بائعة السمك ترفع لافتة «المحل مغلق لعدم وجود بضاعة»

بائعة السمك ترفع لافتة «المحل مغلق لعدم وجود بضاعة»
- توقف حركة
- سوق السمك
- غير قادرة
- من الآخر
- أبنائها
- أخيرة
- أرز
- توقف حركة
- سوق السمك
- غير قادرة
- من الآخر
- أبنائها
- أخيرة
- أرز
- توقف حركة
- سوق السمك
- غير قادرة
- من الآخر
- أبنائها
- أخيرة
- أرز
- توقف حركة
- سوق السمك
- غير قادرة
- من الآخر
- أبنائها
- أخيرة
- أرز
جلست فى وضع «التربيع» على السور الذى كانت تفرش عليه السمك، كل المارة إلى جوارها يلقون عليها التحية فلا ترد، تفكيرها المستمر فى الحال الذى وصلت إليه جعلها تنشغل عن المحيطين بها فلا تسمعهم، تسرح طوال الوقت، تندب الحظ، وأحياناً يراها المارة وهى تضرب كفاً بكف: «قافلة المحل ومعايا 6 عيال يتامى والله ما لاقية أأكلهم، بقالى 15 يوم على كده»، فيرد عليها المارة والباعة بكلمات بسيطة لمحاولة تهدئتها: «إن شاء الله ربنا يفرجها».
السمك الذى كان يملأ الدكان وكتب له عمر جديد، ما زال ينبض فى المياه الراكدة، وهى غير قادرة على بيعه، فى الأيام الأخيرة باعت بخسارة، تراكمت عليها الديون، فأغلقت الدكان، ومن وقتها تُردّد عبارة: «من الآخر أنا متدمرة، ده ليه فلوس وده ليه فلوس وأنا مش معايا أجيب بضاعة».
حزن شديد تعيشه «فرح» منذ 5 سنوات، حين توفى زوجها الذى كان يعمل «أرزقياً»، لم يترك لها ولأولادها سوى معاش قدره 400 جنيه، خرجت إلى العمل فى سوق السمك بإمبابة، باعت واشترت وحققت عائداً يكفى أسرتها، لكن مع توقف حركة البيع وركود السوق تراكمت عليها الديون، ولم يعد معها سوى بضعة كيلوجرامات من الأسماك التى تنازع الموت.
تحلم «فرح» باليوم الذى تُسدّد فيه ديونها وتفتح محلها وتعود إلى العمل وسط الباعة، تحلم أيضاً باستكمال مشوار زوجها وتربية أبنائها وتعليمهم، لكن ما باليد حيلة، فقد كتبت عليها الفرحة اسماً فقط، أما الواقع فهو مختلف تماماً: «ربنا يفرجها من عنده، ويرزقنى برزق عيالى اليتامى». أما الأمل الوحيد الذى يراود «فرح» ليلاً ونهاراً، فهو ملاقاة ابنها الأكبر، المتغيب عن المنزل منذ عام، ولا تعلم مصيره، فتتذكره فى كل لحظة وتسأل نفسها: «أين هو؟ هل هو بخير»؟ لكن تمر الأيام والشهور دون رؤيته، وتتمنى لو تستطيع إخباره بأنه أصبح أباً لطفل جميل، يحتاجه وينتظر عودته.