الحزن يخيم على «ميت بدر حلاوة».. وأهالى الضحايا: انتظرنا وزير الطيران 6 ساعات

الحزن يخيم على «ميت بدر حلاوة».. وأهالى الضحايا: انتظرنا وزير الطيران 6 ساعات

الحزن يخيم على «ميت بدر حلاوة».. وأهالى الضحايا: انتظرنا وزير الطيران 6 ساعات

على أحد المقاعد داخل صالة «دار الضيافة» بمطار القاهرة، جلس محمد فوزى، 32 سنة، فى انتظار أى أخبار تصله عن ركاب طائرة «مصر للطيران»، التى اختفت فجر أمس، أثناء عودتها إلى القاهرة، قادمة من العاصمة الفرنسية باريس، إلا أنه لم يحصل على أى معلومة تطمئن قلبه على شقيقة زوجته وزوجها ووالده، الذين كانوا على متن الطائرة.

{long_qoute_1}

تبدو دار الضيافة خاوية إلا منه و10 أفراد آخرين من أقارب ركاب الطائرة ذاتها، قال «فوزى» لـ«الوطن»: «أول ما عرفت الخبر جيت على طول، وصلت المطار الساعة 9:30 صباحاً، ولما قلت للأمن إن قرايبى من ركاب الطيارة، جابونى هنا وطلبوا منى أستنى الوزير»، إلا أن الأخير دخل مؤتمراً صحفياً فى قاعة مجاورة، وظل «فوزى»، معه عدد من أهالى ركاب الطائرة، يتابعون الأخبار من شاشة تليفزيونية فى دار الضيافة، بعد أن أمدهم عاملون بريموت كونترول ليسهلوا عليهم متابعة الأخبار.

وتابع بقوله: «كل ما نسأل عن الوزير، يقولوا لنا إنه لسه فى المؤتمر، ومش لاقيين حد نسأله عن حاجة»، ما يقرب من 6 ساعات كاملة، قضاها فى انتظار أى معلومة من المسئولين بالمطار، لم يحصل منهم على أى شىء، وجاءته المعلومات من إحدى القنوات الفضائية التى كانت تجرى تغطية موسعة للحادث، مفادها سقوط الطائرة فى البحر المتوسط، ضرب «محمد» كفاً بكف، وهو يقول: «العوض على الله»، استعد للرحيل من المطار وهو يردد: «اللى يعوزه ربنا يكون»، ليجد فى انتظاره أوتوبيساً تابعاً لمصر للطيران حمله وأهالى الركاب إلى خارج مطار القاهرة.

من جانبه، قال نقيب المضيفين الجويين، أسامة عبدالباسط، إن طاقم الطائرة المنكوبة كان يضم الكابتن طيار «محمد شقير»، الذى تجاوزت ساعات طيرانه 5 آلاف ساعة، موضحاً أنه غير متزوج، وكان على صلة طيبة بجميع زملائه، أما مساعده «محمد عاصم»، فلا يتجاوز عمره 26 عاماً، وتوفيت والدته منذ فترة قريبة.

وأضاف «عبدالباسط» أن طاقم المضيفين بالطائرة كانت ترأسه ميرفت زكريا، وهى أرملة، ولديها ابنة بالمرحلة الثانوية، وتابع بقوله: «منذ أيام كتبت عبر صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاحتماعى فيس بوك، أنها تفتقد زوجها الذى توفى منذ 5 أعوام وتتمنى رؤيته»، أما بقية أفراد الطاقم فهم كل من يارا هانى، وسمر عز، لافتاً إلى أنهما انضما لطاقم الضيافة منذ قرابة عامين، مشيراً إلى أنهما ليستا متزوجتين، وأن من ضمن ما نشرته «سمر» على صفحتها، صورة تخيلية لمضيفة طيران تخرج من البحر، بعد سقوط طائرتها، وتابع معلقاً: «نرجو من الله أن تتحقق تلك الصورة، ويعودوا إلينا جميعاً سالمين».

من ناحية أخرى، أكد رئيس الجالية المصرية بفرنسا، صالح فرهود، فى تصريحات لـ«الوطن»، أنه تواصل مع أهالى قرية «ميت بدر حلاوة»، التى فقدت 4 من أبنائها فى حادث الطائرة، مؤكداً أنهم كانوا قادمين من فرنسا لقضاء شهر رمضان المبارك، مع ذويهم فى مصر، وكشف عن أسمائهم وهم: «خالد عبدالخالق علام، وخالد السيد طنطاوى نملة، وهيثم سمير ديدح»، إضافة إلى «دنيا» ابنة الأخير.

وسيطرت حالة من الحزن على وجوه المئات من أهالى قرية «ميت بدر حلاوة»، التابعة لمركز «سمنود» بمحافظة الغربية، ويعيشون مشاعر متباينة، ما بين «الوجيعة» و«الهدوء المخيف»، لحين التأكد من المعلومات الصحيحة حول مصير الطائرة من المصادر الرسمية، ورفض أهالى القرية الإدلاء بأى تصريحات، معربين عن تمسكهم بالأمل فى أن تكون هناك «أخبار سعيدة وغير مؤلمة بعودتهم سالمين».

وعبر محمد على، أحد أقارب هيثم ديدح وابنته «دنيا»، عن حزنه لسماع نبأ سقوط الطائرة بقوله إن «هيثم سافر واتغرب مع ولاده وزوجته المغربية، وحسبى الله ونعم الوكيل، لو اللى أسقط الطائرة إرهابيين»، بينما قال محمود حسن، ابن خال خالد نملة: «ما نقدرش نقول غير إن ربنا يرحمه، ويصبرنا على فراقه، وفعلاً هو شاب يعرف ربنا، وإن شاء الله فى جنة الخلد ونعيمها».

أحمد توفيق، أحد جيران الضحية الرابعة «خالد علام»، قال إن والديه توجها إلى مطار القاهرة، لانتظار وصول جثمانه، وأكد أن «شقيقاته الفتيات فى انهيار وبكاء تام»، أما هشام العشرى، عمدة القرية المعروفة باسم «فرنسا المصرية»، نظراً لوجود الآلاف من أبنائها فى فرنسا، فقال لـ«الوطن»، إن «منازل القرية تحولت إلى سرادقات عزاء، وكلهم شهداء عند ربنا، وربنا يرحمهم، وقلوبنا مع ذويهم».

 

 

 

 

 

 

 

 

 


مواضيع متعلقة