رمضان فى بنى سويف.. «قعدة عصارى» و«إفطار جماعى»

كتب: عمرو رجب

رمضان فى بنى سويف.. «قعدة عصارى» و«إفطار جماعى»

رمضان فى بنى سويف.. «قعدة عصارى» و«إفطار جماعى»

«القعدة» على ضفاف النيل من العصر حتى انطلاق أذان المغرب، وتوزيع المشروبات المثلجة على المارة فى شوارع القرى والمدن، وتبادل الدعوات للإفطار الجماعى لدى كل عائلة، وزيارة المساجد الأثرية، هى من العادات التى لم يتخل عنها أهالى بنى سويف منذ عشرات السنين، ويحرصون عليها خلال شهر رمضان الكريم.

{long_qoute_1}

ففى السنوات العشر الأخيرة، ومع تزامن شهر رمضان المبارك فى فصل الصيف، تمسك الأهالى بعادة التوجه عصراً للتنزه على شواطئ نهر النيل، وترعة الإبراهيمية، كل أمام قريته أو مدينته، للاستمتاع بالهواء الرطب، والاستحمام، أو التسلى بالصيد حتى اقتراب موعد الإفطار، فيما يطلق عليها هناك «قعدة العصارى»، حيث يتجاذب الجالسون على ضفاف النيل أطراف الأحاديث الدينية والموضوعات السياسية، والهموم والمشاكل العامة.

ويحرص الأهالى أيضاً على التوجه إلى الحقول حيث يقرأون خلالها آيات من الذكر الحكيم حتى أذان المغرب، ليتجه كل منهم إلى منزله لتناول الإفطار، وطوال الشهر الكريم لا تتوقف الدعوات المتبادلة بين العائلات وبعضها البعض لتناول الإفطار بشكل جماعى بهدف «لم الشمل»، حيث تحدد كل أسرة يوماً تتناول فيه بقية الأسر الأخرى طعام الإفطار لديها، وعلى طرقات المدن والقرى يحرص الشباب على توزيع العصائر والمثلجات على المارة، خاصة على الطرق الصحراوية لإفطار المسافرين، بحسب جمال محمود، أحد الأهالى، الذى قال «نتجمع أنا وأصدقائى للتوجه لطريق بنى سويف الصحراوى الشرقى، لتوزيع عصائر التمر والمياه، والبلح، على المسافرين قبل صلاة المغرب»، مضيفاً «تعتبر أسعد لحظاتنا حينما يوافق المسافرون على الإفطار لدينا».

ولا تختلف طقوس الأطفال فى بنى سويف عن غيرها فى باقى المدن، حيث يهتم الأطفال بتعليق الزينات أمام المنازل، حيث يجلسون أمام المنازل، ويقومون بقص الأوراق على هيئة فوانيس وأشكال أخرى، التى تتم غالباً قبل الشهر الكريم بيوم أو اثنين، تعبيراً عن ابتهاجهم وفرحتهم بقدوم شهر الصيام.

وتنتعش السياحة الدينية خلال شهر رمضان فى بنى سويف، حيث تحرص الأسر على زيارة المساجد الأثرية، من بينها مسجد السيدة حورية، ومسجد شلبى بمنطقة الرحبة بحى الغمراوى الذى يعود تاريخ بنائه إلى عصر الفاطميين، ومسجد عمر بن عبدالعزيز، أحد أكبر مساجد المدينة، الذى يحظى بإقبال كبير من قبل المواطنين لاستضافته قراء القرآن الكريم أصحاب الأصوات المتميزة، وكذلك مسجدا أبوعجيزة، والمحمدى.


مواضيع متعلقة