بالصور| حديث وسط "الرماد".. أصحاب محال العتبة المحترقة: "النيران بفعل فاعل.. وملناش غيرك يا رب"

كتب: مها طايع

بالصور| حديث وسط "الرماد".. أصحاب محال العتبة المحترقة: "النيران بفعل فاعل.. وملناش غيرك يا رب"

بالصور| حديث وسط "الرماد".. أصحاب محال العتبة المحترقة: "النيران بفعل فاعل.. وملناش غيرك يا رب"

بوجه يملؤه العبوس، وبعينين زائغتين، تدوران ما بين البضاعة التي أصبحت رماد، وتلك التي فسد نصفها وتبقى نصفها يعاني إنهاكا جراء الحريق، وباتت هي الأخرى ضمن ركام الرماد، يجلس عادل الصعيدي 45 عامًا، يشاهد فتات بضاعته التي أصبحت مداسا للأقدام، إذ لم يتمكن سوى من النجاة بنفسه، تاركًا خلفه "شقا عمره" تأكله النيران، ليجد راحته الممزوجة بالحسرة في الاتكاء على خديه، وهو يتمتم "حسبي الله ونعم الوكيل.. مالناش غيرك يارب".

لم ينتظر تعويضًا، لكنه يعلق كل آماله على المولى، يحاول جمع شتات أفكاره في المرحلة المقبلة، للتفكير في كيفية تدبير أمور معيشته عقب احتراق محله بالكامل، الذي ظل مصدرًا لدخل ثابت لأسرته طوال 16 عامًا، ليقول: "دا أكل عيشي كله كان هنا.. هروح فين تاني.. وحلني عقبال الحكومة ما ترمم العمارة تاني".

وأعرب الصعيدي عن استغرابه واستنكاره لاستمرار اشتعال الحريق، ومؤكدا أنه "بفعل فاعل"

بينما وقف محمد جنيدي 50 عامًا، أمام بضاعته المهلهلة جراء الحريق، محاولة إنقاذ ما تبقى منها، قائلا: "على مدار 6 أعوام، لم يتعرض محلي لأي حريق، ويضيف: "هون علينا يا رب إحنا عندنا عيال عايزين نربيها".

وبين الاستنجاد بالله، والدعاء على ولاد "الحرام"، الذي اعتقد أنهم وراء الحريق، استقبل جنيدي كربه، حيث قضى أوقاته يجلس على الرصيف المجاور للعمارة، تاركا الأمر لرجال المطافئ يقومون بإطفاء الحريق، ليصعد في النهاية لإلقاء النظرة الأخيرة على محله الذي كان مصدر رزق له ولأسرته دام لـ6 أعوام.

فالبكاء على الأطلال، كان الوسادة التي أستند إليها، حين افترش إحدى الكراتين للنوم بجوار "الدكان" عقب احتراقه، فرفض حسام أحمد الصاوي 50 عامًا، ترك محل الملابس التابع له عقب احتراقه، فلم يطاوعه قلبه للابتعاد عن المنطقة المحيطة لـ "الدكان"، فعكف مع مجموعة من أصدقائه أمامها، ليقول: "عوضنا بالخير يا رب".

"20 عامًا".. ظل الصاوي يعمل في محل ملابسه، واستأجر 3 مخازن، لتخزين البضاعة فيها، إلا أن الضربة التي تلقاها اليوم كانت "قطمة وسط" وفقا لتعبير، حيث احترق المحل والمخازن بأكملهم، ولم يتبق سوى جدران سوداء اللون، قائلا: "إحنا هنستنى لما المطافئ تخلص شغلها.. ونروح ننضف وندهن المحلات ونجيب بضاعة من الأول ونشتغل.. وربنا يعينا".

في مشهد آخر، يقف عرفة مصطفى 27 عامًا، الذي حزم بضاعته المتبقية عقب احتراق محله، ضمن العمارات المحترقة بشارع الرويعي، ونقلها من خلال عربات نصف نقل إلى منزله، لحين تهويتها من المياه التي طالتها، ومن ثم محاولة التصرف فيها فيما بعد من خلال بيعها للمحال أو البيع بالقطعة للزبائن، حتى يتمكن من إطعام صغاره الخمسة، ليقول: "الترميم دا مش هياخد أقل من 6 شهور عشان ترجع المحلات دي تاني لينا".

 


مواضيع متعلقة