مستشار أكاديمية ناصر العسكرية لـ«الوطن»: كل خطوة من تحركات الجيش محسوبة.. وكل صفقة سلاح تسبقها دراسات متخصصة

كتب: مروة عبدالله ومحمد مجدى

مستشار أكاديمية ناصر العسكرية لـ«الوطن»: كل خطوة من تحركات الجيش محسوبة.. وكل صفقة سلاح تسبقها دراسات متخصصة

مستشار أكاديمية ناصر العسكرية لـ«الوطن»: كل خطوة من تحركات الجيش محسوبة.. وكل صفقة سلاح تسبقها دراسات متخصصة

قال اللواء طيار أركان حرب هشام الحلبى، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، إن هناك مخططات تستهدف مصر والمنطقة العربية على طريقة «الاتحاد السوفيتى»، لكن القوات المسلحة عصية على مستهدفى الوطن، وبالتالى تعمل المخططات على إفشال القطاعات المدنية ببطء، لأنه إذا غرق هذا القطاع سيأخذ الجيش معه إلى طريقة الهزيمة كما حدث مع «السوفيت».

وأضاف مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، فى حوار لـ«الوطن»، أن صفقات التسليح الضخمة التى تعقدها قواتنا المسلحة هدفها تأمين محيطنا الحيوى خارج حدود الدولة ضد الأعمال العدائية التى تستهدفها، موضحاً أن تضييق الخناق على العناصر الإرهابية داخل حدود الدولة قد يدفعها لاستهداف مصالح الدولة خارج أراضيها بالتنسيق مع جماعات أو قوى أخرى، ولذا تعمل مصر على حمايتها عبر تحديث القوات المسلحة وتزويدها بأسلحة قوية قادرة على تأمين محيطنا الحيوى. {left_qoute_1}

وأوضح «الحلبى» أن سر شراء مصر لطائرات «الرافال» وسفينة الاقتحام البرمائى وحاملة الهليكوبتر «ميسترال» هو تأمين مضيق باب المندب، وآبار النفط المكتشفة فى البحر الأبيض المتوسط.

وشدد «الحلبى» على أن شراء طائرات الرافال بمدى بعيد لا يستهدف على الإطلاق دولة إثيوبيا، لأنها دولة صديقة تعمل مصر بالتعاون معها على تحقيق ما فيه مصالح البلدين، وأن الدفع فى أى اتجاه آخر ليس فى صالح المفاوض المصرى فى قضية «سد النهضة».. إلى نص الحوار:

■ تستعد إسرائيل لتسلم أولى طائراتها من طراز «إف 35» أمريكية الصنع بعد عدة أشهر حسبما صرح مسئولو الشركة المصنعة لها فى الولايات المتحدة.. كيف ترى هذا الأمر؟

- «إف 35» الأمريكية طائرة متقدمة من الجيل الخامس للطائرات المقاتلة، التى ستعطيها الولايات المتحدة لإسرائيل فى الفترة المقبلة وفقاً لسياسة التسليح الأمريكية بالمنطقة التى تستهدف خلق حالة من عدم التوازن لصالح إسرائيل بحيث يكون التفوق الدائم لها، فالهدف الأساسى لـ«واشنطن» هو استمرار التفوق الكمى والنوعى بالتسليح على دول المنطقة منذ بدء إنشاء إسرائيل حتى الآن.

{long_qoute_1}

■ هل يمثل ذلك حالة قلق لنا حال نشوب مواجهة عسكرية مباشرة بينها ومصر؟

- نحن خضنا حرب أكتوبر 1973 وكانت إسرائيل تتفوق فى الكم ونوعية السلاح الموجودة لديها، ومع ذلك نجحنا فى تحقيق انتصار عسكرى عظيم عليهم، وخير مثال على ذلك هو وجود طائرات «الفانتوم»، و«سكاى هوك»، وهى من طائرات الجيل الثالث، بينما كان معنا فى قواتنا الجوية طائرات «ميج 17»، وهى طائرة جيل أول، و«ميج 21»، وهى طائرة جيل ثان، ورغم ذلك نجحنا فى الانتصار عليهم، وفى معركة المنصورة الجوية بتاريخ 14 أكتوبر 1973، تمكنا من إسقاط 17 طائرة فانتوم متقدمة، فيما أُسقطت لنا 4 طائرات ميج 21 فقط رغم تفوق هذا النوع من الطائرات.

■ إلى أى جيل من الطائرات وصلت قواتنا الجوية حالياً؟

- وصلنا إلى طائرات الجيل الرابع «بلس».

■ وهل هو جيل متقدم؟

- نعم، فأنواع أجيال الطائرات تقسم إلى 7 أنواع، بدءاً من الجيل الأول الذى كان يُركب فيه محركات نفاثة فى الطائرة، ولم يكن بها رادار، وكان المحرك يعطى سرعة كبيرة للطائرة مثل «ميج 17»، والجيل الثانى كان مع بداية تركيب الرادارات مع الطائرات، وتركيب صواريخ تلتقط حرارة الطائرة حال استهدافها عبر عادم محرك الطائرة مثل «ميج 21»، أما طائرات الجيل الثالث؛ فإن رادارها أصبح أكثر تقدماً لتكون به صواريخ رادارية، ومثاله طائرة «الفانتوم»، والجيل الرابع؛ فمثاله طائرات الـ«إف 16»، حيث أدخلت به أجهزة الكمبيوتر، لتوجد فى المحرك لتنظيم أدائه، والوصول للأهداف بدقة أكبر، وبالتالى كانت الطائرة أكثر كفاءة، ثم ظهر الجيل الرابع «بلس»، الذى لديه قدرة على «التخفى»، ويمثل نوعاً متقدماً جداً من الطائرات، ثم الجيل الرابع «بلس بلس»، وأخيراً الجيل الخامس من الطائرات، الذى يكون تسليح الطائرة داخلها، وليس معلقاً أسفل جناحيها أو تحت بطن الطائرة، ما يعطيها قدرة أعلى على المناورة، فضلاً عن وجود ربط بين أجهزة الرادار مع باقى الطائرات المحيطة بها ليقرأ الطيار صورة رادارية طبقاً لموقفه، والطائرات الموجودة معه، فضلاً عن «الإنذار المبكر»، والرادار الموجود على الأرض، ما يعطى له «بانوراما شاملة» عن الموقف المحيط به. {left_qoute_2}

■ ألا تمثل القدرات المتطورة لـ«إف 35» الأمريكية عن الطائرات الموجودة لدينا خطورة علينا؟

- كما قلت، فإن حرب أكتوبر أثبتت أن الفرد هو الأساس، وليس السلاح نفسه، فكيفية استخدام الفرد للسلاح هو الأهم وليست تكنولوجيا السلاح، والكفاءة القتالية لقواتنا المسلحة لها عوامل كثيرة منها السلاح، إلا أنه ليس هو العنصر الوحيد.

{long_qoute_2}

■ وما تلك العناصر؟

- أولاً، الفرد المقاتل من حيث تدريبه، وكفاءته، ومدى اقتناعه بالمهمة السامية التى يؤديها، واستعداده لكى يموت من أجل أن تظل بلاده آمنة، ثم خطة العمليات الموجودة لدى الجيش، فمثلاً فى حرب أكتوبر كانوا يقولون إن «خط بارليف» يحتاج قنبلة نووية تكتيكية لفتح منافذ به لعبور قواتنا، إلا أن خراطيم المياه أدت تلك المهمة، وكذلك «منظومة القيادة»، إضافة لمدى الظهير الشعبى للقوات المسلحة.

■ لماذا يقلق البعض من امتلاك إسرائيل لأسلحة متفوقة عنا؟

- لأن العنصر الوحيد الذى يستطيع أن يقيمه الفرد من خارج القوات المسلحة هو «السلاح» نظراً لوجود مواصفاته على «الإنترنت»، ولكنه لا يستطيع أن يرى باقى عناصر الكفاءة القتالية بحكم سرية بعض العناصر، فالسلاح «مبيتخباش»؛ فأنت تعلم ما لدى إسرائيل، وما يأتى وما يذهب، إلا أن تاريخنا يؤكد أن هناك قوات مسلحة أقل فى الإمكانيات حققت نصراً على قوات أكثر منها فى إمكانيات التسليح، لذا فإننى لا أرى ما يدعو للقلق، وعلى المصريين أن يثقوا فى أن جيشهم قوى، وقادر على ردع أى عدوان يستهدف الوطن، وأمنه القومى.

■ بحكم وجودك فى إحدى قلاع مؤسستنا العسكرية.. كيف تقيم الوضع داخلها؟

- الوضع مطمئن جداً نظراً لوجود قوات مسلحة قوية، قادرة على أداء المهام المكلفة بها. {left_qoute_3}

■ لكن قواتنا المسلحة تجرى العديد من التدريبات العسكرية المشتركة مع عدة دول.. هل ذلك لا يعرض خططنا للكشف أمامهم؟

- المناورات لا تكشف خطة العمليات، ولكن تجعل الجانبين مستفيدين، عبر معرفة تكتيكات جديدة فى استخدام الأسلحة، والقدرة على نقل القوات من مسرح عمليات لمسرح عمليات آخر، والعمل داخل مسرح عمليات جديد من حيث طبيعة الأرض، ودرجات الحرارة، ووجود قوات من جنسيات وثقافات مختلفة ما يعطينا خبرة، فالتدريبات المشتركة تضيف خبرات للجانبين، ومصر أكثر دولة لديها تدريبات عسكرية مشتركة مع الدول الصديقة والشقيقة.

■ التدريبات العسكرية المشتركة فى فترات زمنية متقاربة ألا يمكن أن تثير القلق داخل نفوس بعض المواطنين العاديين فى ظل تأمين قواتنا المسلحة بعض المنشآت ومواجهة الإرهاب فى سيناء والقيام بمشروعات تنموية إضافة للمناورات العسكرية؟

- الأمر لا يشوبه أى نوع من أنواع تشتيت الجهود، فالتدريبات المشتركة تتم من خلال خطة وليست بشكل عشوائى، وإما أن تكون داخل الدولة أو خارجها؛ فمهمة القوات المسلحة فى حالة السلم هى التدريب للحفاظ على أعلى كفاءة قتالية ممكنة لصد أى عدوان قد يستهدفها، أما عن الحرب على الإرهاب فهى جزء بسيط من سيناء، وهناك جزء صغير جداً من إمكانيات قواتنا المسلحة هو المستخدم فى مواجهة الإرهاب، وما يستخدم فى التنمية يهدف للإسراع فى العملية التنموية عبر توفير بنية أساسية، فهى أشبه بوضع أساس خرسانى قوى وسريع نستطيع أن نبنى عليه، خصوصاً أن قدرة القوات المسلحة على التخطيط والتنفيذ عالية جداً، وكل خطوة تكون محسوبة.

■ نعود للحديث عن قواتنا الجوية.. ما العائد من الصفقات والتعاقدات التى أبرمتها مصر للحصول على طائرات مقاتلة حديثة؟

- تلك الصفقات تعتمد على ركيزتين أساسيتين، الأولى هى التحديث المستمر لقواتنا المسلحة، وهى مسألة لم ولن تنقطع، ومستمرة فى مختلف أسلحة القوات المسلحة سواء برية أو بحرية أو جوية، وفقاً لسياسة التنوع فى مصادر السلاح، وهو المبدأ الذى عملنا به بعد حرب أكتوبر.

■ ولماذا اتبعنا هذا المبدأ؟

- لأن السلاح سلعة غير تقليدية، ترتبط دائماً بالسياسة ونلجأ لهذا المبدأ حتى لا تتحكم بنا دولة فى التسليح، وقطع الغيار.

■ لكن التنوع فى مصادر التسليح هل يمثل عقبة أمام قواتنا؟

- «مش أى جيش يقدر يشتغل على منظومات تسليح مختلفة»، لأنه يحتاج احترافية، وخبرة عالية، والحمد لله جيشنا المصرى أصبح محترفاً فى التعامل مع أنواع التسليح المختلفة سواء الشرقية أو الغربية، وقطع غيارها.

■ ما الجديد فى استراتيجيتنا الخاصة بمسألة التسليح فى الآونة الأخيرة؟

- الجديد هو أننا نشترى سلاحاً لا يؤمن الدولة المصرية كحدود فقط، وإنما يؤمن الأهداف والمصالح التى تقع فى المجال الحيوى لنا خارج حدود الدولة.

■ مثل ماذا؟

- مثل مضيق باب المندب، فبعد صفقات الـ«ميسترال»، وطائرات الرافال «أقدر أؤمّنه مستريح من مكانى»، وكذلك آبار البترول المكتشفة فى البحر الأبيض المتوسط، فالإرهاب أمر «عابر للحدود».

■ وما علاقة الإرهاب بصفقات التسليح الحديثة؟

- الإرهابيون يظنون أن بإمكانهم استهداف أهداف خارج الدولة للإضرار بمصالحنا، ونحن لدينا ما يؤمّن مصالحنا الحيوية خارج الدولة حالياً.

■ يقول البعض لماذا صفقات التسليح الحديثة ولماذا نتعاقد على حاملات الهليكوبتر فى ظل حاجتنا لكل جنيه ينفق.. فما ردك عليهم؟

- طبيعة منطقة الشرق الأوسط أنها ساخنة، فنحن لا نعيش على أطراف العالم أو فى مناطق هادئة، ولكن عين الدول على منطقتنا بأشكال مختلفة منذ قديم الأزل، فصمام الأمان لنا كدولة ولكى نستمر وتحيا مصر أن توجد قوات قوية، قادرة على حماية مصر ومصالحها.

■ وكيف نشترى السلاح اللازم لقواتنا المسلحة؟

- تتم دراسات متعمقة بالتأكيد فى هذا الأمر، والنظر فى «هنجيب إيه، وليه، ويتناسب مع مهامنا ولا لأ».

■ قيل إن سبب شراء مصر لـ«الرافال» هو ضرب «سد النهضة».. ما تعقيبك؟

- القيادة السياسية ترى أن العمل التفاوضى هو الأساس فى هذا الأمر، والتعاون الاقتصادى مع دول أفريقيا ومنها إثيوبيا، التى نتعاون معها كـ«دولة صديقة»؛ فيجب أن تكون لدينا ثقة أن التفاوض، والتعاون سيجعلنا نصل لحلول.

■ ما الذى يطمئن المواطن المصرى البسيط فى هذا الصدد؟

- خبرة مصر الطويلة فى المفاوضات، خصوصاً بعد مفاوضات «كامب ديفيد»، التى جعلتنا نسترجع سيناء، وطابا؛ فالمفاوض المصرى لديه قدرة عالية جداً للوصول إلى حقه، فنحن كنا نتفاوض فى «طابا» على استرداد متر وعدد من السنتيمترات، بعد أن أثبتنا حقنا فيها.

■ لكن الملف يتم تناوله منذ فترة طويلة؟

- تلك هى طبيعة المفاوضات للأزمات الدولية، تستغرق وقتاً.

■ هل نسير فى الطريق الصحيح بشأن سد النهضة؟

- بالتأكيد، فيجب أن نطمئن لذلك، وأن ندفع خلف القيادة السياسية للتعاون مع الجانب الإثيوبى، والتفاوض معهم، فأنت حينما تدفع الأمور خارج هذا السياق فأنك تُصعب الأمور على المفاوض المصرى لوجود أصوات تشكك فى التعاون، ما يحدث أزمة دولية وهناك مسئولون من مختلف التخصصات يعملون على حل أزمة سد النهضة، والظهير الشعبى لا بد أن يعاون مسئولى التفاوض على حل الأزمة. مع العلم أن الأصوات والتفسيرات الخاطئة التى تدفعنا للخلف ستأتى من الخارج، ولا يجب أن تكون من الداخل؛ فإذا شعر الطرف الآخر بأننا حريصون على التعاون سيكون التفاوض بشكل أسرع، لنتعاون جميعاً بما فيه صالح شعوبنا.

■ معظم الشعب فرح بإعلان صفقة «الميسترال» إلى أن قال البعض إنها حاملة هليكوبتر فقط، وليس طائرات مقاتلة.. فما ردك؟

- «الميسترال» ليست حاملة طائرات هليكوبتر فقط، ولكنها سفينة اقتحام برمائية، وحاملة مروحيات فهى تستطيع أن تحمل من 400 إلى 950 فرداً حسب التسليح الموجود لديهم، كما تستطيع حمل عدد من مركبات القتال، وحمل حتى 35 طائرة هليكوبتر طبقاً لحجم الطائرة، وبها مستشفى ومكان لزوارق ولانشات، فهى قوة برية، وجزء من القوة البحرية، والجوية.

■ وهل يمكن أن نشترى حاملات طائرات لا مروحيات فقط؟

- العبرة بالدراسة الفنية المتخصصة، ومدى حاجتنا لها فى المهمة المفترض أن نقوم بها؛ فمصر «مبتجبش سلاح مالوش لازمة عندها».

■ ما رأيك فى التحالفات العسكرية التى تشارك فيها مصر حالياً؟

- حينما نجد تحالفاً عسكرياً له هدف صحيح يجب أن ندفعه لأداء مهمته، وألا نعمل على تكسيره، فالهدف هنا هو أن يحارب الإرهاب بيد أبناء المنطقة، وليس بتحالف أجنبى يأتى للمنطقة لتنفيذ أجندة له، أو أن يظل الوضع على ما هو عليه لتتزايد شريحة الإرهاب. يجب أن تتحرك المنطقة لتحقيق هدف استراتيجى بمواجهة الإرهاب لكى لا يأكل المشروعات التنموية لدينا، وخصوصاً أن الجماعات الإرهابية تدين بالولاء لبعضها، وهناك تنسيق بينها وانتقال للأموال، والمقاتلين.

■ يتردد أن النفط فى سوريا والعراق مورد دخل رئيسى لـ«داعش».. كيف يبيعه ولمن؟

- لو فكرنا بشكل عملى، فإن التنظيم الإرهابى ليس لديه معامل تكرير للبترول لكنه يستخرجه بأى وسيلة كانت ليتم تسويقه وبيعه لبعض الدول عبر «وسطاء غير قانونيين»، وتلك الدول من الاحتراف بمكان لكى لا تظهر فى الصورة، كما أنه يُباع إليها بـ«أسعار متدنية جداً»، ومن ثم فإن «داعش» والوسطاء وتلك الدول تكسب ومن هنا يأتى الدخل اليومى للتنظيم الإرهابى لشراء سلاح وتجنيد مقاتلين، وشراء ولاءات.

■ توجد فى المنطقة عدة دول قوية مثل إسرائيل وإيران وتركيا.. هل لو دخلت مصر مواجهة جوية مع إحداها يمكن أن تنتصر؟

- الحرب لا تقوم بشكل مفاجئ؛ وإنما تقوم لتحقيق مصالح فشلت الدبلوماسية فى تحقيقها، فليس من صالح إيران أن تأتى لتحاربنا، وهى لا تقوم بحرب بشكل مباشر، لكنها تُحارب بـ«الوكالة» مثل حزب الله، والحوثيين، وتركيا تهمها المنطقة المجاورة لها، كما أنه ليس من مصلحة إسرائيل أن تفكر فى الحرب حالياً، خاصة مع حالة الفشل الموجود لدى بعض الدول العربية، وتأثيرها على الدول المجاورة لها، وانتشار الإرهابيين، فالحرب بشكل مباشر انتهت لأنها حين تهاجمك؛ ستجد إدانة من الأمم المتحدة، والمجتمع الدولى، كما أن الدولة ستنسى خلافاتها، وتكون كلها موحدة.

■ وكيف تكون الحرب إذن، وما مقدماتها؟

- الحرب التى نواجهها تستهدف هدم الدولة من الداخل عبر القطاع المدنى، وليس القوات المسلحة، بإفشال القطاع المدنى بشكل بطىء، ليتم إنهاكه بشكل كامل، فعندما يغرق هذا القطاع سيأخذ القوات المسلحة فى يده، ونموذج الاتحاد السوفيتى فى هذا الأمر واضح جداً.

■ كيف ذلك؟

- الاتحاد السوفيتى كان يصنع السلاح، ولديه الردع النووى، والرد النووى لو أراد، وأقمار صناعية عسكرية، وقوات مسلحة قوية جداً، لكن حينما حدث انهيار للقطاع المدنى انهار الاتحاد السوفيتى، واختفى من الوجود، وهو ما حدث مع دول عظمى.

 

 


مواضيع متعلقة