«الوطن» ترصد: أصحاب المحلات و«نصبات الشاى» والمخربون يسرقون فرحة تطوير وسط البلد

كتب: عبدالفتاح فرج

«الوطن» ترصد: أصحاب المحلات و«نصبات الشاى» والمخربون يسرقون فرحة تطوير وسط البلد

«الوطن» ترصد: أصحاب المحلات و«نصبات الشاى» والمخربون يسرقون فرحة تطوير وسط البلد

رغم إنفاق الحكومة ملايين الجنيهات على تطوير ميادين وشوارع وسط القاهرة الخديوية فإنها تتعرض إلى محاولات «وضع اليد» و«البلطجة» مساء من بعض أصحاب المطاعم والمقاهى ونصبات الشاى، إضافة إلى ممارسة أعمال تخريبية، ويحاول «لصوص الفرحة» سرقة الإنجازات التى تؤديها الهيئات الحكومية، ويستغلونها فى فرض «إتاوات» على الزائرين وتأجير الكراسى البلاستيكية لهم فى الممشى السياحى الجديد بمنطقتَى «ماسبيرو» و«التحرير»، إضافة إلى سيطرة أصحاب المحلات على الممشى السياحى بنهر شارع الألفى الذى تم افتتاحه منذ أكثر من عام ونشر مقاعدهم الخاصة فى أماكن مخالفة ضاربين بتعليمات الحكومة عرض الحائط، وهو ما تسبب فى شن أحياء غرب القاهرة حملات مكبرة لإزالة الإشغالات بهذا الشارع والشوارع المحيطة، لكن ما تلبث الحملات أن تنتهى حتى يمارس المخالفون هواياتهم المفضلة من جديد.

{long_qoute_1}

ورصدت «الوطن» سيطرة العاملين ببعض المطاعم والمقاهى على شوارع وسط القاهرة، خاصة فى الساعات المتأخرة من الليل، وضمّ الشوارع إلى حرم المحلات أثناء تقديم وجبات السحور، وتخريب نافورة ميدان عابدين الجديدة بعد تعطيلها من قبَل الأطفال والفتيان الذين يسيرون عليها بالدراجات النارية والهوائية رغم مرور شهرين فقط على افتتاحها.

ممشى سياحى عالمى يزين شاطئ النيل الشرقى بين كوبرى «قصر النيل» و«أكتوبر»، يمتد لمسافة تزيد على 500 متر، تم إنشاؤه بجوار الرصيف الرئيسى ويلاصق مباشرة مياه نهر النيل، الأرضيات والجداريات الحجرية ذات اللون الأصفر تم اختيارها بعناية شديدة، المدرجات التى تتخلل الممشى تسمح للزوار بالجلوس بالقرب من المياه، الحواجز المعدنية فضية اللون تمنع الأطفال من النزول إلى المياه.

ولكن التطوير الذى أوشك على الانتهاء يعكر صفوه ويشوهه «لصوص البهجة» الذين يستبيحون ممتلكات الدولة، ويستغلون الملايين التى أُنفقت عليها لصالحهم، حيث ينشرون مقاعدهم البلاستيكية فى الممشى الجديد ويجبرون الزوار على الجلوس عليها وتقديم مشروبات ساخنة لهم دون أدنى تدخل من أجهزة الدولة للتصدى لهم، ويزداد الأمر سوءاً مع دخول ساعات الليل، إذ يبسط الباعة المتجولون وأصحاب نصبات الشاى سيطرتهم الكاملة على المكان، ويضيّقون على الزوار الذين ينصرفون بسرعة بسبب المضايقات التى يتعرضون لها فى منتصف الممشى تقريباً.

{long_qoute_2}

ومع دقات الخامسة مساء توقف شاب ثلاثينى وأمسك مجموعة من الكراسى البلاستيكية، وبدأ رصها بجوار الحاجز المعدنى ليمنع المواطنين من الاقتراب من المياه ويجبرهم على تأجيرها، وداخل إحدى الاستراحات الخشبية الموجودة بالرصيف العلوى للكورنيش يوجد بائعو الورد بكثافة، إذ يتخذونها مقراً دائماً لهم، ومركزاً لانطلاقهم لبيع الورود للزبائن والسياح بإلحاح شديد ومؤذ فى نفس الوقت.

يقول منصور حلمى، محام وأحد زوار منطقة كورنيش النيل: «بصراحة فيه شغل كويس بيحصل دلوقتى فى منطقة وسط البلد، لكن فيه بلطجية بتحاول تعكنن علينا، بيسرقوا الرخام وبيقطعوا الحديد بتاع الحواجز، ده غير الناس اللى بتأجر الكورنيش للمواطنين العاديين بالليل والنهار، لازم يكون فيه أمن على الأماكن المهمة اللى زى دى، وزى ما الدولة قدرت تطرد الباعة الجائلين من منطقة وسط القاهرة مثل شارع طلعت حرب ورمسيس والإسعاف تقدر تقضى على الذين يبيعون للناس الهواء، على الأقل تحافظ على الملايين التى تم إنفاقها من أجل التطوير، وللأسف ثقافة الكثير من المواطنين لا تقول إنهم يحافظون على مقدرات البلد بل هم يخربونها بسبب سلوكياتهم الخاطئة».

ويشير «حلمى» بيده إلى النباتات التى تم زرعها وسط الأرضيات الرخامية ويقول بصوت غاضب: «الزرع ده مثلاً عطشان وجف بسبب الإهمال، ليس من المهم تطوير المكان والإنفاق عليه لكن الأهم الحفاظ على التطوير، لذلك يجب على رجال الشرطة التصدى لهؤلاء بكل قوة وحزم وعدم تركهم هكذا»، موضحاً أن أصحاب نصبات الشاى يشوهون المنطقة وينالون من شكلها الحضارى الجميل: «هؤلاء يشوهون كورنيش النيل، خاصة أمام السياح الأجانب الذين يعشقون نهر النيل ويفضلونه عن الكثير من الآثار المصرية، لذلك أقترح أن تقوم الدولة بتعيين شباب لحماية هذه المناطق الحيوية من التخريب، وبدلاً من دفع ملايين الجنيهات لصيانتها أو ترميمها سيتم دفع آلاف الجنيهات فقط كرواتب للشباب لكن بلا شك سيكون شكل كورنيش النيل والأماكن المحيطة به مقصداً سياحياً هاماً، وإذا أرادت الدولة تقديم خدمات وتسهيلات للزوار والسياح يجب أن يكون ذلك مقنناً لتستفيد منه الدولة، لكن لا يكون هناك ممشى محتل من البلطجية يبيعون المشاريب دون تحصيل أى ضرائب منهم».

{long_qoute_3}

ندى عبدالسلام، سيدة ثلاثينية، تعمل صيدلانية فى أحد المستشفيات الحكومية، كانت تسير بهدوء شديد، وتمسك فى يديها «كاميرا ديجتال صغيرة» تلتقط بها بعض الصور الفوتوغرافية لأشجار الكورنيش، تقول: «أنا سعيدة وفخورة جداً بالإنجازات التى تقوم بها الحكومة فى منطقة وسط القاهرة، لكن أعمال التطوير تحتاج إلى متابعة دائمة أو إلى فترة ضمان، بجانب توعية الجمهور بأهمية المناطق السياحية وضرورة المحافظة عليها، وإقناعهم بأنها ملكهم، لكن البلطجية للأسف لا يفكرون إلا فى أنفسهم من خلال نهج سياسة وضع اليد».

فيما يقول جمال غنيم، رجل أربعينى، يعمل طباخاً فى فندق «النيل هيلتون»: «بدأنا نشعر بالتغيير والتطوير الذى يتم فى ميادين وسط القاهرة الخديوية والإسلامية بعد أن تم إزالة الباعة الجائلين من الشوارع، وإعادة رصف وتجميل الشوارع والمبانى التراثية الجميلة مثلما حدث فى شارع طلعت حرب والألفى وميدان عابدين والعتبة، لكن الكورنيش يسيطر عليه أباطرة مفيش حد بيقدر عليهم ولازم الدولة تواجههم بكل قوة وصرامة».

صاحب «حنطور»، رفض ذكر اسمه، تحدث بصوت خفيض وباقتضاب شديد قائلاً: «التطوير ده كويس، لكن إحنا مش مستفيدين منه، لأن حركة السياحة ضعيفة جداً الآن، لكنها تنشط فى الصيف»، وأكد أن «سيطرة أفراد أو بلطجية على منطقة الكورنيش متورط فيها موظفون فى المحافظة وبلاش أتكلم أكتر من كده».

وعلى أعمدة الحواجز المعدنية للممشى الجديد نشر الشباب الذين يؤجرون الكراسى البلاستيكية ملابسهم الداخلية بعد غسلها فى مياه النيل على مرأى من الجميع، ما أدى إلى تشويه منظر الأماكن التى تم تطويرها، وبالقرب من «الغسيل المنشور» نزل شاب آخر إلى المياه وأمسك بجركن صغير، ورش المياه على الأرضية الحجرية الجديدة أمام الكراسى رغم تضرر الأحجار بالمياه، وتم ذلك على بُعد أمتار قليلة من العمال الذين يجرون التشطيبات النهائية لجدران الممشى، وفى الأعلى تراكم التراب على الأرضيات الرخامية اللامعة التى تتوسطها أشجار زينة صغيرة تعانى من الجفاف والإهمال رغم حداثة زرعها بالمكان.

الوضع فى «ميدان التحرير» مختلف تماماً، إذ يحيط جنود الأمن المركزى بالحديقة الدائرية أو «الصينية» التى تتوسطه لمنع المواطنين من دخول الحديقة، أو العبث بمحتوياتها من الزهور والورود، وفى وسط الجزيرة يقف جناينى تابع لمحافظة القاهرة للعناية بالحديقة والزهور، لكن أحد أفراد الأمن المكلفين بحماية الصينية قال إن خدمة حماية الحديقة تنتهى بعد الساعة الثامنة والنصف مع انصراف أحد اللواءات المشرفين على التأمين، وبعد ذلك يدخل المواطنون بشكل عادى جداً الحديقة، ويجلسون فيها ويلعب الأطفال بها كما يشاءون، وبذلك تزداد فرص التخريب، لكن أصحاب «نصبات الشاى» الذين كانوا يقومون بنشر كراسيهم البلاستيكية على الأرصفة غابوا عن الميدان تماماً.

وفى «ميدان الألفى»، الذى خضع للتطوير قبل عام وأُنفق عليه ملايين الجنيهات، يسيطر أصحاب المقاهى والمطاعم على الشارع المخصص للمشاة فقط، ويضعون مقاعدهم فى نهر الشارع، خاصة مع اقتراب منتصف الليل، والشارع التراثى الذى يُعتبر قطعة فنية معمارية تعلو فيه الضحكات الصاخبة من قبَل الزوار، وعلى جانبَى الممشى وضع أصحاب المقاهى شاشات تليفزيونية كبيرة، فيما وُجد بكثرة الباعة المتجولون بحثاً عن الزبائن، وقبل نهاية الشارع ناحية مبنى هيئة التأمينات الاجتماعية، وضع مطعم شهير مقاعده فى نهر الشارع أو الممشى وأغلقه أمام المارة تماماً، ما يعنى أن التطوير جاء فى صالح أصحاب المطاعم والكافتيريات المطلة على الشارع والميدان مباشرة وليس المشاة الذين يضيقون بالكراسى الموضوعة فى نهر الطريق، خاصة فى ساعات الصباح الأولى والسحور.

ويزين واجهات العمارات التاريخية الطلاء الجديد ذو اللون «البيج»، بجانب الإضاءة الخافتة التى تُبرز البعد الجمالى للشرفات المربعة والدائرية، والنوافذ المستطيلة، مع الأرضيات الرخامية والحجرية التى تلمع بعد انعكاس أنوار أعمدة الإضاءة عليها، والحركة مستمرة فى الميدان على مدار الليل، ولا تعرف التوقف بعد أن تحول الممشى الحديث إلى متنزه ومتنفس لسكان القاهرة الذين يعانون من الازدحام والتلوث والعشوائية.

ورد أحد أعضاء لجنة تطوير القاهرة الخديوية بمحافظة القاهرة، رفض ذكر اسمه، على تجاوزات أصحاب المقاهى بشارع الألفى قائلاً: «المحافظة تقوم بتأجير رصيف شارع الألفى لأصحاب المحلات، شرط الالتزام بالمساحات التى حددتها المحافظة»، مشيراً إلى أن التأجير يدر ربحاً يصل إلى 70 ألف جنيه شهرياً، موضحاً أنه يتم تأجير المتر الواحد بـ50 جنيهاً، بواقع 4 أمتار لكل محل فى كل جانب من الشارع، دون المساس بالممشى الرئيسى الموجود فى وسط الشارع، والذى تم تغطيته بالجرانيت.

وفى «ميدان عابدين» الذى تم افتتاحه مؤخراً انتشر بعض الباعة الجائلين والأطفال الذين يقودون الدراجات النارية والهوائية على أرضية الممشى الرخامية، ما تسبب فى تعطل نافورتَى المياه بعد افتتاح الميدان بيومين فقط، قبل أن تقوم الشركة المنفذة للمشروع بإحاطة النافورتين بسلاسل حديدية قصيرة لمنع دخول الصبيان إليها بالدراجات، ومع ذلك لم تعمل النافورتان منذ شهر ونصف حسب قول محمد عبدالسلام، 50 سنة، أحد المترددين الدائمين على الميدان وأحد سكان حى عابدين، الذى أضاف قائلاً: «المكان بصراحة بقى كويس بعد التطوير، لأنه بقى متنفس لكل سكان القاهرة خصوصاً سكان حى عابدين البسطاء، لكن للأسف مفيش ولا سلة زبالة واحدة فى المكان، وعشان كده الناس بترمى الزبالة على الأرض وبيكون شكل المكان وحش جداً، انت متخيل لما تلاقى رخام الأرضية بيلمع وعليه زبالة، كمان عمال النظافة مش بييجوا على طول، وبيتأخروا، ومفيش حد من موظفى الحى بياخد باله من المكان بالليل رغم التصاقه بمبنى المحافظة وقصر عابدين التاريخى».

ويقول خبير التخطيط العمرانى المهندس إبراهيم الحفيان: «عندما تسافر إلى مدن أوروبا ستجد أن كل مواطن له نصيب فى المساحات الخضراء والطرق والأرصفة والأماكن المخصصة لسير الدراجات والأوتوبيسات العامة بل وفى مناطق عبور الشارع، وهذا يعنى أن الهدف من تطوير الميادين فى القاهرة وباقى المحافظات الأخرى يكمن فى إضفاء طراز معمارى مميز يسر الناظرين، ويكون مريحاً للبال والبصر بدلاً من الكتل الخرسانية الصماء والتشوه المعمارى الذى أصاب معظم المناطق السكنية فى مصر، وتطوير الميادين ليس المقصود منه توفير بيئة مناسبة للباعة الجائلين على الإطلاق أو أصحاب نصبات الشاى أو المخربين ليضعوا أيديهم على الميادين ويؤجروا كراسيهم بها، لكن الغرض الرئيسى منه هو توفير مناخ جيد للزائرين والمارة للاستمتاع بالطراز المعمارى التاريخى الفريد الذى يميز القاهرة الخديوية، وهذا يحتاج إلى حسم وتدخل سريع من رؤساء الأحياء التابعة لها هذه الميادين بجانب شرطة المرافق من خلال تنفيذ أسلوب فعال».

يضيف خبير التخطيط العمرانى قائلاً: «الأسلوب الفعال للحفاظ على تطوير الميادين بعد إنفاق ملايين الجنيهات عليه يتم من خلال المتابعة المستمرة والمراقبة الدائمة صباحاً ومساء، وتعيين أفراد حماية وتأمين بشكل ثابت، كورديات دورية يتناوب عليها الموظفون، فخسائر عدم المتابعة ستكون مكلفة للغاية، لأن هناك قاعدة فى التخطيط والبناء تقول إنه يجب تخصيص من 5% إلى 10% من تكلفة إنشاء أى مبنى جديد أو تطوير أى ميدان جديد لأعمال الصيانة الدورية، لأن عدم خضوع أى موقع للصيانة سيكون مصيره الانتهاء أو الهدم، والتجديد المستمر يقى المنشآت من خطر الهدم».

وأوضح «الحفيان» أن «عدم دراية بعض المسئولين وسوء تخطيطهم يتسببان فى فشل مشروعات التطوير الجديدة التى تنفق عليها الحكومة ملايين الجنيهات، إذ يقوم كل مسئول جديد بهدم ما قام به سلفه ليحظى بشهرة وسمعة زائفة، والأصوب هو استكمال ما بدأه أسلافه مثلما حدث فى طريقة إنشاء الأهرامات فى عصر الفراعنة ومثلما يحدث حالياً فى الدول المتقدمة، يتغير الرؤساء والمسئولون لكن يكمل كل منهم المشروعات التى تم تنفيذها مسبقاً وفق مخطط محكم ودراسات عميقة، لكن فى مصر للأسف يكتفى بعض القائمين على مشروعات التطوير بطلاء واجهات العمارات التاريخية من الخارج وترك مواسير الصرف الصحى كما هى، مثلما حدث فى شارع الألفى، الصرف الصحى يؤثر على سلامة المبانى لأنه يسرب المياه إلى الحوائط والجدران القديمة، والقاعدة الثابتة تقول إن الصرف الصحى يمثل 40% من حجم خطورة المنشآت، لذلك يجب الاهتمام بأدق التفاصيل لتكون أعمال الترميم مكتملة وتهتم بالجوهر والمضمون وليس بالشكل فقط، فالهيكل الخرسانى من المفترض أن يظل بحالته لمدة 40 سنة ما لم تتسرب إليه المياه، وإذا تسربت إليه سيلحق به العديد من الشروخ وتُلحق به أذى كبيراً».

وكانت محافظة القاهرة قد أعلنت أكثر من مرة أنها تواجه هؤلاء البلطجية وأنها تقوم بعمل حملات مستمرة على هؤلاء البائعة من قسم حى غرب وحى بولاق أبوالعلا بالتعاون مع شرطة المرافق ومباحث القاهرة، لمحاولة تطهير الكورنيش من البائعة، إلا أنهم يعودون مرة أخرى بعد أن تنتهى الشرطة من فرض المخالفات وإزالة التعديات.

وذكر بيان أن الأمور تسير بين كر وفر بينهم وبين المحافظة، مضيفاً أن الحملة تقوم بالتحفظ على بضائعهم وتقوم بتحرير المحاضر وعرضها على النيابة التى تقوم بالإفراج عنهم بعد دفع الغرامة البالغة 100 جنيه، كى يسترد البائع بضاعته.

ويقول المهندس محمد أبوسعدة، رئيس الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، إن «تطوير ميادين القاهرة نتاج جهود المجتمع المدنى والمؤسسات الحكومية، وحماية هذا التطوير لابد أن تتم من خلال زيادة وعى المواطنين بأهمية هذه الأماكن التراثية، ومن ثم الحفاظ عليها، وهذا ما نقوم به حالياً من خلال حملات التوعية فى أماكن التجمعات ومراكز الشباب، حيث نحثهم على ضرورة الحفاظ على الفضاء العام لأنه ملك للجميع وليس ملك شخص واحد، والحفاظ على مقوماتنا التراثية لن يتأتى بالقانون فقط أو توقيع غرامات على المخالفين، لكن سيكتمل بالوعى وتحمل كل مواطن مسئولياته تجاه هذا التطوير، ولن نستطيع وضع أفراد تأمين فى كل شارع أو ميدان، لكن من المفترض أن يتحمل الفرد مسئولياته تجاه المجتمع والدولة».

وأضاف «أبوسعدة»: «نقوم حالياً بتطوير معظم شوارع القاهرة الخديوية مثل شارع الشواربى والبورصة وعماد الدين لإظهار وجهها الحضارى»، وأوضح أن «شرطة المرافق والأحياء تقوم برفع الإشغالات ومنع الباعة الجائلين من الوجود بهذه الشوارع والميادين المطورة، وأنها تقوم بواجبها باستمرار، وهو ما نلحظه حالياً، حيث اختفى الباعة الجائلون تماماً من شوارع وسط القاهرة بعد أن كانوا يسيطرون عليها قبل عامين».

وأشار إلى استجابة الكثير من المواطنين إلى حملات التوعية التى تقوم بها الحكومة وجهاز التنسيق الحضارى، مؤكداً أن قطاعاً كبيراً من المواطنين بات يدرك أهمية تطوير القاهرة التاريخية والحفاظ عليها مثلما يحدث فى الدول الأوروبية.


مواضيع متعلقة