لكل «حريقة» طريقة مكافحة.. المصرى الجدع «يطفى صح»
صلاح محمد
مشاهد الخراب والدمار التى خلفتها حوادث الحرائق الأخيرة، وحالة الذعر الممزوجة بالبكاء والحسرة التى تظهر على وجوه المتضررين بفارق زمنى ضيق، فلا تكاد تذهب آثار حريق «الرويعى» حتى لحق به حريق جديد بـ«الغورية»، ما أدى إلى استثارة «جينات الجدعنة» عند المصرى التى يستدعيها فجأة وقت الأزمات، فسارعت مجموعات مختلفة من المواطنين إلى جمع معلومات عن الحرائق وطرق مواجهتها وأنواع الطفايات الملائمة لكل حريق، وإعداد جداول لمساعدة المتضررين ونشرها فى أماكن الأحداث وعلى مواقع التواصل الاجتماعى.
«صلاح» وأصدقاؤه ينشرون جداول بأنواع الحرائق والطفايات
صلاح محمد، أحد هؤلاء الذين شاركوا فى إعداد جداول مكافحة الحرائق، بعد أن شارك بنفسه فى محاولة إطفاء الحريق الذى نشب بمنزل أحد جيرانه بمنطقة العتبة: «لازم يبقى فيه وعى إجبارى للناس كلها، ويعرفوا إزاى يطفوا الحرائق بطريقة صح، لأن محاولة إطفائها بطريقة غلط بيؤدى لزيادة الحريق نفسه، ودى أبشع حاجة ممكن تحصل فى حالات اشتعال النيران»، يتحدث الشاب العشرينى الذى شارك فى إعداد الجداول التى حظيت فى أقل من ساعة بآلاف المشاركات: «حريق منزل جارى أثر فيّا، لأن أطفاله اتشوهوا بجروح صعبة من النار، ده غير المصائب اللى حلت على شارع الرويعى كله وأكثر من منطقة شهدت حرائق كتير الأيام اللى فاتت»، يرى أن جزءاً من تفاقم الأزمة هو التعامل الخاطئ معها من قبل بعض الأهالى، «عشان كده جمعت أكتر المعلومات اللى تفيد الناس عن أنواع الحرائق وطرق إطفائها، عايز أكبر عدد يستفيد، رغم أنه مش مجالى خالص، أنا بشتغل موظف فى شركة شحن، لكن عندى خبرة ومعلومات ودعمتها ببحث على شبكة الإنترنت».
«حرائق المجموعة أ، ج، د».. مجموعات رقمية، قسمها «صلاح» وأصدقاؤه لتوضيح نوع الحريق وكيفية مكافحته بوسيلة إطفاء مناسبة، خلال تعريف مبسط عن طريق صورة وجدول، لتوعية قدر كبير من المواطنين: «المجموعة الأولى مقسمة بالحرائق اللى بتولع من الأوراق والخشب والمنسوجات ودى مكافحتها بالمياه، والمجموعة الثانية عن حرائق التوصيلات الكهربائية ودى لازم يتم مكافحتها بطفايات ثانى أكسيد الكربون والهالون، والثالثة من التفاعلات الكيميائية اللى عادة بتحصل جوه البيوت»، يتمنى أن يضم كل منزل «طفاية حريق» من النوع الـ«دراى بودر» التى تستخدم للوقاية الأولية والسريعة.