خالد عزب: غياب مشروع ثقافى للدولة جعل الشباب يلجأ إلى الأفكار المتطرفة.. وخلق «معارك داعشية»

كتب: رضوى هاشم

خالد عزب: غياب مشروع ثقافى للدولة جعل الشباب يلجأ إلى الأفكار المتطرفة.. وخلق «معارك داعشية»

خالد عزب: غياب مشروع ثقافى للدولة جعل الشباب يلجأ إلى الأفكار المتطرفة.. وخلق «معارك داعشية»

قال الدكتور خالد عزب، مدير المشروعات بمكتبة الإسكندرية والحاصل على جائزة الدولة للتفوق «فرع العلوم الاجتماعية»، إن الهجوم الذى شنّه البعض على جوائز الدولة هذا العام يرجع لأسباب شخصية لدى البعض، وسياسية لدى البعض الآخر، مشيراً إلى أن جائزة التفوق التى حصل عليها «علمية»، وينبغى تقييمها على أساس علمى.

وأوضح «عزب»، فى حواره مع «الوطن»، أن الدولة لم يكن لديها مشروع ثقافى، وهو ما ترك الشباب فريسة للتطرف، مؤكداً أن تجديد الخطاب الثقافى لن يكون بمؤتمرات وأنها عملية تحتاج لسنوات.. وإلى نص الحوار:

■ كيف علمت بحصولك على جائزة الدولة للتفوق؟ وكيف كان وقعها عليك؟

- من طبيعة جائزة التفوق أن يتقدم لها الشخص بمجمل إنتاجه الفكرى، لذا كنت على دراية بأن اسمى مطروح للترشيحات، وفور إعلان أسماء الفائزين بُلغت عن طريق الأصدقاء بفوزى بالجائزة. أما الأعمال التى كانت سبباً فى فوزى بالجائزة فكانت «موسوعة الخط العربى» وهى محاولة للحث على استعادة دور مصر الرائد فى الخط العربى، الذى تراجع فى مصر فى الوقت الذى شهد تقدماً ملحوظاً فى تركيا، بعد أن كان لدينا أعلام فى هذا المجال فى عهد الأسرة العلوية، وهى إعادة اكتشاف الخط فى وقت تحارب فيه وزارة التربية والتعليم مدارس الخط العربى وتغلق عدداً منها.

{long_qoute_1}

كما أن أحد أسباب نيلى الجائزة هو كتاب «فقه العمران» وهو بمثابة إعادة لتأريخ العمارة، ويرصد العلاقة بين العمارة الإسلامية والمجتمع، وكذلك كتاب «الحجر والصولجان» الذى يرصد العلاقة بين العمارة والسياسة ويحلل تركيبة الحكم فى «غرناطة وفاس ومكة»، ويرصد تدهور العمارة الإسلامية فى فترات ازدهرت فيها العمارة فى أوروبا وعلاقة ذلك بتدهور الوضع السياسى.

■ شهدت جوائز الدولة هذا العام هجوماً غير مسبوق، واعترض البعض على منح جائزة النيل فى العلوم الاجتماعية لـ«ليلى تكلا» والنائب العام السابق المستشار عبدالمجيد محمود.. كيف ترى هذا الهجوم؟

- فى رأيى الشخصى أن التعرض للأشخاص غير مقبول، وأحزن حينما يُنتقد حصول أشخاص على الجائزة لأسباب سياسية، فتلك الجائزة علمية فى الأساس يتم التقديم لها بناء على الإنتاج الفكرى وتخضع للتقييم العلمى، وأطالب من ينتقد شخصاً أن يقدم مبرراً علمياً لهجومه بعيداً عن الأسباب السياسية، هذا إنتاج علمى ما، له تأثير ما فى الفرع الذى تقدم له بعيداً عن التجاذبات السياسية والشخصية.

■ هناك اتهام دائم لجائزة الدولة بأنها لا يوجد لها معايير وأن المجاملات تحكمها.. ما رأيك؟

- فى نهاية الأمر لست عضواً فى لجان التحكيم، وهناك مجلس أعلى للثقافة هو صاحب قرار منح الجوائز.

■ نعيش حالة من الصراع الثقافى والفكرى والدينى ظهرت خلالها تيارات متعصبة سيطرت على فكر عدد غير قليل من الشباب.. ما المشروع الفكرى الذى تتبناه مكتبة الإسكندرية لمواجهة هذا الصراع؟

- أطلقنا مشروع مكافحة التطرف والإرهاب «فكرياً» وله عدة مستويات، تبدأ بتقديم الثقافة السلمية بشكل مبسط ومعاصر للشباب، ويستهدف الشباب من 15 عاماً إلى 35 عاماً من خلال دورات وندوات فى كل أنحاء مصر، وبالفعل بدأنا فى القاهرة والإسكندرية، ثم سننتقل إلى كفر الشيخ والجيزة والمنيا، وذلك من خلال تقديم محاضرات مركزة بالاشتراك مع علماء فى كل المجالات، يشارك فى كل دورة 60 شاباً، وشهدت هذه الدورات إقبالاً كبيراً. أما المستوى الثانى فهو «النقد والبناء الفكرى» وهدفنا إعادة بناء المفاهيم الفكرية بعد هدم المفاهيم الخاطئة، وستصدر فى طبعات شعبية للوصول إلى الشباب، وسنستعين بنخبة من العلماء أبرزهم «شاكر عبدالحميد، ورضوان السيد»، و«أحمد العبادى» من المغرب، وترجمات من فرنسا وأوروبا. فيما يعتمد المستوى الثالث على تشجيع الدراسات المستقبلية من خلال سلسلة «أوراق»، لأننا لاحظنا أن الاهتمام أصبح منصباً على الماضى، وهدفنا أن نتعامل فكرياً مع الأفكار المتطرفة رغبة فى الحصول على الأفكار الجديدة.

■ هل ترى أن افتقارنا إلى مشروع ثقافى كان سبباً فى أن يقع الشباب فريسة للتطرف؟

- هناك فراغ لدى الشباب، إذا لم تملأه الدولة والمجتمع سيظلل الشباب فريسة لأفكار التطرف، فالدولة لم يكن لديها مشروع ثقافى لذلك وجد الشباب ملاذهم فى الأفكار المتطرفة، وخلق ذلك لنا معارك وهمية من الماضى «معارك داعشية» من نوعية «داعش وسبى النساء وفكر من الماضى» لا علاقة له بالإسلام الذى يتماشى مع تطور حقوق الإنسان، ومعالجة مثل تلك الأمور لا تكون بالمؤتمرات ولا الندوات فقط، ولا تأخذ شهراً أو شهرين، بل تحتاج إلى سنين يعاد فيها تقييم الوضع، والبداية تكون بالحوار مع الشباب لمعرفة ما يدور فى فكرهم، وهذا ما فعلناه بمكتبة الإسكندرية.

■ شهد المجلس الأعلى للثقافة منذ أيام «ملتقى تجديد الخطاب الثقافى» وكنت من أبرز المشاركين.. هل ترى أن الملتقى أتى بثماره؟

- الملتقى يؤكد، بطريقة أو بأخرى، أن الدولة مدركة أن هناك ضرورة لتغيير الخطاب الثقافى، وأن هناك أزمة، وأن مسئولى الثقافة استمعوا إلى الملاحظات وسيطبقونها مستقبلاً، وكما قلت فإن تجديد الخطاب الثقافى لن يتم بمؤتمر يستمر لعدة أيام، وإن كان قد ساهم فى تحريك الساكن، وأحدث جدلاً مما يدل على أن التيارات بدأت فى الحراك.


مواضيع متعلقة