باعة سوق «الساحل»: «راحت عليك يا بلح.. دلوقتى زمن الرز»

كتب: محمد غالب

باعة سوق «الساحل»: «راحت عليك يا بلح.. دلوقتى زمن الرز»

باعة سوق «الساحل»: «راحت عليك يا بلح.. دلوقتى زمن الرز»

أجولة متراصة من البلح فى سوق «الساحل»، تحمل أنواعاً مختلفة وبأعداد كبيرة، بينما يجلس أصحابها إلى جوارها، واضعين الأيدى على الخدود بسبب قلة الزبائن، رغم الأيام القليلة التى تفصلنا عن شهر رمضان، الموسم الذى ينتظرونه كل عام، وترسم مكاسبه البسمة على وجوههم. يتأمل «كرم عريان»، أكوام البلح ويتذكر أيام الزحام والفرحة، ثم يُصبّر نفسه بأكل بعض حبات البلح، فهو على هذه الحال منذ 20 يوماً يظل منتظراً للزبائن، ويفضفض عن حزنه ببعض الكلمات: «مفيش زباين بسبب فقر الناس، ده اللى بعته فى الـ20 يوم مايجيبش تمن فانلة، رغم أن فيه بلح رخيص بـ7 جنيه». أما أغلى بلح على فرشته، والذى يبيعه بـ20 جنيهاً وكان له زبونه فى الماضى، فهو أيضاً يعانى من الركود.

لـ«كرم» 3 أبناء يكافح من أجلهم، يبيع البلح قبل شهر رمضان، أما باقى العام، فيسرح ببعض البضائع فى الشوارع، على أمل أن يرزقه الله بحفنة من الزبائن، مردداً جملته الشهيرة: «ده الفقر لينا دوا». أما «أم رشا»، التى تبيع البلح فى «الساحل» منذ سنوات طويلة، فأكثر ما تعانى منه هو فِصال الزبائن، تحكى وهى تجلس على الأرض: «الناس غاوية تفاصل.. نقولهم السعر 15.. يردوا ويقولولنا لا بـ8.. طب إيه نخسر يعنى عشان ترتاحوا.. ما ينفعش طبعاً».

«العينات» هو البلح الأغلى فى سوق «الساحل»، ويصل سعره على فرشة «محمد عبدالحليم» 25 جنيهاً، أما البلح «الجنديلة» فهو الأرخص، و«السكوتى» حقق شهرة كبيرة، ويُباع بـ15 جنيهاً: «كل الأنواع دى ومفيش بيع.. السوق تعبان، والناس شايفه بدل ما يجيبوا بلح، يشتروا السلع الأساسية، زى الرز والخضار، لكن البلح خلاص راحت عليه، ربنا يعين الناس ويعينّا».

يعمل «محمد عبدالحليم» فى المعمار من الأساس، لكنه كان يبيع البلح فى سوق «الساحل» خلال موسم رمضان، أما الآن فيرى أن وقوفه بالبلح يأتى عليه بخسارة، فحركة البيع بطيئة للغاية.


مواضيع متعلقة