نيللى كريم: «سقوط حر» استنزفنى جسمانياً ونفسياً وأعمالى الأخيرة «دراما ثقيلة» بلا تكرار للشخصيات

كتب: خالد فرج

نيللى كريم: «سقوط حر» استنزفنى جسمانياً ونفسياً وأعمالى الأخيرة «دراما ثقيلة» بلا تكرار للشخصيات

نيللى كريم: «سقوط حر» استنزفنى جسمانياً ونفسياً وأعمالى الأخيرة «دراما ثقيلة» بلا تكرار للشخصيات

تواصل النجمة نيللى كريم تصديها للأدوار النفسية المعقدة، التى أصبحت علامة مسجلة باسمها فى الدراما التليفزيونية خلال الأعوام الأخيرة، حيث وقع اختيارها على شخصية «ملك» فى مسلسل «سقوط حر»، لتبرهن من أدائها لها على توهج موهبتها، ووصولها لحالة من النضج والثبات الانفعالى، بحسب تعليقات جمهورها عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وفى حوارها لـ«الوطن» تتحدث نيللى عن تجربتها فى مسلسلها الجديد، وتحضيراتها لتقديم شخصية «ملك» المصابة بمرض «الاضطراب الانشقاقى» والعديد من التفاصيل خلال السطور المقبلة.

{long_qoute_1}

■ لماذا اخترت «سقوط حر» لتقديمه فى دراما رمضان الحالى؟

- كانت هناك أسباب عدة، أبرزها إعجابى بالفكرة التى توصلنا إليها فى مرحلة التحضيرات، ووجدتها تحمل موضوعاً جديداً لم أقدم مثله فى أعمالى السابقة، بما تتضمنه من دراما ثقيلة وقوية، وانطلاقاً من هذه الأسباب، بدأت المؤلفة مريم نعوم مهمة كتابة السيناريو والحوار.

■ ولكن بعض الآراء تجد أن تصديك لنمط الأدوار النفسية خلال الأعوام الأخيرة تكرار منك فى الاختيار؟

- أين التكرار فى الأدوار التى قدمتها؟ أعمالى الأخيرة تضمنت نوعية دراما ثقيلة، وهى مسألة لن أختلف فيها مع أحد، ولكن لن تجد شخصية مكررة أو متشابهة مع غيرها، فإذا تحدثنا عن مسلسل «تحت السيطرة»، فموضوعه مختلف تماماً عن «سقوط حر»، وليس هناك تشابه بين «مريم» و«ملك»، ولا مجال للمقارنة بينهما من الأساس.

■ كيف تحضرت لشخصية «ملك» المصابة بمرض نادر وهو الاضطراب الانشقاقى؟

- جلست مع الدكتور نبيل قطب، وهو طبيب نفسى، استشرناه كثيراً وقت تصوير مسلسل «تحت السيطرة»، حيث تعرفت منه هذه المرة على طبيعة المرض وأعراضه وأسبابه وأبعاده، وبعد إلمامى بكل هذه المعلومات، طبقت المرض على نفسى، وبدأت التصوير.

{long_qoute_2}

■ تطبيقك للمرض على نفسك لم ينعكس بالسلب على تفاصيل حياتك الشخصية؟

- الشخصية أتعبتنى وأرهقتنى، وإن كان «مفيش حاجة مش مرهقة»، ولكنى تأثرت بطبيعة الدور وتفاصيله بكل تأكيد، بحكم وجودى داخل موقع التصوير، لما يزيد على 16 ساعة يومياً، وتحديداً من 8 صباحاً إلى 12 مساء، حيث تظل مشاعر الشخصية ملازمة لى على مدار فترة التصوير بالكامل، وهذا ليس معناه أننى مكتئبة طول الوقت، ولكن تأثرى راجع إلى تنفيذى لكل مفردات الشخصية، وتعايشى معها لتقديمها على النحو المطلوب، وكل فنانة بتمثل بطريقتها.

■ هل بإمكان نيللى كريم التضحية بشعرها فى سبيل دور معين مثلما فعلت الممثلة الشابة أسماء فوزى فى «سقوط حر»؟

- ضاحكة: «هى جت على الشعر يعنى؟ ما أنا كبّرت نفسى وتخّنتها ووحّشتها وعملت 100 ألف حاجة» مسألة ظهورى حليقة الرأس واردة، ولا أجد مانعاً فى تنفيذها، إذا تطلبت طبيعة الدور المفترض تقديمى له.

■ وما ردود الفعل التى وصلتك عن الحلقات الأولى؟

- ردود الفعل أكثر من جيدة، ولكنى لم أتابعها عن كثب، نظراً لانتهائى من تصوير مشاهدى الأخيرة، يوم الأحد الماضى، ما جعلنى لا أشاهد بعض حلقات المسلسل عند عرضها، ولذلك أعتزم متابعتها عبر «يوتيوب» خلال الأيام المقبلة.

■ ما مدلول اسم المسلسل «سقوط حر»؟

- مدلوله فى اعتقادى الشخصى هو أن الانزلاق داخل النفس البشرية أصعب أنواع السقوط، وبقياس هذه الجملة على شخصية «ملك»، سنجد أن نفسها سقطت ولم تعد موجودة، ولكن ربما تملك مريم نعوم إجابة مختلفة عن سؤالك.

■ ألم تُقلقك فكرة ظهورك صامتة فى أول 3 حلقات خشية شعور المشاهدين بالملل؟

- طبيعة المرض حتّمت ظهورى على هذه الحالة، وأذكر أن هناك فيلماً فرنسياً كانت بطلته فرنسية، لا أتذكر اسمها حالياً، ولكنها جسدت فيه دور سيدة قعيدة لا تتكلم على مدار الأحداث، وبالتالى لست الحالة الأولى التى أجسد فيها مثل هذه الشخصية.

■ ما أبرز الصعوبات التى واجهتك عند تنفيذك لمشهد الغرق؟

- المشهد كان صعباً عند تنفيذه، فى ظل إنزال غرفة تحت الماء، وكنت مطالبة بالتمثيل فى الوقت نفسه، لأنى «مش نازلة آخد غطس وطالعة»، وواجهت الصعوبة نفسها مع مشهد الغرق فى البحر، الذى ارتديت فيه فستاناً أبيض، وبعيداً عن هذا وذاك، أرى أن هذا المسلسل بعيداً عن صعوبة دورى فيه، فهو يضم مشاهد تطلبت مجهوداً جسمانياً وتكنيكياً، فمشهد الغرق لم يتم تصويره بطريقة «وان شوت»، ولكن تمت إعادته لتصويره بأكثر من زاوية، ولعل كلامى سيكون واضحاً لمن شاهد «ميكنج» المشهد عبر «فيس بوك»، وكنت لا بد أن أكون مدركة لبعد المسافة بينى وبين الكاميرا وقت التصوير، وهذه أمور تكنيكية بحتة لن يلحظها الجمهور عند المشاهدة، ولكنها حسابات ينفذها الممثل لتقديم المشهد بشكل سليم، بالتنسيق مع المخرج ومدير التصوير.

■ لماذا لم يتم تنفيذ مشاهد الغرق بواسطة تقنية الجرافيك؟ وما أسباب عدم استعانتك ببديل «دوبلير» لتأدية هذه المشاهد بدلاً منك؟

- قمنا بتنفيذ هذه المشاهد دون «جرافيك»، حتى تكون واقعية عند المشاهد، وتمنح الممثل أعلى درجات المصداقية والحالة الدرامية والإحساس الخاص بالمشهد نفسه، وأنا بطبعى لا أحب فكرة الاستعانة بدوبلير، لأنى «ما دام قادرة أعمل المشهد فليه أجيب حد يعمله؟» هو لن يتمكن من التمثيل والوصول لنفس إحساسى مهما حاول.

■ ما حقيقة رفضك التصوير داخل مستشفى العباسية وطلبك من المخرج شوقى الماجرى استبداله بديكور مشابه كما تردد؟

- خبر غير صحيح، لأننا صممنا ديكوراً داخل مستشفى العباسية، وأنا أرفض التدخل فى غير اختصاصاتى كممثلة، لأنى أعتبر نفسى أداة مطيعة فى يد المخرج، ومن الممكن التأكد من كلامى بالرجوع إلى كل المخرجين، الذين تعاونت معهم منذ بداياتى الفنية، لأن المخرج يحظى بمكانة كبيرة عندى، وربما أتناقش معه فى تفصيلة تخص مشهداً، ولكنه يظل صاحب القرار، ولا أتدخل فى رؤيته وتنفيذه للمشهد من قريب أو بعيد.

■ وكيف وجدت التعاون مع شوقى الماجرى؟

- «سقوط حر» هو ثانى تعاون يجمعنى بشوقى الماجرى، بعد تجربتنا فى مسلسل «هدوء نسبى»، الذى صورنا أحداثه داخل سوريا، وتناولنا من خلاله قصة سقوط بغداد، وأعتز كثيراً بهذه التجربة فى مسيرتى الفنية، لأننا لم نتطرق إلى هذه المنطقة فى أعمال فنية سابقة، فضلاً عن وجود عدد هائل من الممثلين العرب بمختلف الجنسيات، وكان منهم الفنان السورى عابد فهد، وأعتبر شوقى من أهم المخرجين العرب فى الدراما العربية، حيث يتمتع بشخصية قوية، ويحب ممثليه، ويفرض أجواء مريحة داخل البلاتوه، بدرجة تُمكن الجميع من أداء أدوارهم على النحو المطلوب.

■ كيف استقبلت نبأ تسريب الحلقة الأولى من «سقوط حر» قبل عرضها؟

- حزنت جراء هذا التصرف، ولا أعلم لمصلحة من إضاعة مجهود فريق عمل بالكامل، بذل قصارى جهده على مدار أشهر لتقديم مسلسل جيد للجمهور، حيث إننا لم نفعل ذلك فى سبيل عرض الحلقة بجودة رديئة على «يوتيوب»، وإنما من أجل أن يحظى العمل بمكانته كعمل تليفزيونى، لا بد من عرض تتراته ووضع أسماء أبطاله وكل فريق العمل عليها، ولكن تظل القرصنة مشكلة لا بد من إيجاد حلول لها.

■ وماذا عن قيام «ONTV» بعرض المسلسل على شاشتها دون شرائها لحقوق عرضه؟

- عرفت بأمر هذه المعلومة من الإنترنت، لأنى كنت أصور مشاهدى الأخيرة حينها، وفوجئت من هذا التصرف، الذى لا أجد تعليقاً عليه.

■ هل أزعجك عزوف بعض متابعيك عن مشاهدة مسلسلك الجديد لعدم رغبتهم فى جرعات النكد الموجودة بالعمل بحسب تعليقات بعضهم عبر مواقع التواصل الاجتماعى؟

- كل شخص حر فى اختياراته، ولكنى سعيدة بمستوى الدراما التليفزيونية هذا العام، التى تشهد عرض أعمال قوية ومحترمة، وأرى أن بعضها إذا لم يحظ بالمشاهدة فى رمضان، فالجمهور سيتابعه بعد انتهاء الشهر الكريم.

■ كيف ترين المنافسة بينك وبين الفنانات اللاتى يجسدن أدوار مرضى نفسيين أمثال يسرا وغادة عبدالرازق؟

- كل منا تقدم حالة مختلفة، وتظل حالتى استثنائية، لأنها لا تحدث إلا نادراً، ولعلمك كلنا مصابون بأمراض نفسية، ولكن تختلف درجة المرض من شخص لآخر، حيث هناك حالات تستدعى إيداعها داخل المستشفى، وأخرى عادية، فمثلاً يسرا فى مسلسلها «فوق مستوى الشبهات» من المفترض أن تلقى العلاج والرعاية، ولكنها لا تُعالج، أما عن باقى المسلسلات التى تتعرض للمرض النفسى، فلم أتمكن من مشاهدتها حتى الآن.


مواضيع متعلقة