حرائق «الرويعى والغورية» تضرب موسم «رمضان والعيد» فى مقتل

كتب: محمد شنح

حرائق «الرويعى والغورية» تضرب موسم «رمضان والعيد» فى مقتل

حرائق «الرويعى والغورية» تضرب موسم «رمضان والعيد» فى مقتل

 أيام قليلة كانت تفصلهم عن موسم الرزق المصاحب لرمضان، فما إن يقترب الشهر، حتى تكتسى شوارع العتبة والغورية بالبشر، ممن يستعدون للشهر بشراء مستلزماته من أقمشة وخيامية، ومن يستعدون للزفاف فى العيد بتجهيز أنفسهم من محال المنطقتين، لتأكل الحرائق المتتالية البضائع، وتحرق معها أملهم فى موسم رزق لم يكتب له الانتعاش. عمارات متفحمة، ومحال تحولت إلى كومة تراب، ورجال لم تغادر الدموع أعينهم وهم يرون «شقا عمرهم» وقد تحول إلى رماد، المشهد واحد من الرويعى بالعتبة إلى الحمزاوى فى الغورية، والخسارة فادحة، فالمنطقتان كانتا -قبل فجر الاثنين الماضى- مصدر فرحة لكل «عريس وعروسة»، يحلمان بتجهيز «عش الزوجية»، صارا اليوم بحاجة إلى المعونة. لم يغادر «عمر» موقعه منذ الحريق، يحدث نفسه كمن أصيب بلوثة «كل حاجة راحت، بيتى اتخرب، الحريق كان فى عمارة بعيدة عنى 50 متر، فجأة بقى فى المحل.. الموت عليا أهون»، يعلم عمر بحكم العادة المكاسب التى يحققها فى هذا الموسم، لذا استعد له، قبل أن يدرك «مكنتش أعرف إنى بأشترى بضاعة عشان تتحرق».

{long_qoute_1}

الوضع المحزن والمخزى تجاوز حدود الرويعى بانتقال الحريق إلى الغورية، هناك الاستعدادات نفسها كانت تجرى لاستقبال زبائن رمضان والعيد، قبل أن تنهار كل الأحلام، ويجلس أصحاب المحلات فى انتظار أى زائر، منهم محمود، فما إن يتوسم غريباً عن المنطقة يدخلها، حتى يظنه مندوباً من الحكومة جاء لتقدير التلفيات ودراسة التعويضات، يصحبه فى جولة بالمحال المتضررة، ليقف على حقيقة الوضع، قبل أن يكتشف أنه «مواطن عادى جاى يتفرج». محال حدايد وبويات وأقمشة وستائر وخيامية وورش أحذية تضررت فى المنطقتين، وخسر أصحابها ملايين الجنيهات، وقف أحمد صابر العامل بورشة أحذية يلطم خديه صارخاً «عندنا طلبيات للعيد كنا هنسلمها، كلها بضاعة بالقسط، كل صاحب محل كاتب على نفسه شيكات وإيصالات أمانة بألوفات، هيتسجنوا لو مدفعوش، وآخرتها الحكومة هتعوضهم بـ5 آلاف جنيه، دى ما تجبش تمن دستة شباشب، وكفاية الموسم اللى انضرب، مين هيشترى من منطقة محروقة».


مواضيع متعلقة