سكان ريف منبج بشمال سوريا يتنفسون الصعداء بعد خروج "داعش"

كتب: أ ف ب

سكان ريف منبج بشمال سوريا يتنفسون الصعداء بعد خروج "داعش"

سكان ريف منبج بشمال سوريا يتنفسون الصعداء بعد خروج "داعش"

للمرة الأولى منذ نحو عامين، تزغرد عوش العبود فرحا وهي تقف أمام منزلها في ريف منبج في شمال سوريا، بعدما كان الخوف يعتريها طيلة أكثر من عامين ونصف تحت حكم "داعش" الصارم.

وتقول السيدة الستينية، بعد طرد "داعش" من قريتها الخردة ومناطق أخرى في ريف منبج شمال شرق حلب: "اليوم كتبت لنا حياة جديدة وفرحتنا كبيرة"، مضيفة فيما أحفادها يحيطون بها "خلال عامين ونصف، كنت اعتبر نفسي في عداد الأموات".

وعوش واحدة من مئات المدنيين الذين عادوا في الأيام الأخيرة إلى قراهم بعدما غادروها لأيام، بعد الهجوم الذي شنته قوات سوريا الديموقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية في مايو لطرد "داعش" من المنطقة، وتمكنت خلاله من السيطرة على نحو 60 قرية ومزرعة في ريف منبج.

وجال مراسل لوكالة "فرانس برس"، على عدد من القرى الصغيرة الواقعة في منطقة ريفية زراعية بعد طرد الجهاديين منها، وكان مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية يتجولون بين المنازل الصغيرة المتواضعة التي تضرر بعضها جراء غارات التحالف وبعضها الاخر جراء السيارات المفخخة التي فجرها التنظيم.

وشاهد أطفالا يركضون في أزقة ترابية وهم يرفعون شارات النصر، وفتيات صغيرات في باحات المنازل حيث كان يتجمع قاطنوها.

وتروي عوش، التي ترتدي عباءة كحلية اللون وتغطي رأسها بمنديل، ما تعرض له السكان خلال وجود التنظيم المتطرف الذي سيطر على المنطقة مطلع العام 2014.

وتقول بلكنة ريفية: "قتلوا الكثيرين ظلما وفرضوا علينا البرقع وعاقبوا شابا بالجلد لأنه كان مع اخته ولم تكن ترتدي اللباس الشرعي، وفرضوا عليه ما يسمونه دورة شرعية لعشرة أيام وأخاطوا فمه".

 ويتحكم التنظيم المتطرف في مناطق سيطرته بمفاصل الحياة كافة، ويغذي الشعور بالرعب بين الناس من خلال الإعدامات الوحشية والعقوبات، التي يطبقها على كل من يخالف أحكامه أو يعارضه.

ويقول المهندس خلف الموسى من قرية قنا التحتاني شرق مدينة منبج لـ"فرانس برس": "كانوا يمنعوننا من العمل في أرضنا إلا بعد ارتداء اللباس الأسود، ولم يكن مسموحا لنا رفع بنطالنا خلال العمل تحت طائلة دفع غرامة ألف ليرة سورية عن كل طية".

ويتابع: "كيف كان عناصر التنظيم يغرّمون كل من لم يحلق ذقنه بأربعة غرامات من الذهب اما من ينتقد ممارساتهم، فكانوا يخيطون فمه لفترة زمنية أو يقطعون رأسه ويعلقونه".

ووأضاف: "لعل أكثر ما كان يخيف المدنيين في مناطق سيطرة الجهاديين هو اعتقالهم لسبب ما فإن اعتقلك الأمنيون في التنظيم، فعليك السلام.. إذ لا يستطيع أحد حينها السؤال عنك مطلقا، حتى دفع هذا الخوف سكان القرية وحتى أفراد العائلة الواحدة إلى فقدان ثقتهم ببعضهم البعض، إذ كانوا يخشون أن يشي أحدهم بالآخر، إذا أردت أن تحكي كلمة عليك أن تحسب ألف حساب لم تعد تثق بأخيك أو أبيك أو جارك نتيجة الخوف لأن الكلمة نتيجتها قطع الرأس".

وعادة يضع تنظيم الدولة الاسلامية في مناطق سيطرته يده على المؤسسات والادارات ويقدم نفسه بديلا عن الدولة في توفير الخدمات وتسيير شؤون الناس، الا ان الوضع لم يكن كذلك في قرية موسى.

ويقول موسى: "كنا نطالبهم بتأمين الكهرباء، فكانوا يجيبوننا هل كان لدى الرسول محمد الكهرباء، وكنت أقول في قرارة نفسي وهل كان لدى الرسول كل هذا السلاح لترهيب الناس".

ويضيف: "الحال ذاته إذا طلبنا مثلا تأمين السكر للشاي، وكان جوابهم لا نتعامل مع منتجات أجنبية".

 


مواضيع متعلقة