عضو «الصيادلة»: السلاسل تحتكر سوق الدواء بالمخالفة لقانون «مزاولة المهنة»

07:46 م | الأربعاء 25 مايو 2016

قال الدكتور أحمد أبودومة، المتحدث باسم نقابة الصيادلة، إن النقابة ستتصدى لسلاسل الصيدليات المخالفة لقانون مزاولة الصيدلة، الذى ينص على أنه لا يجوز للصيدلى امتلاك أكثر من صيدليتين، لافتاً إلى أن تلك السلاسل تحصل على الأدوية من الشركات بأسعار مخفضة وبتسهيلات لا تقدَّم للصيدليات الصغيرة، ما يؤدى إلى منافسة غير شريفة فى سوق الدواء، خصوصاً أن الشركات توفر الأدوية «النواقص» للسلاسل دون غيرها، ما يزيد إقبال الجمهور عليها.

{long_qoute_1}

وأكد «أبودومة»، فى حواره مع «الوطن»، أن سبب تحرك النقابة ضد السلاسل هو تقديم الصيادلة الجُدد العديد من الشكاوى للنقابة ضد تلك السلاسل استناداً إلى القانون الذى يمنع امتلاك الصيدلى أكثر من منشأتين، فضلاً عن أنها تسببت فى انخفاض أرباحهم، ما يجعلهم مهددين بالتوقف، مشدداً على أن النقابة ستحقق مع أصحاب تلك السلاسل، وستشطب غير الملتزمين من عضويتها.. وإلى نص الحوار:

■ ما أسباب الخلاف مع مالك سلسلة صيدليات العزبى التى انتقلت مؤخراً إلى برامج «التوك شو»؟

- أولاً أريد التأكيد على أنه لا مشكلة شخصية أو خاصة مع صاحب تلك السلسلة، وإنما الأمر يتعلق بسلاسل الصيدليات كلها، وتصل إلى 10 سلاسل، وسبب الخلاف أن النقابة تلقت مؤخراً شكاوى عديدة من أصحاب الصيدليات الصغيرة على مستوى الجمهورية عن انخفاض أرباحهم، بسبب وجود تلك السلاسل الكبيرة بجوارهم. {left_qoute_1}

■ وما الأزمة فى ذلك؟

- الأزمة أن تلك السلاسل تسببت فى تعطيل أعمال الصيدليات الصغيرة، وتهدد بإغلاقها لانخفاض أرباحها نتيجة ضعف الإقبال عليها، ما يجعل الصيادلة يفقدون عملهم ويجلسون فى المنازل، وبشكل عام فإن النقابة ترغب فى تطبيق القانون رقم (30) الخاص بمزاولة مهنة الصيدلة، ليس أكثر، وينص على أنه لا يحق لأى طبيب صيدلى أن يمتلك أكثر من صيدليتين، أما الآن فنحن أمام سلاسل صيدليات لأشخاص، تسيطر على السوق فى مواجهة الصيدليات الصغيرة والخريجين الجدد.

■ ولكن البعض يرى أن النقابة متعنتة ضد أصحاب السلاسل؟

- فوجئنا فى السنوات الأخيرة بتفشى هذه الظاهرة بشكل ملحوظ، وانتشار فروع تلك السلاسل بشكل لم يتجاوز القانون فقط، بل جعل منها محتكراً لسوق الدواء فى مصر، الأمر الذى يضرب الاقتصاديات الصغيرة الشابة، والصيدليات التى يمتلكها أو يعمل بها شباب الخريجين، فى الوقت الذى تتمتع فيه تلك السلاسل بمعاملة وتسهيلات خاصة من شركات ومصانع الأدوية، وهى تستطيع أن تطلب من الشركات طلبات وكميات كبيرة مقارنة بالصيدليات الصغيرة، وهذا ليس عدلاً وإنما نوع من الاحتكار.

■ هل بيزنس الشركات سبب انتشار سلاسل الصيدليات؟

- بالفعل، فالوضع الحالى مريب وخطير فى سوق الصيدليات، فى ظل مساعى شركات الأدوية إرضاء مالكى تلك السلاسل على حساب الصيادلة الشباب، فمثلاً تجد أن الشركات توفر لتلك السلاسل كافة الأدوية الناقصة فى السوق، وتدعمها بخصومات مالية كبيرة وأسعار أفضل مقارنة بالمتاح أمام الصيدلى العادى، الأمر الذى يحول دون وجود منافسة شريفة فى الأسواق المحلية.

■ ألا توجد مشاكل أو دوافع شخصية وراء تصاعد الأزمة بين النقابة وسلاسل الصيدليات؟

- لا توجد أى مصلحة شخصية للنقابة أو أعضائها فى ذلك، كما لا يوجد خلاف شخصى مع ملاك سلاسل سواء محلية أو عالمية، والأمر كله الرغبة فى منافسة عادلة وضبط سوق الدواء، ومنع الاحتكار، بتطبيق القانون ليس أكثر، بعد تقديم شباب الصيادلة العديد من الشكاوى عن تعرضهم لمنافسة غير شريفة.

■ متى انتبهت النقابة لأزمة احتكار تلك السلاسل سوق الدواء؟

- النقابة فى الفترة الأخيرة تلقت الكثير من الشكاوى من الصيدليات الصغيرة المجاورة للسلاسل عن انخفاض حركة البيع والتداول وقلة أرباحها بسبب تلك السلاسل التى تحصل على الأدوية بأسعار مخفضة وتسهيلات كبيرة، كما توفر لها الشركات، دوناً عن غيرها، الأدوية الناقصة أو القليلة فى السوق، ما يجعل المستهلك يقبل عليها.

■ كيف انتقلت الأزمة بين النقابة والدكتور أحمد العزبى، أحد ملاك هذه السلاسل، إلى برامج «التوك شو»؟

- خلال استضافة أحد البرامج الدكتور محيى عبيد، نقيب الصيادلة، والدكتور مصطفى الوكيل، وكيل النقابة، للحديث عن أزمة ارتفاع أسعار الدواء وسلاسل الصيدليات التى تحتكر سوق الدواء، أجرى الدكتور العزبى مداخلة بصفته رئيس غرفة الدواء، الذى نفى تهمة احتكار السوق، لافتاً إلى أن سلاسل الصيدليات نظام معروف عالمياً، وليس فى مصر وحدها، ومن هنا بدأ الخلاف حيث إن الممارسات الموجودة فى مصر سواء من الشركات أو تلك السلاسل تجور على الصيدليات الصغيرة، وتحول دون المنافسة الشريفة.

■ هل ارتفاع أسعار الأدوية له علاقة بانتشار سلاسل الصيدليات؟

- مجلس الوزراء وجد أن هناك شركات اقتربت من إعلان إفلاسها وهى الشركات المملوكة لقطاع الأعمال، وتعتبر عنصراً مهماً فى صناعة الدواء بمصر، وأنها تقدم صناعة وطنية وقيمة مضافة للاقتصاد، فقررت الحكومة رفع أسعار الأدوية التى تقل عن 30 جنيهاً، والنقابة ترى أن تطبيق هذا القرار سيؤدى فى النهاية إلى رفع هامش ربح الصيدليات، ليمثل بذلك طوق النجاة لنحو 70 ألف صيدلية لم يتغير هامش ربحها منذ عقود، رغم ارتفاع تكاليف إيجار مقارها ومرافقها الشهرية.

■ ما الذى ستتخذه النقابة فى الفترة المقبلة ضد سلاسل الصيدليات؟

- لا تراجع عن استمرار تحقيقات النقابة مع مالكى سلاسل الصيدليات، فمن يُصر على مخالفة القانون سُيحال إلى لجان التأديب داخل النقابة، تمهيداً لاتخاذ قرار بشطبهم من سجلات النقابة ومنعهم من ممارسة العمل الصيدلى.

■ وهل لهذه الأسباب تم شطب «العزبى» من النقابة؟

- «العزبى» كان مسجلاً بالنقابة، إلا أن مجلس النقابة السابق أوقفه وأصدر قراراً بشطبه، إلا أنه أقام دعوى قضائية ضد القرار، وهى ما زالت منظورة أمام القضاء، وحالياً نتعامل معه على أنه صيدلى لحين فصل القضاء فى الأمر.