الناجى الوحيد من المذبحة: أوقفونا صفوفاً. كل 10 أشخاص فى صف وفوجئت بأننى حى بعد مرور الرصاصة الأخيرة إلى جوار رأسى

الناجى الوحيد من المذبحة: أوقفونا صفوفاً. كل 10 أشخاص فى صف وفوجئت بأننى حى بعد مرور الرصاصة الأخيرة إلى جوار رأسى
- أذان الفجر
- أرض زراعية
- إطلاق الرصاص
- إطلاق النار
- إطلاق رصاص
- الإمام على
- الجهات الأمنية
- الحشد الشعبى
- القصور الرئاسية
- المجلس المحلى
- أذان الفجر
- أرض زراعية
- إطلاق الرصاص
- إطلاق النار
- إطلاق رصاص
- الإمام على
- الجهات الأمنية
- الحشد الشعبى
- القصور الرئاسية
- المجلس المحلى
- أذان الفجر
- أرض زراعية
- إطلاق الرصاص
- إطلاق النار
- إطلاق رصاص
- الإمام على
- الجهات الأمنية
- الحشد الشعبى
- القصور الرئاسية
- المجلس المحلى
- أذان الفجر
- أرض زراعية
- إطلاق الرصاص
- إطلاق النار
- إطلاق رصاص
- الإمام على
- الجهات الأمنية
- الحشد الشعبى
- القصور الرئاسية
- المجلس المحلى
{long_qoute_1}
لحظات رعب عاشها على كاظم، الناجى الوحيد من مذبحة «سبايكر».. التى شكلت له حادثة لم يستطع نسيانها مهما طال به العمر، بالنسبة إليه كانت تهمته الوحيدة أنه «شيعى»، لتطارده أسوأ كوابيس يمكن أن يراها أى إنسان، لكنه كان يصارع الموت، واستمر من أجل البقاء حياً لطفليه الصغيرين ووالده المعاق، صارع من أجل الحياة فشرب من مياه الأنهار الملطخة بدماء زملائه وأكل الدود أيضاً. قصة نجاته دليل قوى على أن الحياة غالية، وربما بقى ليروى لنا ويشهد على فظاعة «داعش» الذى رفع راية الإسلام، ويشهد أن من ساعده على النجاة كانوا من الطائفة السّنية التى لطخ «التنظيم» سمعتها بسبب أفعاله وجرائمه.. وإلى نص الحوار:
■ احكِ لنا بداية التحاقك بقاعدة «سبايكر»؟
- اسمى حسين على كاظم صبرى، من حى البقيع بالديوانية، حقيقةً الجيش لم أكن أريده من البداية، لكن «هاى ربك بيريد يوريك المعجزة ويطلعك من مجزرة مثل هذه»، ووالدى هو الذى نصحنى بدخول الجيش وقال لى روح الجيش، فذهبت إلى معسكر سبايكر، وذلك بعد أن قدّمت الأوراق ووردتنى رسالة بالتطوع فى فرقة حماية المنشآت النفطية «الفرقة 18»، ودمت فقط فى الفرقة 12 يوماً، وبعدها حدثت المذبحة. {left_qoute_1}
■ وهل كنت مع جنود الفرقة الجوية بقاعدة «سبايكر»؟
- نعم، كنا بجوار الفرقة الجوية، وكانوا جنوداً عاديين، وكان التدريب جيداً ويوجد أكل وراتب، وكل شىء، وفى يوم 10 يونيو لاحظنا تغييراً داخل المعسكر، حيث أطفأ المسئولون شاشات التليفزيون، وقال لنا شباب «ديروا بالكم الموصل سقطت»، علاوة على تحذيرات كثيرة من ذلك القبيل، وفى اليوم التالى 11 يونيو، سارت فوضى كبيرة والقادة ما رأيتهم بعد أن كانوا موجودين قبل الحادث، ولا أعرف إن هربوا أو كانوا موجودين فى أماكن مخصّصة لهم، لكن واحداً من الجنود عثر على رتبة مقدم على الأرض، وبعدها سمعنا طلقات نارية على المعسكر، وكان بالداخل «جواسيس»، حيث كان البعض يقول لنا اطلعوا إلى الخارج، وهناك آخرون يناشدونا البقاء داخل المعسكر، حتى الساعة 11 مساءً، إلى حين وصلت إلينا قوات عمليات صلاح الدين، وقتها اتصلت بالأسرة لأطمئنهم.
■ وماذا كان دور قوات عمليات صلاح الدين؟
- كانت تابعة للجيش، ودورها حمايتنا وتأميننا، لكن فى اليوم التالى عند الساعة 6 صباحاً قالوا لنا انزلوا، وسمعت أحد الجنود الذين أعرفهم من النجف يقول لى إن القائد أبلغنا بضرورة الخروج من القاعدة، وأثناء خروجنا اعترضتنا هذه القوات وطالبتنا بالدخول، وقالوا: «إن طلعتم هيقتلوكم، ادخلوا مرة أخرى، انتو راح تموتون فشوفوا أمركم»، لم نصدق ما سمعناه وخرجنا، لأننا فى الخارج كان الأهالى والعشائر، وكانت الفرقة صغيرة ليست كبيرة، وأردنا الخروج للذهاب إلى أسرنا للراحة والاطمئنان، وعند وصولنا إلى الباب الخارجى للقاعدة، وجدنا للأسف عشائر مدنية يرحبون بنا «أهلاً ومرحباً، وديروا بالكم»، وكان عددنا قرابة 4 آلاف، وليس 1700، كما ذُكر فى الإعلام، وثق بذات الله ما زال هناك ضحايا فى الصحراء لم تخرج جثثهم ولا حد يعرف مكانهم.
واستقبلتنا العائلات وقالوا أنتم ولادنا، جابوا لنا طعام وشراب، حتى وصلنا إلى جامعة صلاح الدين، فجلبوا سيارات وكانوا يتكاثرون بمرور الوقت، وأبلغونا أنهم سيوصلوننا إلى ما نريد، حيث مدينتى تكريت وسامراء، وكانوا يستوقفون سيارات من الشوارع رغماً عن أصحابها، حتى إن أحدهم كان يبكى لرفضه إيصالنا، وبعدها قسّمونا إلى مجموعات داخل السيارات إلى القصور الرئاسية، وصلنا فيها 11 ظهر يوم 12 يونيو، وكانوا يقسموننا أيضاً بعد وصولنا، لإرسال مجموعة إلى الوادى، ومجموعة على الشط، ومجموعة فوق التبة، وكل مجموعة يتراوح عددها من 400 إلى 500 فرد. {left_qoute_2}
■ وأنت كنت فى أى مجموعة؟
- كنت فى المجموعة التى قيّدها الدواعش وذبحوها فى الوادى بالقرب من شاطئ نهر دجلة.
■ من الذين كانوا يقيدونكم ويقسمون المجموعات؟
- للأسف قليل منهم أجانب، والباقى كانوا من العشائر والأهالى المنساقين خلف الأجانب المضللين، للأسف كان «الدواعش الأجانب» قليلين بينهم، كانوا أبناء العامة من العشائر، وكانوا يشتموننا يا ولد المتعة يا خنزير، أنت دمك حلال، وكلام به تفرقة بين السُنة والشيعة، وتعرّضنا للضرب المبرح، وطلبوا منا سب الرئيس نورى المالكى، وبعدها وضعونا فى كرافان، وهو ما زال موجوداً حتى الآن، وكنا نتعرّض للضرب الشديد، خصوصاً عندما أخرجونا من الكرافان وسمعنا صوت إطلاق رصاص، ونحن مقيدون، وكان صوت طلقات الرصاص التى تطلق على زملائنا بالقرب من الشط، وزميلى أبلغنى أن هذا الرصاص يقتل زملاءنا، ونحن من بعدهم.
■ ومتى كان دوركم؟
- قالوا لنا «وجهوا وجوهكم تجاه النهر» وكانوا يسألوننا «أنت سنّى ولّا شيعى»، وما كنا نرد عليهم، لأننا فى كل الأحوال سنموت، ولا ضرورة للتبرئة من الإمام على عليه السلام، أو لا، صفونا كل 10 بجوار بعض، وجلسوا على أرجلهم جلسة الموت، وكنت أنا رابع العشرة، نظرت إلى الأول وكان خلفه «داعشى» يطلق النار عليه، وثق بذات الله الطلقة أخرجت الدم وقذفته بعيداً لمسافة متر على القاتل، فتراجع قليلاً، وتابع إطلاق النار على بقية الصف ليأتى إلىّ، وكان يركل كل نفر بعد إطلاق الرصاصة، وحين جاء دورى سمعت الطلقة الرابعة وبعدها ركلنى بقدمه، وأنا تشاهدت، لكنى وجدت نفسى حياً بعد الطلقة الرابعة وملقى على جثث زملائى، لأن الطلقة مرّت بجوار رأسى ولم تُصبها، وفى هذه اللحظة لم أشعر بالخوف إطلاقاً، لكن تذكرت زوجتى وأطفالى ووالدى المعاق، الذين ليس لهم أحد بعدى، وبعدما تم ركلى وتمت دحرجتى مع الشهداء، كان هناك زميل فى الصف نفسه ما زال حياً مثلى، لكنه هتف: «عالى يا كلب أنا هنا عايش»، وفى هذه اللحظة عاد إلىّ الخوف حتى كنت أسمع ضربات قلبى بقوة وخبطات شديدة فى صدرى، فسمعت قائدهم يقول روح اضربه وخلص عليه، كان قائدهم ثميناً وقصيراً، وجاء القاتل ومعه بندقية ضرب 3 طلقات فى رأس صديقى، وكان رأسه بجوار رأسى، ومن شدة الخوف «وقف شعرى» فلاحظ القائد أنى لا زلت حياً فقال له: «اضرب ها ده كمان لسه عايش»، وكانت الدماء غزيرة على رأسى ووجهى، فقال له القاتل «عوف هذا الرافضى ينزف حد أما يموت من النزيف».
{long_qoute_2}
■ كيف كنت تراهم وتُحدد أحجامهم ونوع السلاح مع ذلك الذى أتى ليقتل صديقك؟
- كنت أفتح عينى فتحة بسيطة، وكان وجهى ملطخاً بالدماء، فلم يلاحظونى، وكانوا يدحرجوننا إلى الأسفل، فنكون على مسافة بعيدة لا يلاحظون حركة العيون، وكان كل 10 يتم ذبحهم يلقون بهم فى الأسفل حتى لا يراهم العشرة الذين يأتون بعدهم، حتى انتهى كامل العدد، وذبحوا كل من كان بيدهم قبل حلول الليل.
وبحلول الليل حاولت حل قيودى من خلال زجاجة مكسورة أو قطعة من السيراميك «المشطوفة» لكنى لم أستطع، وحاولت الذهاب لأشرب من النهر، لكن أحدهم لاحظ حركتى من فوق التبة ونزل هو وزملاؤه لفحصنا، فعدت إلى نفس موقعى ونمت بنفس الوضعية، حتى غادروا، وظللت أركض وأحاول أن أهرب متجهاً إلى الشمال، لكنى اتجهت إلى الجنوب، وفجأة صادفت شخصاً يقف على الشط، فهمس إلىّ وحذرنى من أى حركة أو حديث، وقال لى أنا هارب مثلك.
■ كان من نفس مجموعتك؟
- كان اسمه عباس من أهالى الناصرية وكان بقاعدة «سبايكر» معنا، ولم تصبه الرصاصة أيضاً وتم إلقاؤه من التبة وسقط على أحجار كبيرة، فأصيب بكسر فى ضلوعه، ولم يعد قادراً على التحرك، إضافة إلى أنه ثمين، وتمكن من قطع القيود التى كانت على يدى، ولم أستطع أن أعيد يدى أمامى لمدة ربع الساعة من طول وقت ربطها، وتصلب العضلات، وحاولنا نمر من أسفل الجسر للهروب، لكننا لم ننجح، وخلعت ملابسى الداخلية العليا لجره فى المياه، لأنه لا يستطيع العوم، لكنى فشلت، وكنا نرى جثث زملائنا فى المياه، كنت أشرب من المياه وجثة زميلى على بُعد متر منى فى المياه، وأكلت كل شىء «أعشاب ونباتات وحتى الدود» رغبة فى العيش ومواصلة الحياة.
قضينا 3 ليالٍ ندعو الله أن ينجينا، وفى النهار كنا نختبئ فى زراعات القصب، حاولت أصمم «جرافة» من القصب ليتعلق بها زميلى وأسحبه فى النهر، لكنى لم أستطع، وفى النهاية يأس هو من الاستمرار فى المحاولة، ولقننى رقم زوجته وأسرته، بعد 3 أيام من المحاولة، لكن بعد عبور النهر نسيت الرقم تماماً، وأنا لما كنت فى المياه أعبر النهر كانت أخرج جزءاً صغيراً من وجهى فقط «أنفى»، لكى أتنفس، وإن رآنى أحد يظن أنها مخلفات ملقاة فى النهر، وكانت المياه عاتية شديدة، وقلت أتمنى ألا أموت غرقاً فطلقة فى الرأس أسهل من الغرق وعذابه، وخلال سباحتى فى المياه رأيت جثة معلقة فى الجسر ومتدلية إلى النهر، كان الدواعش أعدموا هذا الشخص، لكنى لم أقف أمامه كثيراً، أكملت السباحة وعبرت النهر، واتجهت نحو الشمال، لكى أبعد عن هذه المنطقة التى أحكموا سيطرتهم عليها وتمركزوا فيها، وسرت على الضفة الثانية بين القصب، وفى اللحظات التى أنام فيها أسمع صوتاً، شخص يسير باتجاهى فأهبّ لمواصلة السير، لكن أنظر خلفى فلا أجد أحداً ولا أسمع شيئاً، وكلما جلست لآخذ قسطاً من النوم، أسمع هذا الصوت، ولم يكن هناك أحد يتبعنى، لكنى كنت أسمع هذا الصوت «ما فى شىء، لكن ربك ما كان يريد أبات فى هذا المكان». {left_qoute_3}
■ وأى وجهة كنت تقصدها بعد عبورك نهر دجلة؟
- كنت أقصد الابتعاد عن «داعش»، وسرت بأرض زراعية حتى وصلت إلى مزرعة، لكن وجدتها محترقة. فاتجهت إلى الغرفة الموجودة بالمزرعة، وقمت بنشر ملابسى على أحد أغصان شجرة، وسمعت أذان الفجر، ووقتها دعوت الله وقلت: «يا رب ودينى لبيت ناس ينقذونى»، وأغلقت عينى وسرت فى جهة عشوائياً، فوجدت منزلاً وبه امرأة تقف فى النافذة أشرت إليها إنى جوعان أريد طعاماً، فأرسلت لى نجلها بخبز وطماطم وزجاجة مياه، وبعدها تذكّرت كلام زميلى الذى تركته على الضفة الثانية، حيث نصحنى بأن أطرق باب المنازل الفقيرة، وليس المنازل الكبيرة، لأنه محتمل أن يكون بها دواعش يسيطرون عليها، فحاولت أن أختبئ لديهم لكنهم رفضوا وخافوا، وقالوا لو خبيناك يقتلونا ويقتلوك.
وذهبت بعدها إلى منزل آخر به رجل، قال نفس الكلام وخشى، وقال سيقتلونى ويقتلوك، فسألته إن كانت توجد نقطة للجيش قريبة، فأشار إلى موقع ذهبت إليه بسرعة، لكنى بعد الاقتراب منهم وجدت «علم داعش» عليه والدواعش يسيطرون عليه، فتظاهرت أنى أتحدث فى الهاتف، وكنت أتجه إلى أى منزل إذا وجدت سيارة تابعة لداعش تقترب منى أو تسير بجوارى، وكان نجل المرأة التى طلبت منها أن تخبئنى أعطانى «نعلاً» أرتديه، وكان أكبر من حجم قدمى، وكنت أتظاهر أننى أتحدث فى الهاتف بصوت عالٍ وأضحك، حتى لا يشكّوا فى أمرى، وكأننى من أهالى تلك المنطقة.
■ وهل كنت تطرق المنازل التى تتجه نحوها وأنت تتظاهر بالتحدث فى الهاتف؟
- لا، خلال اللحظات التى أتجه فيها إلى أبواب أحد المنازل، تكون السيارة مرت ولم ترَنى، فأستأنف السير حتى وجدت الولد نجل المرأة يسير بدراجة هوائية، وأرشدنى لرجل يساعدنى وذهبت معه إلى هذا الرجل، فذهبنا إلى الرجل، وقال له «هذا يريد المساعدة ويخاف من داعش»، فقال لى الرجل: «من وين أنت»، قلت له أنا من الزعفرانية فى بغداد، وكنت فى كركوك أعمل هناك، وتهت ولم أمتلك سيارة للعودة إلى بلدى، فسألنى: «أنت سنّى أم شيعى»، قلت له أنا سنّى، لكنه رأى الجرح فى يدى من أثر القيود التى كنت مكبلاً بها، وحاولت فكها أكثر من مرة، فسببت جرحاً بسيطاً، لكنه ظاهر، فشك الرجل فى وقال لى: «قل الحقيقة حتى أساعدك»، فصارحته بالحقيقة وأننى كنت جندياً بقاعدة سبايكر، فبادرنى بالسؤال: «أنت من الفرقة الذهبية» قلت له لا أنا جندى بحماية النفط، لست مقاتل، وداومت فى قاعدة سبايكر فقط 12 يوماً.
{long_qoute_3}
وحكيت له كل الحكاية، فظل يبكى، فقلت له أنت تبكى بسببى، فقال لى: «أنا ما أبكى عليك، أنا أبكى على صاحبك ما أقدر أجيبه، لأن الدواعش يضربونا»، كان الرجل سنّيا، لكنه شريف، فأعطانى بعض النقود واستضافنى فى بيته 3 أيام، كان يقدّم لى أجود أنواع الطعام واللحوم، وبعدها قال لى إنه سينقلنى إلى بيت ثانٍ، فقلت له: «عمى أنا أريد أن أبقى» فأخبرنى أن الدواعش سيقتلونى ويقتلوه إن بقيت، وفى اليوم الرابع حضر الدواعش للبحث عنى بعد أن تسربت إليهم معلومة بوجود شخص ناجٍ من مذبحة سبايكر، فكانوا يقتحمون البيوت ويفتشونها، لكن لم يدخلوا البيت الذى أقيم فيه ولا المنزلين المجاورين لى لأنهما كانا ملكاً لعناصر شرطية من السنّة، وقالوا إن حضر الدواعش سنُقتل معك ولن نتركك، وقمت فى هذا اليوم بالاتصال بأهلى لأطمئنهم.
■ وكيف تمكنت من الخروج من المنطقة؟
- فى اليوم الخامس، حضرت سيارة وأخرجتنى، وكان معى الرجل وبعض من رفاقه، وذهبت إلى ناحية العلم وبقيت هناك 16 يوماً عند الشيخ خميس جبارة، وهو من السُنّة، وكان يداوينى من الجروح فى ظهرى، فـ«داعش» ما هم سُنة، ولا ما قام به بعضهم من عمل إرهابى، وكان واقع تحت تأثير المتطرفين يمثلون كل السُنة فى العراق، لأن من أنقذونى طوال رحلتى كانوا من السُنّة، وكان أهالى علم رافضين «الدواعش» وحاربوهم، لولا إن الدواعش أخذوا 5 أُسر وكانوا سيذبحونهم فى موقع القصور الرئاسية التى حدثت فيها مذبحة سبايكر، كوسيلة ضغط لتسليم المدينة، وكانت «أمية جبارة» عضو فى المجلس المحلى، وكانت ترفض «داعش» وقتلوها.
وعلى كل حال بقيت فى منطقة علم وقاموا بتزوير بطاقة شخصية باسم عدنان خالد محمد العبيدى، من أهالى الحويجة، وطالب بجامعة تكريت، الراجل سحب الفسفورة الموجودة بالبطاقة الخاصة بابنه، ووضعها على البطاقة المزوّرة، واصطحبنى فى السيارة وسط إخوته وأبنائه وزوجته ومعنا بطانيات وبعض المتاع على أننا عائلة نازحة، وتمكّن من عبور 20 سيطرة «كمين» لداعش، والسيطرة الأخيرة كانت بين كركوك والحويجة، وهذه السيطرة إذا عبرناها فقد نجحنا وعبرنا، وإذا أوقفونا كانوا قتلونا، وهو ما قاله لى الرجل، فوصلنا إلى الجسر الذى يسبق السيطرة، فهم أقدموا علينا، فبقيت أُسبّح وأدعو الله أن ينجينا، وبالصدفة أتت سيارة مسرعة من الناحية الثانية المقابلة لنا آتية من كركوك فشغلت السيطرة عنا وما فتشونا ولا سألونا، فأشاروا لنا بالعبور ونحن أشرنا لهم بعلامة النصر وعبرنا وأصبحت فى محافظة أربيل، وبقيت عند صديق هذا الرجل.
■ وهل سلمت نفسك للسلطات هنا؟
- نعم، بعد أن استضافنى صديق الرجل، وجاءنى عمى عن طريق مطار أربيل، لأن الأكراد لم يوافقوا أن أطير بالطيارة إلى بغداد أو النجف، ولا أعرف السبب، فجئت عن طريق البر وقطعت مسافة كبيرة استغرقت وقتاً من السابعة صباحاً حتى الحادية عشرة ليلاً حتى أصل إلى محافظة الديوانية.
■ ما شعورك لحظة رجوعك؟
- فرح ودموع، ورأيت ابنتى الصغيرة «زهراء»، وجدتها تغيرت من رضيعة إلى فتاة «لقيتها كبرانة وما عرفتنى يعنى»، وهذا الموقف جعلنى أنهار لأنى كنت أشعر بأنى أحلم، لكن حمدت الله وقمنا بذبح ذبيحة لله.
■ هل تطاردك كوابيس بسبب هذه الحادثة؟
- نعم تيجى لى كوابيس فى الليل وتكون مشاهد مكررة من الحادث، أو أنى أُعدم فى الوادى أو فى النهر كما كانوا يذبحون زملائى، وفى أحيان أخرى أحلم بأنى أجرى وخلفى الدواعش، لكن بعدما أستيقظ أشعر بالفرح بأنى كنت أحلم والحقيقة أننى حى وفى المنزل.
■ ماذا تفسر الصوت الذى كان يسير خلفك أثناء عبور النهر؟
- أفسره بأنه إمداد غيبى لإنقاذى من الذبح على أيديهم، وأن الله لم يكن يريد أن أبيت فى هذا المكان، ويريدنى أذهب.
■ هل فكرت فى الالتحاق بالجيش للانتقام من «داعش»؟
- لم أفكر، ليس لأنى ما أرغب فى قتالهم، بل أى شخص يرغب فى قتلهم، لأنهم يشوهون الإسلام، لكنى لم أتخذ هذه الخطوة بعد ما جرى لى من مأساة، ولكنى أتابع انتصارات الجيش وقوات الحشد الشعبى على «داعش»، ولى أصدقاء بـ«الحشد الشعبى» وإعلاميين يخبروننى بكل ما هو جديد فى ساحات المعارك، وبالطبع أفرح بالانتصارات.
■ هل تواصلت معك الجهات الأمنية العراقية بعد نجاتك؟
- نعم ذهبت للمحكمة الاتحادية العراقية وتعرّفت على 3 أشخاص من الدواعش المشاركين فى المذبحة، لكن لم أتمكن من معرفة الباقى لأن أغلبهم كانوا ملثمين، وحضرت إلى الاستخبارات وأخذوا تقارير عن الحادثة وبعض المعلومات.
- أذان الفجر
- أرض زراعية
- إطلاق الرصاص
- إطلاق النار
- إطلاق رصاص
- الإمام على
- الجهات الأمنية
- الحشد الشعبى
- القصور الرئاسية
- المجلس المحلى
- أذان الفجر
- أرض زراعية
- إطلاق الرصاص
- إطلاق النار
- إطلاق رصاص
- الإمام على
- الجهات الأمنية
- الحشد الشعبى
- القصور الرئاسية
- المجلس المحلى
- أذان الفجر
- أرض زراعية
- إطلاق الرصاص
- إطلاق النار
- إطلاق رصاص
- الإمام على
- الجهات الأمنية
- الحشد الشعبى
- القصور الرئاسية
- المجلس المحلى
- أذان الفجر
- أرض زراعية
- إطلاق الرصاص
- إطلاق النار
- إطلاق رصاص
- الإمام على
- الجهات الأمنية
- الحشد الشعبى
- القصور الرئاسية
- المجلس المحلى