حال القطط والكلاب في مصر .. شعب يعذب وحكومة تسمم

04:55 م | الثلاثاء 14 يونيو 2016

لا يبدو أن الحديث الشريف عن المرأة التي دخلت النار بسبب هرة، واعظا للكثيرين في مصر، "لا رحمة" شعار يرفعه القطاع الأوسع في مواجهة الحيوانات بأنواعها في مصر، إيذاء مجاني ومتواصل من الشعب والحكومة معا، فلا وصايا الأديان تشفع ولا فروض الإنسانية تشفع.

في منطقة العاشر من رمضان، قرر مجموعة من "الجهلة"، إغلاق فم كلبة عبر لصق "شريط لحام" حوله، بإحكام شديد، أسبوع كامل قضته بلا طعام أو ماء، مع ذلك بقيت على قيد الحياة حتى عثر عليها مجموعة من الرحماء الذين حاولوا مساعدتها، سلوى عبده، الناشطة في مجال حقوق الحيوان، كانت واحدة من هؤلاء، ظلت تتأمل المشهد كثيرا "مش قادرة أتخيل موقف حيوان أخرس، مستني الموت يوم بعد يوم لا قادر ياكل ولا يشرب وبيتعذب عذاب أسود.. تشم الأكل والمية بس!".

قصة من ملايين القصص انتهت إلى إنقاذ، صحيح أن الكلبة عانت من جلد اهترأ وجسد جف بشدة، إلا أن خالقها كتب لها الحياة، فيما تبقى ملايين القصص المرعبة في شوارع المحروسة، تتواصل ليل نهار، بيد مجهولين يلقون "مية النار" على جلود القطط والكلاب على سبيل التسلية، فيما يمضي آخرون إلى قطع الذيول والآذان وفقء العيون، على سبيل الهزار والتحدي.

عشرات القصص المرعبة تطفو فوق السطح، من وقت لآخر تستفز المشاعر أشهرها قصة "الكلب ماكس" في منطقة الهرم، وكلب دمياط الذي تعرض للانتقام بدلا من صاحبه بتقطيعه حيا، حال تدعمه القوانين التي لا تثأر للحيوانات بأي صورة رادعة، والحملات الرسمية التي تشنها مديريات الطب البيطري في المحافظات من أجل القضاء على الكلاب والقطط الضالة: "يفعلونها ويدفعون الملايين في سم الاستراكنين الفتاك، ضاربين بعرض الحائط، فتوى دار الإفتاء المصرية بحرمة قتل الكلب المسالم، وكذلك كل التشريعات والمواثيق الدولية التي تحرم استخدام هذا السم لشدة فتكه وما يسببه للحيوان من ألم وعذاب يستمر لأيام وأحيانا لأسابيع" تتحدث دينا ذو الفقار، الناشطة في مجال حقوق الحيوان، والتي أكدت أن المأساة مكتملة الأركان للحيوانات في مصر "كل الحيوانات اللي إيدين المصريين بتطولها بتتعذب، بجع بيقف في الشارع في عز النهار، حمير وحصنة مليانة جروح بتمشي بدون أكل أو مية، وأحوال صعبة مستمرة لغياب الردع الحاسم والرحمة".