رمضان عند أشرف.. الدين لله و«الكنافة والقطايف للجميع»

كتب: عبدالله عويس

رمضان عند أشرف.. الدين لله و«الكنافة والقطايف للجميع»

رمضان عند أشرف.. الدين لله و«الكنافة والقطايف للجميع»

يقف أمام فرن الكنافة يتصبب عرقاً فى الظهيرة، لا تتوقف يده عن الدوران حول صينية الفرن مشكلاً خيوطاً دائرية تتحول فى نهاية الأمر إلى «كنافة»، وإلى جواره ابن أخيه يعد القطايف ويبيع للمشترين الذين يتزاحمون عليه، لا سيما فى الأيام الأولى من رمضان.

بوجه مبتسم ولسان يهنئ كل مشترٍ بـ«رمضان كريم وكل سنة وأنت طيب»، يتعامل أشرف بولس مع زبائنه، الذين ينتظرون قدومه كل عام لبيع «الكنافة والقطايف والرّقاق»، لم يعبأ أحد من المشترين بكونه مسيحياً قدر اهتمامهم بجودة منتجاته التى تحرص كل أسرة على شرائها كل عام.

{long_qoute_1}

«أنا بقالى 20 سنة بعمل كنافة وقطايف، وإخواتى الاتنين نفس الكلام، واتعلمنا كلنا (الكنفانية) على إيد والدى»، يحكى «أشرف» الذى يمتلك هو وأسرته محلاً لبيع المنتجات التى يعدونها طيلة العام، بينما يمتلك هو محلاً خاصاً يقتصر على شهر رمضان فحسب، مضيفاً: «المحل ده بقاله 8 سنين، وبقى ليا زباين محددين وبييجوا لى مخصوص عشان إيديا حلوة فى عمايل الكنافة والقطايف، ومراتى وولادى التلاتة بييجوا يشتغلوا معايا هنا، وابن خالى بيساعدنى فى عمايل القطايف».

وعلى الرغم من غلاء الأسعار الذى طال كل شىء، فإن «أشرف» قرر هذا العام أن تختلف الأسعار عنده عن بقية التجار، على حد قوله، لصالح الغلابة: «ببيع الكنافة والقطايف أرخص من غيرى باتنين جنيه، وده لسببين؛ الأول عشان الناس الغلابة اللى ممعاهاش، والتانى عشان رمضان موسم ولازم نحرق فيه كتير، ولو حتى المكسب فى الكيلو قليل بس البيع الكتير هيعوض ده».

هنا تقاطعه سيدة خمسينية قائلة: «عايزة كيلو قطايف واتنين كنافة بس طازة يا أشرف عشان عندى عزومة»، ليقوم «أشرف» بوزنها وبيعها لها، تقول السيدة: «أشرف ده مصدر فرحة للمكان أول ما بيفتح بنحس فعلاً بدخول رمضان، وأنا من ساعة ما فتح بشترى من عنده، واللى بيقولوا مصر فيها فتنة طائفية ييجوا يشوفونا ويشوفوا معاملتنا مع بعض».

الكنافة فى رمضان لا تقتصر على المسلمين، حسب «أشرف»: «فيه مسيحيين كتير بييجوا يشتروا منى كنافة فى رمضان وبيعتبروا ده موسمها رغم إنها ممكن تكون موجودة طول السنة، بس بيحبوا ياكلوها فى رمضان»، مضيفاً: «البطن بتحب الأكلة الحلوة، سواء مسلم أو مسيحى، وشهر رمضان بالنسبة لنا خير وبركة ورزق وموسم شغلنا، وبنستناه أكتر من المسلمين كمان».


مواضيع متعلقة