الانتخابات الأميركية تلقي بظلالها على زيارة رئيس وزراء الهند إلى البيت الأبيض

كتب: أ ف ب

الانتخابات الأميركية تلقي بظلالها على زيارة رئيس وزراء الهند إلى البيت الأبيض

الانتخابات الأميركية تلقي بظلالها على زيارة رئيس وزراء الهند إلى البيت الأبيض

يستقبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي لتعزيز التعاون الاقتصادي والعسكري بين البلدين هذا الاسبوع، إلا أن هوية الرئيس المقبل للولايات المتحدة تلقي بظلالها على اللقاء.

وخلال الزيارة الأخيرة لأوباما إلى الهند في مطلع 2015، لم يخف المسؤولان إعجابهما المتبادل في ما يشكل تحولا ملفتا لمودي الذي كان ممنوعا من دخول الولايات المتحدة قبل 10 سنوات بسبب أعمال العنف الدامية المعادية للمسلمين في ولاية جوجارات التي كان حاكما لها في العام 2002.

وبرنامج مودي الذي يقوم برابع زيارة له إلى الولايات المتحدة خلال عامين مثقل حيث يزور المقبرة العسكرية في أرلينغتون الاثنين ثم يلتقي أوباما في البيت الأبيض الثلاثاء.

أما الأربعاء فسيصبح رئيس الوزراء الهندي الخامس الذي يلقي كلمة أمام كامل أعضاء الكونجرس وهي دعوة مخصصة لقادة الدول الصديقة والحليفة للولايات المتحدة فقط.

وشدد وزير الخارجية الهندي س. جيشانكر على أن المسؤولين تربط بينهما علاقة عمل "وثيقة وبناءة"، وأن الزيارة التي تستمر 3 أيام هي مسعى "لتوطيد هذه العلاقات".

وفي الوقت الذي تعيش فيه الولايات المتحدة على وتيرة الانتخابات التمهيدية قبل الاستحقاق الرئاسي المقرر في الثامن من نوفمبر المقبل، لا شك في أن مودي الذي تنتهي ولايته في العام 2019 سيفكر في مرحلة ما بعد أوباما.

وعلق مانوج جوشي من مؤسسة "اوبزرفر ريسرتش" للأبحاث في نيودلهي أن "زيارة رئيس الوزراء لرئيس على وشك الرحيل غامضة بعض الشيء"، وأشار إلى لقاء ممكن مع المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون أو المرشح الجمهوري دونالد ترامب.

وتابع جوشي "مودي يمكن أن يحدث مفاجأة ويلتقي ترامب"، مع التشديد على المخاطر التي يمكن أن تنطوي على تولي مثل هذا المرشح "الذي لا يمكن التكهن بما سيقوم به" منصب الرئاسة.

وإذا كان قطب الأعمال الملياردير وجه انتقادات حادة اللهجة إلى الصين عندما تعهد التفاوض معها بصرامة في الشؤون التجارية، إلا أنه أبدى تحفظا أكبر إزاء الهند ولو أنها لم تنج من انتقاداته.

وكان ترامب قال في تجمع انتخابي مطلع العام "الصين تأخذ وظائفنا واليابان تأخذ وظائفنا والهند تأخذ وظائفنا. لكن الأمور لن تستمر على هذا النحو".

وارتفعت المبادلات التجارية بين الهند والولايات المتحدة خمس مرات عمليا منذ العام 2000 وباتت تفوق المئة مليار دولار سنويا. وتريد واشنطن مضاعفة هذا الرقم خمس مرات بعد في السنوات المقبل.

وستشمل المشاورات بين مودي وأوباما المناخ والطاقة خصوصا وأن الهند البلد الثاني في العالم من حيث عدد السكان لديها حاجات هائلة إلى الطاقة وستكون الخيارات التي ستتم في السنوات المقبلة حاسمة حول الانبعاثات المستقبلية لغازات الدفيئة في هذا البلد.

وتبدو الهند على وشك توقيع اتفاق مع العملاق الأمريكي وستنغهاوس لبناء محطة نووية.

وقال سفير الهند إلى واشنطن "المفاوضات بلغت مرحلة متقدمة جدا".

كما ستتناول المحادثات قضايا الدفاع فالهند هي أكبر مستورد للأسلحة في العالم وتوزع مصادرها بين الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وإسرائيل.

وتخوض واشنطن ونيودلهي مفاوضات منذ سنوات حول اتفاق للتعاون اللوجستي العسكري يمكن أن يتيح للجيش الأمريكي أن يزود نظيره الهندي بالوقود أو بقطع تجهيزات خلال مناورات عسكرية مشتركة تجريها الدولتان بشكل متزايد في السنوات الأخيرة.

وتحاول الولايات المتحدة أن تكون الهند ضمن شبكة تحالفاتها الدفاعية في منطقة آسيا المحيط الهادئ في الوقت الذي تثير فيه مطامع الصين في بحر الصين الجنوبي قلق دول المنطقة.

إبان الحرب الباردة، كانت العلاقات بين الهند والولايات المتحدة يشوبها الحذر إلا أنها شهدت تقاربا ملفتا خلال رئاسة جورج بوش الابن (2001-2009) لصالح اتفاق حول الطاقة النووية للاستخدام المدني.


مواضيع متعلقة