"عم أحمد" عامل مدفع إفطار المنصورة: "مش بفطر مع عيلتي من 13 سنة"

01:52 م | الأربعاء 08 يونيو 2016

لصوت المدفع نغمة خاصة في آذان الصائمين في مدينتي المنصورة وطلخا بالدقهلية رغم ضجيجه الهائل، فرحة كبيرة للأطفال الصغار حين مشاهدة "لحظة الإطلاق"، ويتكرر الموقف كل يوم طوال شهر رمضان في مقر شرطة المسطحات على نهر النيل بطلخا.

يتجمع أطفال مدينة طلخا، ويقفون خارج سور شرطة المسحطات ينتظروا إطلاق "عم أحمد " للمدفع، والذي يعرفهم ويعرفونه ويأتون إليه من كل مكان ليشاهدوا إطلاق المدفع.

يبدأ السماح للأطفال من الساعة 5 بالدخول إلى شرطة المسحطات، يلهون حول المدفع، وما أن يبدأ عم أحمد في الاستعداد للإطلاق، يطلب من الجميع الرجوع للخلف حتى لا يتعرض أي منهم للأذى.

يقول عم أحمد عبد التواب، مطلق المدفع بالمنصورة، "أضبط ساعتى على إذاعة القرآن الكريم، وأذهب قبل الإفطار بوقت كاف لأجهز المادفع والبارود، وأقوم بتخزين كمية كبيرة من البارود داخل كتلة تسمى بالخزينة موجود أعلى المدفع، وينزل منها سلك يصل طوله لأكثر من 5 أمتار، وأحضر بطارية كشاف، وتتم من خلالها بملامسة طرفى السلك بطرفى البطارية ما يتسبب إحداث غلق كامل للدائرة وعمل مايعرف بالماس يؤدى إلى دوي انفجار هائل".

وأضاف عم أحمد "أطلق المدفع ثم أعود إلى المنزل، وحينها يكون الجميع قد أنهى تناول إفطاره، أجلس وحيدا وأتناول الإفطار، فمنذ 13 سنة لم أفطر مع عائلتي أبدا، وكذلك عند موعد السحور أحضر إلى هنا، لأطلق المدفع في وقته".

وأشار إلى أن الجميع يفرح بمدفع الإطفار ويتركون أولادهم يحضرون إلى هنا، أما مدفع الإمساك أكون هنا بمفردي، وأتناول سحورى أولا ثم أضرب المدفع إيذانا بقرب أذان الفجر.

ويعرف أهالي المنصورة مدفع الإفطار، الذي تم تغيير مكانه أكثر من مرة، بدأ بجوار كوبري قطارات طلخا، ثم تم نقله إلى داخل معسكر قوات الأمن في طلخا، واستقر في شرطة المسطحات.