في بورسعيد.. دموع "الغاز" تغالب دموع صدمة الحكم بالإعدام.. وأولتراس مصراوي: عايزين سلاح

كتب: حازم دياب وهبة صبيح

 في بورسعيد.. دموع "الغاز" تغالب دموع صدمة الحكم بالإعدام.. وأولتراس مصراوي: عايزين سلاح

في بورسعيد.. دموع "الغاز" تغالب دموع صدمة الحكم بالإعدام.. وأولتراس مصراوي: عايزين سلاح

لم يكن اليوم عاديا، خصوصا فى بورسعيد، وإنما كان مشحوناً منذ بدايته، حيث سرت شائعة في تمام الثامنة والنصف صباحاً مفادها أن المتهمين تم نقلهم إلى قاعة المحكمة، فهرول أولتراس النادي المصري وأهالي المتهمين محطمين الحواجز المرورية والحديدية التي وضعتها إدارة السجن، ذاهبين إلى بوابات السجن، وهم يهتفون مطالبين الإدارة بطمأنتهم. وعطل بعض الأهالى عجلات المصفحة التي تطلق الغاز المسيل للدموع، ثم عاد الغاضبون إلى الخيم المنصوبة للاعتصام في محيط السجن، حتى يتمكنوا من متابعة أخبار المحاكمة. بقى البعض أمام الشاشات، فيما ذهب آخرون بالمئات إلى المقاهي القريبة من مبنى سجن بورسعيد العمومي، والمنتشرة بطول شارع محمد علي، خاصةً مقهى البحرية. وتحلق الجميع حول الشاشات، واستخدمت المقاهي مكبرات صوت ليسمع المارة، حيث افترش الجميع أرضيات المقاهي، وجلست الأمهات في حيرة واضطراب، دموعهن نزلت بمجرد أن جلس القاضي على منصته. حانت اللحظة التي طال انتظارها، وبدأ القاضي النطق بالحكم، ولم يكد يتم جملة أنه تم إحالة فلان وفلان إلى فضيلة المفتي، حتى ساد الهرج والمرج. انقلب حال الشارع، ونامت السيدات متشحات بالسواد على الأرض، الدموع لم تفرق بين رجل وامرأة، كبير وصغير، الكل يبكي، الكل يشق الملابس، ويضرب صدره غير مصدق، وأغلق المقهى أبوابه، والمحال التجارية أعلنت أنها خارج الخدمة. بدأ الغاضبون في الهرولة ناحية السجن، حطموا كل ما يقابلونه، لافتة كانت أو لوحة مرور إرشادية، إشارة المرور لم تسلم من التحطيم، مباني كليتي الآداب والتربية ومعهد الخدمة الاجتماعية الموجودة بالشارع، قذفهما أعضاء أولتراس المصري بالحجارة، زجاج يتهشم، وأهالي يصرخون، أم تنوح "عيالي، يروحوا يتفرجوا على ماتش، يحكموا عليهم بالموت"، أب يدق على رأسه، هاتفاً "منك لله يا مرسي، ضيّعت العيال". الكل يتحلق حول سجن بورسعيد العمومي، تختفي الأهازيج والألعاب النارية المعتادة من قبل أولتراس المصري، لتحل بدلاً منها نار دون لعب، حيث بدأ عدد من الملثمين مدججين بالسلاح، محاولة اقتحام السجن، مرددين هتافهم الأثير منذ بدء اعتصامهم "هنموت عليهم.. هنموت عليهم"، وبدأ أمن السجن إطلاق قنابل الغاز المسلية للدموع، وظهر الأهالي من نوافذ العمارات المجاورة للسجن، يرمون بالبصل والبيبسي إليهم لمقاومة الغاز. لم يتوقف إطلاق النار من الطرفين، وسقط عشرات المصابين، الدماء تتناثر على الطريق، تختلط ببقايا المصابين من أحذية وملابس، لا صوت يعلو فوق النار، ولا مشهد يرى إلا مشهد الدم، نيران تشب في سيارة ميكروباص كانت واقفة أمام السجن، أفراد يحملون قنابل مولوتوف ويلقونها داخل السجن. مدرعة تتحرك ناحية المتظاهرين في عنف، تطلق النيران في الهواء، يفر المتظاهرون خائفين، يسقط ضحايا جدد، سرينة سيارة الإسعاف تعوي، تتلقف مزيد من المصابين، يغيب رجال المرور عن تنظيم الطريق، فيتولى أهالي شارع محمد علي، تنظيمه، وإفساح الطريق لمزيد من سيارات الإسعاف. وهتف المتظاهرون "عاوزين سلاح.. عاوزين سلاح.. حنقاتل حنقاتل". يصرخ أحدهم "فين الآلي اللي كان بيطلع في الأفراح". لا يتوقف بعض أعضاء أولتراس المصري عن توجيه السباب إلى بعض الأهالي الذين يقفون متفرجين على الحدث لا يشاركون، يطالبونهم بإنقاذ ذويهم. بعض الغاضبين توجهوا إلى أقسام الشرطة ومبنى المحافظة، رغبة في الثأر من كل ما هو حكومي. أمهات المتهمين وقفن مذهولين، لا يقوين على الحديث، ولا يصدقن الحكم الذي صدر، ولا يرددن إلا "حسبي الله ونعم الوكيل".