«كريمة» تقاوم الفقر بـ«البلياردو»: 90 سنة ومش قادرة عليه

11:25 م | الثلاثاء 14 يونيو 2016

بعد جولة طويلة قامت بها فى ميدان رمسيس، قاومت خلالها حرارة الشمس وزحام المارة والسيارات، والضوضاء المنبعثة من جميع الأرجاء، عادت إلى غرفتها بمنطقة «القللى» بوسط البلد، لتلقى بحقيبتها الصغيرة التى احتوت على ما تبقى لديها من مناديل، لتتجه صوب «ترابيزة البلياردو» لتهيئها للوافدين إليها من الأطفال والشباب.

تجلس الحاجة «كريمة أحمد» على كرسى متهالك تلتفت يمنة ويسرة على أمل أن يأتى أحد زبائنها للعب، تمر ساعات ويبقى الوضع كما هو عليه، تنهض من موضعها لتتحدث إلى جيرانها تارة وتعود إلى غرفتها للاطمئنان على ابنتها وأحفادها تارة أخرى، تقول: «جوزت 5 بنات وولدين، عايشة أنا وبنتى وعيالها الثلاثة بعد ما جوزها مات وبصرف عليهم، الصبح ببيع مناديل وباجى أقعد على الترابيزة لحد بليل»، تبدأ «كريمة» يومها منذ الخامسة فجراً وتنتهى فى الواحدة بعد منتصف الليل ويقتصر دخلها على 300 جنيه معاش الشئون الاجتماعية.

رغم تخطيها الـ90 عاماً فإن لديها رغبة عارمة فى استكمال عملها وتؤكد أنها ما زالت تملك قوة وإصراراً على أن تكفى احتياجات أسرتها: «شغالة من وأنا عندى 9 سنين، جوزى كان بتاع جرايد ولما مات سبت الجرايد واشتغلت فى المناديل، بدفع إيجار 10 جنيه لأنى ساكنة فى أوضة أمى، جبت ترابيزة البلياردو بـ4 آلاف جنيه قسط، العيل بيلعب بجنيه الوقت اللى هو عاوزه وممكن يعدى يوم بحاله ما يطلعش منها 5 جنيه». سنوات طويلة من الشقا، ومع ذلك لم تكل ولم تشكُ ألماً أو مرضاً، لديها يقين بأن الحياة خُلقت من أجل أن تنتصر عليها وتقاوم الظروف: «حجيت وأنا عندى 7 سنين وعملت عمرتين لما كبرت، أمى مات ليها 7 عيال وأنا الوحيدة اللى عشت عشان كده خلتنى أزور النبى وأنا صغيرة عشان ربنا يطول فى عمرى».