين ومنتشرين داخل المجتمع، وتنتهى أحداث المسلسل عام 2011، ومن هنا نستطيع أن نقول إن «ليالى الحلمية»، مائدة تضم جميع الأصناف، وكل فرد سيجد نفسه فى شخصية ما، وعليه فقط أن يختار الصنف الذى يعجبه.

■ ولماذا لم يمتد العمل لرصد فترة الثورتين؟

- تلك الفترة مر عليها 6 سنوات، منذ ثورة يناير وحتى الآن، وهى مرحلة مليئة بالأحداث المتلاحقة، وتحتاج إلى تقديم جزء سابع يرصدها بكل تفاصيلها، بداية من تنحى مبارك، وحتى فترة حكم الإخوان بنظرة محايدة لتأريخها، وأتمنى عرضه فى رمضان 2017.

■ وما أهم الجوانب السياسية والاجتماعية التى قد يتناولها الجزء السابع؟

- يرصد أحداثاً كثيرة على الجانب السياسى، منها فترة حكم المجلس العسكرى، والفترة الانتقالية التى تولى فيها الحكم المستشار عدلى منصور، كما يسلط العمل الضوء على دور الصحافة والإعلام، ويظهر ذلك من خلال شخصية «زهرة»، التى كانت تعمل صحفية، وتتجه بعد ذلك للحياة السياسية، بجانب إبراز دور المثقف والفن من خلال شخصية الفنان هشام سليم، الذى يعمل مخرجاً سينمائياً، بالإضافة إلى الحياة الاجتماعية، وحياة الأغنياء والفقراء والأحياء الشعبية.

■ وماذا عن تطورات شخصية «زهرة سليمان غانم» فى المسلسل؟

- تظهر «زهرة» فى الجزء السادس متأثرة برحيل «على البدرى»، فتقرر تكريس حياتها واهتماماتها بالعمل، بعد أن فقدت حبيبها، وضاع الجزء الرومانسى من حياتها، حتى تصبح أحد قيادات الحزب الوطنى فى عصر مبارك، وتتولى حقيبة وزارية، وتتسم بالجدية والقوة، فهى نموذج جيد تهب حياتها للبلد.