اليوم.. بريطانيا تحدد مصيرها من «الاتحاد الأوروبى»

كتب: محمد حسن عامر، ووكالات

اليوم.. بريطانيا تحدد مصيرها من «الاتحاد الأوروبى»

اليوم.. بريطانيا تحدد مصيرها من «الاتحاد الأوروبى»

يتوجه البريطانيون اليوم إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم فى استفتاء تاريخى حول مصير بلادهم مع الاتحاد الأوروبى بالاستمرار ضمن الاتحاد أو الخروج منه، وسط قلق أوروبى وأمريكى، وتأكيد مراقبين أن النتيجة ستكون بالاستمرار مع المطالبة بإصلاحات.

وأعلنت اللجنة الانتخابية، أمس الأول، أن نحو مليونى بريطانى سُجلوا منذ ديسمبر الماضى على اللوائح الانتخابية، ما يرفع عدد المشاركين المحتملين فى الاستفتاء إلى 46.5 مليون، أى أكثر بنحو 150 ألفاً فى آخر انتخابات أجريت، فيما بذل مؤيدو قرار بقاء بريطانيا ومعارضوه، قبل الاستفتاء، جهودهم الأخيرة، أمس، لإقناع المترددين عبر خطابات ومقابلات ومناظرات وتوزيع منشورات، ووفقاً لوكالة أنباء «فرانس برس»، فإنه يبدو أن المعسكرين متعادلان مع تقدم طفيف لمؤيدى البقاء فى «الاتحاد» بنحو 51% فى نوايا التصويت، حسب معدل آخر 6 استطلاعات للرأى.

{long_qoute_1}

وهدف المعسكرين، المؤيدين لقرار البقاء فى الاتحاد الأوروبى والمعارضين له، واضح وهو إقناع نحو 10% من المترددين الذين يمكنهم ترجيح الكفة لمصلحة أحدهما، وأكد نحو 1300 مسئول فى شركات نصفها من المجموعات الكبيرة المسجلة فى بورصة «لندن»، فى رسالة نشرت فى صحيفة «تايمز» أنهم يدعمون بقاء بريطانيا فى «الاتحاد الأوروبى»، وكتب هؤلاء المسئولون، فى رسالتهم أمس: «مغادرة المملكة المتحدة للاتحاد الأوروبى تعنى لشركاتنا تجارة أقل مع أوروبا وعدداً أقل من الوظائف، بينما الانتماء إلى الاتحاد الأوروبى يشجع النشاط ويشجع الوظيفة»، وأضافوا: «لذلك ندعم فى 23 يونيو مملكة متحدة تبقى فى الاتحاد الأوروبى».

وحذر رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون، أمس الأول، من أن الخروج من «الاتحاد الأوروبى» يمثل «مخاطرة هائلة» على الاقتصاد البريطانى، مناشداً البريطانيين التفكير فى مستقبل أولادهم، قبل الاستفتاء المقرر اليوم، وقال «كاميرون»، من أمام مقره فى «لندن»: «الأمر الأهم هو الاقتصاد الذى سيكون أقوى إذا بقينا فى الاتحاد، وأضعف إذا غادرنا، وهذه مخاطرة كبيرة بالنسبة لبريطانيا والعائلات البريطانية والوظائف البريطانية. وهذه مخاطرة لا يمكن إصلاحها، فلا عودة عن القرار».

وأوروبياً، قال رئيس البنك المركزى الأوروبى ماريو دراجى، أمس الأول، إن «البنك جاهز لكل الاحتمالات المتعلقة بالاستفتاء، لكن يصعب التكهن بنتيجة التأثير الاقتصادى لهذا التصويت، وأبعاده المختلفة على الأسواق واقتصادات منطقة اليورو»، وأضاف: «نحاول أن نكون مستعدين للتعامل مع كل الحالات الطارئة، ومن الصعب جداً أن نكون أكثر دقة».

وعلى الصعيد الدولى، حذرت رئيسة الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى جانيت يلين، أمس الأول، من أن تصويت البريطانيين لصالح خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبى يمكن أن يزعزع استقرار الأسواق المالية ويؤثر على النمو الاقتصادى، وأضافت «يلين»، أمام لجنة فى مجلس الشيوخ: «التصويت هو أحد أكبر المخاطر التى تواجه الاقتصاد الأمريكى والعالمى، وأن الاستفتاء المرتقب فى المملكة المتحدة هو حدث يمكن أن يحول مشاعر المستثمرين»، مؤكدة أن تصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبى يمكن أن تكون له تداعيات اقتصادية كبيرة.

من جهته، قال رئيس المجموعة العربية بحزب «المحافظين» فى بريطانيا الدكتور وفيق مصطفى، لـ«الوطن»: «أتوقع أن تكون نتيجة التصويت فى استفتاء اليوم بالاستمرار فى الاتحاد الأوروبى، لكن النسبة التى ستؤيد الاستمرار لن تزيد قليلاً عن تلك الداعية للخروج منه»، وأضاف «مصطفى»: «التصويت للبقاء سيكون بنسبة لا تتجاوز نحو 53%، وهذه النتيجة ستفرض على الاتحاد الأوروبى ألا يتجاهل النسبة التى صوتت برفض البقاء، ومن ثم البحث عن إجراء إصلاحات داخل الاتحاد».

وقال عضو حزب المحافظين إن الفترة الحساسة التى تمر بها منطقة حوض البحر المتوسط، وأزمة اللاجئين والمهاجرين التى تواجه الاتحاد الأوروبى تستوجب ضرورة أن يكون هناك إصلاحات، وأوضح: «هذه الإصلاحات يجب أن تتطرق إلى مسألة سلطات الدولة وقراراتها فى الداخل والخارج، ومسألة الانتقال من الدول الفقيرة إلى الدول الغنية، وأنظمة المشاركة فى الضرائب»، وتابع: «الاتحاد الأوروبى لا يتحمل خروج بريطانيا فى هذه المرحلة الحساسة، وخاصة أن بريطانيا قوة عسكرية كبيرة، وفى ظل وجود نفس الإشكاليات فى فرنسا وألمانيا، فيجب أن تكون هناك إصلاحات».

وإذا صوَّت البريطانيون لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبى، فى استفتاء اليوم، فإن ذلك قد يعيد أوروبا إلى الركود بما يفرض المزيد من الضغوط على الاقتصاد العالمى، وفق وكالة أنباء «رويترز»، وفى سياق متصل، لامس الذهب أدنى مستوياته فى أسبوعين، أمس، مع صعود الأسهم الآسيوية فى ظل مؤشرات على أن بريطانيا ستصوت لصالح البقاء فى الاتحاد الأوروبى.


مواضيع متعلقة