«أصحاب تفرح» وزعوا شنطة رمضان رحمة ونور على روح «عمرو» و«محمد»

09:44 م | السبت 11 يونيو 2016

لم تشغلهم امتحانات الثانوية العامة عن ذكر الصديقيّن، ولم تلههم عن تقديم صدقة جارية، تنفعهما فى يوم لا يغنى والد عن ولده، فبعد أن باغت الموت «محمد» و«عمرو» فى السادسة عشرة من عمرهما، تغيرت حياة أصدقائهما، ليستقبلوا الشهر الكريم بالخيرات، ويعدون كرتونة مواد غذائية، توزع على روح الفقيدين، لتكون الصداقة منحة إلهية، تبقى سيرتهما الطيبة وعملهما الصالح فى الدنيا.

لم يكن «محمد سمير» الطالب فى الصف الثالث الثانوى، يعلم أن لقاءه مع صديقيه «عمرو علاء» و«محمد جمجوم» يوم 29 أبريل الماضى، آخر ما يجمعهما فى الدنيا، «الاتنين أصحابى من 10 سنين، واحنا كنا مجموعة كبيرة حوالى 22 واحد، عمرنا ما فترقنا عن بعض، لحد آخر 3 سنين، وبسبب الثانوية العامة، كانت لقاءاتنا قليلة جداً، وآخر مرة سبحان الله اتصورنا صورة تجمعنا كلنا للذكرى، وماكناش نعرف إننا مش هنشوف بعض تانى».

حادث سير مروع تسبب فى وفاة «محمد» و«عمرو»، وإصابة عدد آخر من أصدقائهما بعد أن انقلبت السيارة بهم جميعاً، بحسب ما يروى سمير: «كنا مروحين بعد ما قضينا اليوم فى النادى سوا، ركبنا العربية أنا وماجد وجمجوم وعمرو الله يرحمهم ومنير سايق، وعبدالناصر صاحب العربية جنبه، لفينا لفة وطلعنا على السريع وفجأة متعرفش إيه اللى حصل والعربية اتقلبت بينا، رحنا المستشفى والاتنين اتوفوا هناك».

الأصدقاء فوجئوا بعد إعلان خبر الوفاة، وأثناء تشييع جنازتهما بالآلاف من المشاركين من محبى وأصدقاء ومعارف «عمرو» و«محمد»، وكذلك خلال العزاء، فقرروا جمع تبرعات لصالحهما لعمل شىء ينفعهما فى الدنيا: «ذهلنا من المبلغ الكبير جداً، اللى جمعناه، مبلغ محصلش، واحنا متفاجئين إزاى المبلغ ده اتلم فى ساعتها، والخير اللى بيحصل دى حاجة من عند ربنا إزاى متعرفش بقى، هما حبايبهم كتير جداً وكانوا محبوبين جداً».

اقتراب حلول شهر رمضان على أصدقاء «محمد» و«عمرو» جعلهم يفكرون فى «شنطة رمضان»، فجاءوا بالكراتين واشتروا المواد الغذائية وعبأوها فيها، وطبعوا صورهما عليها، «عملنا 1800 شنطة تقريباً، ووزعناها على روح محمد وعمرو، ده اللى عملناه احنا بس، فيه ناس تانية كتير عملت لهم شنط».

شنطة رمضان، لم تكن وحدها ما قدمه أصدقاء طالبى الثانوية العامة، وإنما شاركوا بالتبرعات التى جمعوها لهما ومن أموالهم فى بناء جامع، كما يؤكد «سامى»: «وصلّنا ميه لقرية محرومة من الميه، واشترينا بمبلغ جمعناه مؤخراً، وهو حوالى 117 ألف جنيه، 12 جهاز طبى لمستشفى سندوب، اللى كانت بتعانى من نقص شديد فى الأجهزة والخدمات».

أكثر من 100 شخص، سواء عرفوا «محمد» وعمرو» فى حياتهما أو لم يعرفوهما، ولكنهم سمعوا بهما، قرروا أن يقيموا لهما مناسك العمرة، ولكن أصدقاءهما لم يكتفوا، وقرروا أن يسافروا يوم 29 رمضان لإقامة شعائر العمرة على روحهما.