هل تحقق الشركات الكبرى حلم «الإنترنت المجاني للجميع»؟
تحدّث مارك زوكربرج وفريقه في مؤتمر «فيسبوك للمطورين» الأخير، عن مشروعات ستوفر اتصالًا مجانيًا بالإنترنت قريبًا، وعرض صورًا للطائرة من دون طيار «أكويلا».
وكان الظهور الأول لهذه الطائرة في أغسطس الماضي، عندما أعلن زكربرج على صفحته في «فيسبوك» عن التجارب الأولى لإطلاق هذه الطائرة التي من المفترض أن توفر خدمة الإنترنت مجانًا في المناطق التي تحلِّق فوقها.
و«أكويلا» تعمل بالطاقة الشمسية وتستطيع التحليق لمدة 90 يومًا من دون الحاجة إلى الهبوط، لتنشر الإنترنت المجاني.
وتندرج الطائرة ضمن مشروع «إنترنت دوت أورج» الذي يمثل فاتحة عصر معلوماتي جديد يوفر الدخول إلى الإنترنت من دون مقابل وبسرعات عالية.
والطائرة نتاج تعاون بدأ العام 2014 بين «فيسبوك» وشركة «تايتان إيروسكوب» المتخصصة في صناعة الطائرات من دون طيار التي تعمل بالطاقة الشمسية، في صفقة اقتربت قيمتها من 60 مليون دولار.
وستوفر الإنترنت مجانًا في المناطق التي تحلِّق فوقها، بسرعة تدفق معلومات تصل إلى 10 جيجابايت في الثانية الواحدة، في دائرة يصل قطرها إلى 10 أميال.
وانطلق مشروع «إنترنت دوت أورج» العام 2013 بالتعاون مع 6 شركات عالمية لتوصيل الإنترنت المجاني لكل سكان الكرة الأرضية، وخصوصًا إلى الدول التي لا تستطيع أن توفره لمواطنيها.
وأطلقت «فيسبوك» في العام 2014، تطبيقًا جديدًا في إطار المشروع، يتيح للمستخدمين الوصول إلى العديد من الخدمات مثل «فيسبوك»، وتطبيق التراسل الفوري «فيسبوك ماسنجر»، وتطبيق أحوال الطقس «أكيو ويذر»، وتطبيق البحث «غوغل سيرش» وتطبيق «الموسوعة الحرة» (ويكيبيديا). واليوم تضاعفت أعداد المواقع والخدمات المشاركة في المبادرة.
ومشروع زوكربرج ليس المحاولة الوحيدة لنشر إنترنت مجاني وسريع لأهل الأرض، لكن هناك مشاريع عدة منها مشاريع تحت التطوير.
المشروع الأول يدعى «لانتيرن»، ويسعى إلى تطوير شبكة جديدة تشبه شبكة الإنترنت، لكنها تختلف في كونها تأتي من الفضاء أو ما يعرف بـ«أوترنت».
ويعتمد «أوترنت» على خدمات الأقمار الصناعية، فمن خلال جهاز إستقبال صغير يمكن للمستخدم الدخول إلى الإنترنت وتصفح محتوياته في أي مكان على سطح الأرض، والهدف الرئيس لـ«لانتيرن» هو توفير الإنترنت في مناطق الصراعات والكوارث والمناطق المنكوبة التي يصعب دخولها أو الاتصال بالمتضررين فيها.
وستعتمد التقنية في بدايتها على الأقمار الصناعية الموجودة، على أن تطلق قمرًا صناعيًا خاصًا بها بعد الحصول على التمويل اللازم.
والمشروع الثاني جاء من العملاق «جوجل» تحت إسم «جوجل لون». وتسعى الشركة إلى تطوير بالونات أو مناطيد تعمل كنقاط اتصال لتوفير خدمات الإنترنت المجاني من خلال وصول المناطيد إلى طبقات الجو العليا لتغطية مساحات واسعة من الكوكب وتوصيل خدمات الإنترنت لدول العالم، وهو ما يستلزم توفير أسطول ضخم من المناطيد حول العالم. ويمكن للمنطاد الذي يعمل بالطاقة الشمسية البقاء محلقاً لمدة 100 يوم. ويرتقب أن تبلغ سرعة الإنترنت في «جوجل لون» 22 ميجابايت في الثانية للهوائيات العادية، و5 ميجابايت في الثانية للهواتف المحمولة.
وتسعى الشركة إلى إطلاق 400 منطاد، على أن تطلق المئة الأولى خلال العام الحالي. وبدأت الشركة في التطبيق الفعلي للمشروع في البرازيل ونيوزلند ومناطق أخرى، وأعلنت عزمها التوسع لتغطية الكوكب بأكمله.
وفي حال نجاح هذه المبادرات، ستصبح رسوم الإنترنت من التاريخ، ولن يضطر المستخدم ان يخرج من الشبكة أبدًا، ويصبح الدخول إلى الإنترنت والحصول على المعلومات أسرع 10 مرات مع تنامي سرعة الانترنت يوميًا، مع إعطاء فرصة الحصول على المعرفة لشعوب فقيرة لا تستطيع الحصول على اتصال دائم بالانترنت.