مسحراتى فى زمن الـ«فيس بوك»: «محدش سامعنى.. ولا معبرنى»

كتب: صلاح عبدالله

مسحراتى فى زمن الـ«فيس بوك»: «محدش سامعنى.. ولا معبرنى»

مسحراتى فى زمن الـ«فيس بوك»: «محدش سامعنى.. ولا معبرنى»

يسير متجولاً فى شوارع منطقة الدهار بالغردقة، يعلم جيداً أن دوره فى المجتمع انحسر، وأن دقات يده على الطبلة الصغيرة لم يعد لها فائدة، لا أحد نائم ليوقظه، ولا أحد يسمع نداءه الشهير «اصحى يا نايم» بسبب الأصوات المرتفعة المنبعثة من أجهزة التلفاز، ومع ذلك يقاوم «نوبى محمد عثمان» الزمن ويصر على الاستمرار فى عمله كمسحراتى.

«اصحى يا نايم.. وحّد الدايم.. وقول نويت بكرة إن حييت الشهر صايم.. والفجر قايم.. اصحى يا نايم.. وحد الرزاق.. رمضان كريم» كلمات ينشدها «نوبى» الذى قارب على الستين من عمره، ويصر على التجول فى الشوارع للتنبيه بموعد السحور رغم أنه يدرك جيداً أن من يناديهم بالاسم لا يسمعونه ولا ينتظرون نداءه: «مهنة قديمة وتراثية، بقالى 30 سنة بشتغلها، الزمن اختلف وكل حاجة اتغيرت بس أنا مقدرش أسيبها».

انتشار استخدام الإنترنت حتى بين البسطاء والفضائيات التى تفتح إرسالها طوال اليوم، عاملان ضربا مهنة المسحراتى بالقاضية: «أنا ورثت المهنة عن والدى، بمشى فى الشوارع سامع أصوات المسلسلات والبرامج، الناس سهرانة مش محتاجة حد يصحيها لكن لو أنا وغيرى من اللى شغالين فى المهنة سابوها المهنة هتنقرض.. احنا بنحافظ على تراثنا وعاداتنا وتقاليدنا».

لا أحد ينكر أن المسحراتى من المعالم الرمضانية التى تربت عليها أجيال، ولكن تلاشى دوره مع الحياة السريعة التى أصبحنا عليها: «لسَّه فيه ناس بتستمتع بصوت الطبلة وبتحب تسمع كلمات وأناشيد المسحراتى ولسَّه فيه أطفال بيقفوا يبصوا علينا من الشبابيك».


مواضيع متعلقة