نقل اللاجئين في اليونان إلى مستودعات مهجورة.. وصحيفة: "لا تصلح للحيوانات"

كتب: أحمد محمد عبدالباسط

نقل اللاجئين في اليونان إلى مستودعات مهجورة.. وصحيفة: "لا تصلح للحيوانات"

نقل اللاجئين في اليونان إلى مستودعات مهجورة.. وصحيفة: "لا تصلح للحيوانات"

نقلت السلطات اليونانية، الأربعاء الماضي، أكثر من ألفي لاجئ أغلبهم من السوريين من مخيم بلدة "إيدوميني" المتاخمة للحدود المقدونية، إلى مخيمات أخرى شمال اليونان.

وقال كريستوفر بويان مسؤول الإعلام في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن "إخلاء المهاجرين وطالبي اللجوء من مخيم إيدوميني تعد بداية عملية تسجيلهم، وسيتمكنون فيما بعد من التقدم بطلب لجوء إلى اليونان أو دول أوروبية أخرى".

كريستوفر بويان أشار إلى أن جميع المهاجرين وطالبي اللجوء الذين التقاهم في إيدوميني، أبدوا رغبتهم بالانتقال إلى مخيمات أخرى، مبينًا أن "الأمر الأهم هو اتمام هذه المرحلة بشكل سلمي وفقًا للقوانين الدولية".

وكانت السلطات اليونانية قد نقلت خلال الأسبوع الماضي، ما يقرب من 3 آلاف شخص من إيدوميني إلى مخيمات أخرى على متن 40 حافلة خاصة.

ورفض بعض المهاجرين وطالبي اللجوء في إيدوميني الذهاب إلى المخيمات الأخرى بدعوى أن الأوضاع المعيشية فيها سيئة أكثر من التي يقيمون فيها.

وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن السلطات اليونانية نقلت اللاجئين إلى مستودعات مهجورة في شمال البلاد لا ترتق لتربية الحيوانات داخلها.

وأضافت الصحيفة في تقرير لها اليوم، أن الصور الأولية التي نشرها البعض على شبكة الإنترنت كشف الحياة داخل المعسكرات العسكرية المهجورة التي نُقل إليها اللاجئين، وما تعانيه من نقص شديد في ظروف الحياة مثل المياه الجارية والنظافة، إضافة إلى الظروف القذرة في المستودعات المهجورة التي لا تصلح للحياة.

وأشارت الجارديان إلى أن إغلاق "إيدوميني" يعني أن أكثر من 400 أسرة مكونة من رجال ونساء وأطفال باتوا في عداد المفقودين، لاسيما وأن هذا المخيم كان يعد الأكبر على مستوى أوروبا بين المخيمات المؤقتة للاجئين، بما في ذلك عدد غير محدد من القصر الذين لا يعيشون في شوارع المدن اليونانية مثل سالونيك، بل يختبئون في الغابات بالقرب من الحدود المقدونية أو يتم اتخاذهم من قبل المهربين شمالا إلى أوروبا.

ومع إغلاق هذا المخيم اليوناني، باتت رحلة المهاجرين من شمال إفريقيا إلى اليونان عبر البحر المتوسط محفوفة بالمخاطر، حيث شهد البحر المتوسط أسبوعًا جديدًا من تدفق المهاجرين لم يمر من دون ثلاثة حوادث غرق في ثلاثة أيام أودت بعدد إضافي ممن يجازفون بحياتهم بحثًا عن الأمان، وصولًا حتى إلى ولادة في عرض البحر.

واعتبر العشرات في عداد المفقودين إثر تعرض زورق صيد لمأساة جديدة الجمعة بعد أقل من 24 ساعة على غرق زورق صيد آخر أسفر عن مقتل ما بين عشرين وثلاثين شخصًا.

والأربعاء، بثت البحرية الإيطالية صورًا للحادث الأول بين الثلاثة التي وقعت على التوالي وسرعان ما انتشرت في أنحاء العالم. وتمكنت البحرية من إنقاذ أكثر من 550 شخصا، ولكن ثمة خشية من فقدان مئة آخرين استنادا إلى روايات الناجين.

وقالت المتحدثة باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة كارلوتا سامي: "ثلاثة حوادث غرق في ثلاثة أيام، أنه أمر مقلق جدا، نشهد الآن وصول مراكب صيد ذات نوعية رديئة".

ومنذ صباح الاثنين، توالت رسائل التحذير على موجات السفن العسكرية والإنسانية والتجارية التي تنتشر قبالة ليبيا، وتم إنقاذ أكثر من 12 ألف مهاجر في خمسة أيام في عدد غير مسبوق بالنسبة إلى المسعفين.

من جانبها، قالت فيوبي رامسيـ متطوعة تساعد اللاجئين شمال اليونان: "لا يوجد هنا مياه جارية، ولا رعاية صحية، لا تقييم بيئي، وعدم وجود خطة إخلاء، ولا أي مراعاة للأطفال الرضع، ناهيك عن الترجمة".

وأضافت: "الظروف في المعسكرات الجديدة للجيش في غاية السوء، وتتراوح بين الاكتئاب وعدم الأمان، وعير مؤهلة لعيش الحيوانات داخلها".

وفي نفس السياق، قالت ألكسندر سوث، متطوعة زارت معسكر آخر داخل معسكر جلود قديمة، إن الظروف صعبة للغاية هناك، لاسيما في ظل وجود أكوام من الزجاج المكسور من النوافذ المحطمة.

وتابعت: "لا توجد مياه جارية، ولا حطب كي تسخن الأمهات الحليب للأطفال، كما لا توجد كهرباء، ولا زجاجات مُعقمة".

وأضافت: "هناك فقط 6 مراحيض كيميائية لحوالي أكثر من 1000 لاجئ، كما لا تتوافر خدمة واي فاي، لذلك فشل المئات في تقديم طلبات اللجوء عبر الإنترنت".

أما المتحدث باسم وزارة الهجرة اليونانية جيورجوس كيرتسيس، فقد رفض الاتهامات الموجهة إلى بلاده بأن المخيمات تفتقر للظروف الأساسية للحياة، وقال: "هناك الماء والكهرباء في كل مكان"، وأضاف: "اخترنا واحدة من أنسب المواقع لبناء المعسكرات داخلها، بدلا من تلك التي تُنصب في الهواء الطلق".


مواضيع متعلقة