أم كلثوم.. سنوات التنكر والتأسيس
- أم كلثوم
- أول صورة
- الإنشاد الدينى
- الحرب العالمية الأولى
- القرن العشرين
- باب اللوق
- بديع خيرى
- حفلات خيرية
- آلات
- أبوزيد
- أم كلثوم
- أول صورة
- الإنشاد الدينى
- الحرب العالمية الأولى
- القرن العشرين
- باب اللوق
- بديع خيرى
- حفلات خيرية
- آلات
- أبوزيد
- أم كلثوم
- أول صورة
- الإنشاد الدينى
- الحرب العالمية الأولى
- القرن العشرين
- باب اللوق
- بديع خيرى
- حفلات خيرية
- آلات
- أبوزيد
- أم كلثوم
- أول صورة
- الإنشاد الدينى
- الحرب العالمية الأولى
- القرن العشرين
- باب اللوق
- بديع خيرى
- حفلات خيرية
- آلات
- أبوزيد
فى بيت متواضع من طابق واحد فى شارع «داير الناحية»، قرية طماى الزهايرة - دقهلية، وُلدت «أم كلثوم» لمؤذن مسجد القرية ومنشد تواشيحها، الشيخ إبراهيم السيد البلتاجى. يقولون إن الموجة فى البحر تتوقف ساعة ولادة البنت: أهى خرافة؟.. ربما. لماذا تطوّع الحاضرون إذن وقدموا عزاءهم للرجل: «معلهش.. رزقها برزقين»؟. يقولون أيضاً إن الشيخ إبراهيم رأى فى المنام سيدة تجللها ثياب بيضاء ويشع وجهها نوراً تعطيه جوهرة وتطلب منه أن يحافظ عليها، فلما سألها: من أنت؟.. قالت السيدة: «أنا أم كلثوم.. ابنة نبيك محمد عليه الصلاة والسلام». ويرى عباس محمود العقاد أن معانى الـ«كلثوم» فى العربية تتعدد، لكنه يختار منها «الحرير» الذى يوضع على رأس العلم. أما بديع خيرى فيصيغ السؤال زجلاً بديعاً بالفعل:
«مين هوه كلثوم ده يا بخته
اللى انتى اسماً تبقى امه
واللى انتى فعلاً ولا أخته
ولا بنت خاله ولا عمه».
■■
مضت الأيام، ودرجت الطفلة فى صحن البيت، وأخذت تخطو خارجه خطوات رقيقة ليّنة، تشتد أحياناً فتصل بها إلى شجرة الجميز. ومن الحصاد إلى جنى القطن إلى «جلابية العيد» إلى «مهلبية» شيخ البلد.. هجست طماى الزهايرة: «والله البت أم كلثوم صوتها حلو». وكانت فى العاشرة من عمرها عندما كلف الشيخ إبراهيم أحد مشايخ البلد بعمل «حجاب» لأم كلثوم، يقيها شر الحاسدين. وفى الطريق إلى «الكتّاب» تناهى إليها صوت الشيخ أبوالعلا محمد من الفونوجراف القديم الذى تدور عليه أسطوانات عمدة البلد المشروخة: «أفديه إن حفظ الهوى أو ضيّعا».. «غيرى على السلوان قادر».. «وحقك أنت المنى والطلب». ولكى تفر من جحيم الكتّاب وخدمة «حرم» سيدنا.. وضعت أم كلثوم الملح فى عينيها فلم يأتِ بنتيجة، فاقترحت على والدها أن يصحبها فى الحفلات. وكانت أول حفلة فى السنبلاوين. يذهب أفراد التخت سيراً على الأقدام، يتناوبون حملها بينما هى تحمل قطتها وتغنى مجاناً: «أقول لذات الحسن ودعتنى.. بنار الوجه طول الدهر آه». ثم تغنى فى «فرح» خفير نظامى فى عزبة مجاورة، وتتقاضى أول أجر فى حياتها: ستة قروش ونصف، زادها الحاج يوسف -تاجر الغلال- إلى خمسة وعشرين قرشاً، وزادها حسن أفندى حلمى -صاحب كشك السجائر فى محطة «أبوالشقوق»- إلى مائة وخمسين قرشاً. ثم ركبت «الست» القطار لأول مرة، والتُقطت لها أول صورة فى حياتها، وذاع صيتها، وجرت الفلوس بين يدى الشيخ إبراهيم البلتاجى. وفجأة.. بدأ الرجل يصطدم بالتقاليد: كيف يصطحب بنتاً فى بطانته التى تتنقل من كفر إلى عزبة إلى بندر إلى مديرية.. وهو رجل ريفى؟. هكذا قُدر لأم كلثوم أن تتنكر فى زى ولد، وأن تغطى شعرها بعقال وكوفية مثل البدويات. وبينما يردد الأطفال فى طماى الزهايرة: «البحر بيضحك ليه.. وانا نازلة اتدلع أملا القلل».. كانت أم كلثوم تغنى: «جل من طرز الياسمين.. فوق خديك بالجلنار».
■■
طوال سنوات الحرب العالمية الأولى كانت أم كلثوم تمسح قرى الدلتا وحواضرها. لكن حاضرة البلاد، أى عاصمتها، لم تكن قد اهتدت بعد إلى هذا الصوت الرخيم. هنا تدخّل القدر فزيّن لرجل يُدعى «عز الدين بك يكن»، وكان أحد كبار تجار القطن وله قرية إلى جوار طماى الزهايرة، أن يُحيى ليلة الإسراء والمعراج فى سراياه فى حلوان، وأن يستدعى جارته الصغيرة. وبدلاً من أن تغنى.. وضعوها هى وشقيقها «الشيخ خالد» فى بدروم السراى، ريثما ينتهى الشيخ إسماعيل سكر من وصلته. وإذ تبدأ أم كلثوم فى الغناء ينطلق صوتها فى ردهات الدار فيصيب الشيخ إسماعيل فى مقتل: «أعد والنبى أعد». غير أن أم كلثوم لا تألو على شىء فى حاضرة البلاد سوى «كرملّة» كانت قد اشترتها من بوفيه إلى جوار محطة باب اللوق.
فى العام 1920 غنت فى فرح أحد التجار بدعوة من الشيخ زكريا أحمد، وغنى معها الشيخان على محمود وأحمد ندا، وارتفع أجرها من ثمانية إلى عشرة جنيهات (أى ما يعادل خمسين دولاراً بأسعار هذه الفترة). وفى أواخر العقد الثانى من القرن العشرين رتب اثنان من وكلاء الفنانين هما محمد أبوزيد وصديق أحمد، ومعهما زكريا أحمد، لغناء أم كلثوم عدة مرات فى أحياء الطبقة العاملة فى القاهرة. وبين عامى 1920 و1922 قدمت عدة حفلات ناجحة على مسارح وسط المدينة، كما غنت فى حفلات خيرية وفى بيوت أثرياء وفى حفلات زفاف، لكن مجدها الحقيقى لم يبدأ إلا بعد أن استقرت فى القاهرة بصورة نهائية.
■■
حدث ذلك عام 1923. لكن أم كلثوم حتى ذلك الوقت كانت ما تزال ترتدى «عباءة رجالية سوداء، وتلف رأسها بكوفية مثبتة بعقال على عادة عربان الصحراء، وتظهر على المسرح بحسنها الأخّاذ وسط أربعة مشايخ، ولا يصاحبها فى غنائها آلات، وتغنى وهى واقفة معتمدة على موسيقى صوتها الفريد»، هكذا وصفها محمد القصبجى عندما شاهدها للمرة الأولى. وبسبب مظهرها الريفى وتماثل أسلوبها فى الأداء مع أسلوب الإنشاد الدينى تعرضت أم كلثوم لكثير من الانتقادات فى صحف العاصمة. وتساءلت مجلة روز اليوسف: «أين تجديداتها؟.. إنها منشدة دينية، وهذا الأسلوب فى الغناء موجود فى مصر منذ عشرات السنين». ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تعرضت أيضاً لسخريات صحفيى العاصمة. ونُقل عنها أنها قالت لصديق من الدلتا جاء لزيارتها فى شقتها الجديدة فى القاهرة إن «إيجار الشقة 24 جنيهاً غير تمن اللحمة». وقيل إن والدة أم كلثوم لم تكن تعرف كيف تضىء مصباح الغرفة الكهربائى، وأنها سألت ابنتها فى حضور جمع من الضيوف: كيف ينتظر منها العاملون الأغبياء فى شركة الكهرباء أن تطفئ النور وهى لا تستطيع أن تصل إلى المصباح المعلق فى السقف؟.
- أم كلثوم
- أول صورة
- الإنشاد الدينى
- الحرب العالمية الأولى
- القرن العشرين
- باب اللوق
- بديع خيرى
- حفلات خيرية
- آلات
- أبوزيد
- أم كلثوم
- أول صورة
- الإنشاد الدينى
- الحرب العالمية الأولى
- القرن العشرين
- باب اللوق
- بديع خيرى
- حفلات خيرية
- آلات
- أبوزيد
- أم كلثوم
- أول صورة
- الإنشاد الدينى
- الحرب العالمية الأولى
- القرن العشرين
- باب اللوق
- بديع خيرى
- حفلات خيرية
- آلات
- أبوزيد
- أم كلثوم
- أول صورة
- الإنشاد الدينى
- الحرب العالمية الأولى
- القرن العشرين
- باب اللوق
- بديع خيرى
- حفلات خيرية
- آلات
- أبوزيد