بالفيديو| "المسحراتي" بين شعر "بخيت" وغناء أحمد سعد.. "في مصر تسري روح الرويّة"
بالفيديو| "المسحراتي" بين شعر "بخيت" وغناء أحمد سعد.. "في مصر تسري روح الرويّة"
"مسحراتي يا مصراوية، في مصر تسري روح الروية.. مسحراتي يا مصراوية، يدق قلبي تسمعني هي".. باقة ورد أرسلها ذلك المسحراتي العاشق إلى بلاده التي تغزل في كل شبر فيها من الريف إلى الحضر، ووصف في الوقت نفسه، بعض أحوال أهلها الذين فقدوا عددا من التقاليد الجميلة التي كان الشهر الفضيل يزدان بها قديما، ليكون "مسحراتي المصراوية"، هو مؤرخ الماضي الجميل، والكاشف لحاضر يعيشه أبناء المحروسة.
الحلقات التي أذاعها التليفزيون المصري في رمضان 2009، أحدثت طفرة في مواويل "المسحراتي"، حيث انقسمت مقدمتها ما بين التغني بحب مصر والدعاء إلى الله ابتغاء مغفرته، فضلا عن أنها تعد الملحمة الأولى التي شهدت إلقاء الشاعر جمال بخيت لكلماته بصوته، مصحوبا بالأداء الغنائي للمطرب أحمد سعد من ألحانه.
"مشيت لوحدي أذكر إلهي، والكل عني وعن صوتي لاهي، في دنيا عاملة زي الملاهي، خيم وشيشة ومطربين، مسحراتي وأصحي مين"، أبيات ترصد واقع المصريين في شهر رمضان خلال السنوات الأخيرة، فالكل منشغل بمشاهدة المسلسلات في البيوت وداخل الحارات الفقيرة، ولا ينظر أحد إلى مشكلات تلك الحواري الفقيرة المفتقدة لأبسط حقوقها، حتى وإن امتلأت مقاهيها بالشاشات الكبيرة التي تشغل الجميع عن كل شيء.
السيدة المصرية الأصيلة كان لها حظ من كلمات الشاعر جمال بخيت، حينما تحدث عن ذلك المسحراتي القادم من الأرياف إلى "البندر" خصيصا ليوقظ سيداته اللاتي كان لهن أمجاد منذ عهد جدتهن "سيزا"، مرورا بـ"الكابتن عزيزة" التي كان لها حكايات مع الطيران، ليختتم تلك الملحمة بقوله: "وكل واحدة بألف ميزة، شقت طريقها بصبر نادر، على شان تعدي من بحر هادر".
"مسحراتي المصراوية"، لم تكن التجربة الأولى للشاعر جمال بخيت مع المسحراتية، فها هي كلماته تصور أعاظم العرب كـ"مسحراتية"، يسحرّون أمتهم بأفكارهم التنويرية، التي بدأها "ابن بطوطة" من طنجة، وامتدت عبر العصور لتصل إلى مفكرين وأدباء مصريين يتزعمهم قاسم أمين وعبد الله النديم، الذين تربيا على فكر جمال الدين الأفغاني، لينتقل ذلك الفكر إلى طه حسين وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ، فيوثقونه بأقلامهم.
