أطباء وحدة علاج الإدمان بالعباسية: عالجنا 26 ألف حالة العام الماضى وحجزنا 1088 مريضاً
الدكتورة هند رمضان، طبيبة بوحدة طب الإدمان بمستشفى العباسية
أطباء وصفهم المتعافون من الإدمان بأنهم هم السبب الرئيسى فى علاجهم وخروجهم من الأزمة، سخّروا حياتهم لخدمة المرضى وتفانوا فى عملهم لمساعدة غيرهم فى الإقلاع عن مرض من أخطر الأمراض التى تهدد المجتمع، من بين هؤلاء الدكتور عبدالرحمن حماد، رئيس وحدة طب الإدمان بمستشفى العباسية، الذى يقول: «كل الأطباء هنا يعملون بكل إخلاص لمساعدة المريض فى التعافى.. وعمر ما فيه دكتور اتأخر عن مساعدة مريض، ووحدة علاج الإدمان بمستشفى العباسية موجودة منذ فترة طويلة وأنشئت منذ 10 سنوات ولكن هناك برنامج علاجى جديد تم إدخاله الوحدة منذ 3 سنوات ساهم فى تعافى عدد كبير من المرضى المدمنين».
«حماد»: «مفيش دكتور بيتأخر عن المساعدة وفيه ثقة كبيرة بين المريض والوحدة» والعلاج مجانى
وتابع: «فيه زيادة فى أعداد المدمنين الذين يترددون على العيادة الخارجية الخاصة بعلاج الإدمان، يعنى فى عام 2013 زار حوالى 10 آلاف مريض العيادة الخارجية، وفى عام 2014 تردد علينا حوالى 17 ألف حالة بينما ارتفع هذا العدد فى 2015 ليصل لـ26 ألف حالة مرضية مدمنة زارت العيادات الخارجية الخاصة بوحدة طب الإدمان بمستشفى العباسية، وده طبعاً دليل قاطع على ثقة المريض فى الوحدة.. والعلاج مجانى طبعاً وتدعمه الدولة بالكامل».
وأوضح رئيس وحدة طب الإدمان أن «العيادات الخارجية تعمل طوال أيام الأسبوع على ورديتين يومياً، والخط الساخن يعمل يومياً، ولدينا يوم مخصص لعلاج السيدات بهدف الترويج لهذه الخدمة لتشجيع البنات والسيدات المدمنات على الدخول فى مراحل العلاج»، ويضيف: «فى الحقيقة مانقدرش نحدد عدد المتعافين الذين يترددون على العيادات الخارجية بالضبط، لأن هناك من يترددون لمدة أسبوعين أو ثلاثة أو شهر ولكنه لم يستمر لذلك لا نجزم بعدد المتعافين ولكننا نستطيع أن نحدد عدد المتعافين فى القسم الداخلى، ففى عام 2015 تم حجز 1088 حالة، ومرض الإدمان مرض انتكاسى ومن الممكن بعد أن يتعافى المريض ينتكس مرة ثانية ويرجع للإدمان، وإذا انتظم المتعافى فى متابعة الوحدة بعد خروجه من المستشفى.. بكده يصبح المريض ضمن المتعافين».
من جانبها تقول الدكتورة هند رمضان، طبيبة بوحدة طب الإدمان بمستشفى العباسية، بقسم إزالة السموم: «باشتغل فى الوحدة بقالى ٦ شهور وفى المستشفى بقالى سنة ونص، وبستقبل المرضى فى العيادة الخارجية للمتابعة ومع أول يوم حجز فى القسم الداخلى بيكون المريض فى قسم إزالة السموم ويظل فى هذا القسم من 10 إلى 15 يوم على حسب حالته، خلال هذه الفترة بيتم عمل التحاليل الروتينية مثل تحليل الفيروسات لأنه وارد جداً أن يكون المريض مصاب ببعض الفيروسات نتيجة الحقن بإبر مشتركة أو ممارسات جنسية محرمة بين المرضى وبعضهم، ولدينا نظام جديد للعلاج فى قسم إزالة السموم اسمه نظام ماتركس، وهذا النظام هو الأول من نوعه فى جميع المستشفيات فى مصر، من خلال هذا النظام يتم إدخال المريض فى ٨ مجموعات علاجية لسحب السموم من جسمه تماماً».
وتوضح: «خلال فترة سحب السموم من جسم المريض بيتم تعليمه مجموعة من الأساسيات، مثل تعريفه بحقيقة الإدمان والدوافع التى تحرك المريض ناحية الإدمان والأفكار التى تسبق عملية شرب المخدرات وضرب الحقن وكيفية مواجهة الأفكار دى، وعمل جلسات تسمى جلسات التعافى المبكر، وبعد الانتهاء من كل هذه الإجراءات التى تستغرق غالباً حوالى ١٥ يوماً تقريباً يتم نقله لقسم التأهيل ليتم استكمال باقى برنامجه العلاجى الذى يستغرق حوالى 90 يوماً تقريباً، ويتم توزيع كل مريض على إخصائى نفسى ودكتور نفسى وإخصائى اجتماعى واستكمال باقى العلاج».
وتضيف «هند»: «هناك لقاءات دورية تتم مع المتعافين خريجى الوحدة لتوصيل رسالة لكل المصابين بمرض الإدمان أن هناك علاجاً، وتجارب المدمنين المتعافين تعتبر أفضل رسالة لكل شخص يرغب فى ترك الإدمان»، وتتابع: «سعة قسم استخراج السموم 30 سريراً، وفى التأهيل السعة 60 سريراً وفى قسم التشخيص المزدوج تصل السعة إلى 30 سريراً وفى قسم السيدات لدينا 30 سريراً».
وتوضح: «معنديش أى مشكلة فى كونى طبيبة بنت، وباتعامل مع مريض الإدمان وهو مريض من أخطر المرضى، لكن المعاملة بتكون على أنه مريض وأنا طبيبة معالجة، وهى دى نفس نظرته ليَّا برضه، يعنى باتعامل بصفة مهنية مش شخصية، لكن الأمر ما يمنعش إنى باحس إن المريض أخويا أو ابنى، وبنحس كلنا هنا إن المرضى إخوتنا وشفاؤهم من هذا المرض الخطير مسئوليتنا الأولى والأخيرة».
وتابعت: «أكبر مشكلة بتواجهنى فى شغلى هنا هى اعتياد المريض على الالتزام، بنعلم كل مريض قواعد الوجود فى مكان العلاج، وأى مريض يخالف هذه القواعد لا بد أن يعاقب، لأن هؤلاء المصابين مقبلون من الشوارع وغير ملتزمين فى بداية العلاج، ومريض الإدمان فى بداية علاجه عنده مشكلة مع السلطات، سواء كانت هذه السلطة هى المستشفى أو الشرطة أو والده فى البيت، وهو كائن يعيش حياته بفوضوية ولا يريد سوى تلبية رغباته، علشان كده عندما يأتى المريض للعلاج نواجه مشكلة وصعوبة بالغة فى نقله من حياة الفوضى والاستهتار إلى حياة ثانية أفضل وهى حياة الالتزام».
وعن العقاب، تقول الدكتورة «هند»: «أى مريض بيقوم باختراق القواعد تتم معاقبته على الفور، ونقل المريض من أسلوب الشارع إلى الأسلوب العلاجى بيحتاج وقت طويل، ومريض الإدمان بينظر إلى سلوكياته على أنها جزء من مرضه ولا يرغب فى أن يلتزم بالعقوبة نتيجة انتهاج هذا السلوك، ولكننا بنوضح له أن العقاب فى مصلحته حتى يلتزم ويبتعد عن السلوكيات التى تتسبب فى رجوعه للإدمان».
وأخيراً توضح الطبيبة المعالجة بقسم السموم بوحدة طب الإدمان أن هناك أنواعاً من العقوبات: «بعضها بتكون عبارة عن حرمان المريض من الحديث فى التليفون أو تقليل عدد السجائر التى يدخنها فى اليوم أو منع زيارة عنه، أو إلغاء الإجازة، وعايزة أقول حاجة مهمة إن أغلب الأقسام مجانية فى المستشفى، كمان بكون فرحانة جداً عندما يتم تخريج مريض إدمان متعافٍ، ونفسى المجتمع يتقبل مرض الإدمان على أنه مرض وليس انحرافاً سلوكياً أو أخلاقياً».