جدران الأسمنت فشلت في محاصرة القاهرة

جدران الأسمنت فشلت في محاصرة القاهرة
قبل جدار العباسية الذي تضعه الشرطة العسكرية الآن ، لجأت الحكومة خلال الأشهر الماضيةإلي بناء حواجز تحجم المساحات العامة والشوارع من أجل القضاء علي إمكانية التظاهر أمام الأماكن الحيوية، مثل المقر القديم للسفارة الإسرائيلية ومقر مجلس الوزراء وغيرها.
استجاب المواطنون لهذه الجدران بالرضوخ لمسارات مرورية إجبارية معقدة لتفادي الجدران. سرعان ما تغيرت ردود الأفعال لتبدأ موجات الاحتجاج ضد هذه الجدران بالرسم عليها وتزيينها بالشعارات الاحتجاجية والجرافيتي، أو هدمها كلية.
جدار سفارة إسرائيل :*
بدأت قصة هذ الجدار عندما تظاهر في يوم الجمعة 18 اغسطس، عشرات من الشباب أمام مقر السفارة الإسرائيلية وراحوا يهتفون "زنجة زنجة دار دار .. إسرائيل هتولع نار"، "لو مش قدهم سيبونا نهدهم" .. ويطالبون بالذهاب إلى سيناء للثأر بعد استشهاد بعض الجنود المصريين اليوم السابق على الحدود المصرية أثناء قصف إسرئيلى على غزة.
وبدأت في الثالث من سبتمبر إحدى شركات المقاولات المصرية فى بناء الجدار أمام السفارة الإسرائيلية فى مصر خوفًا من هجوم الثوار على السفارة، لكن المتظاهرين في 9 سبتمبر قاموا بكسر أجزاء من الجدار الخرساني، ليتسلق بعدها بعض المتظاهرين مبنى السفارة، ويُنزلون العلم الإسرائيلي، رافعين العلم المصري مكانه، ووصل عدد منهم إلى شقة قيل إن بها أرشيف السفارة الإسرائيلية، وألقوا بالكثير من الوثائق إلى المتظاهرين في الأسفل.
وتأمر نيابة أمن الدولة في 20 سبتمبر بتجديد حبس11 فردا من المتهمين بالاعتداء علي السفارة الإسرائيلية لمدة 15 يومًا علي ذمة التحقيقات، وفي 18 أكتوبر، قرر النائب العام الإفراج عن 11 طالبا من إجمالي 38 متهما في أحداث اقتحام السفارة الاسرائيلية والاعتداء علي مديرية أمن الجيزة.
جدار محمد محمود*
بدأ بناء هذا الجدار في 24 نوفمبر، عن طريق القوات المسلحة، عند مبنى مكتبة الجامعة الأمريكية فى منتصف الشارع للفصل بين المتظاهرين وقوات الأمن كي تنتهي الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين الذين أغضبهم فض اعتصام مصابي الثورة بالقوة.[Image_1]
يرفع المركز المصرى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والمبادرة المصرية للحقوق الشخصية في 15 يناير دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإدارى بمجلس الدولة للمطالبة بإعادة فتح الشوارع المغلقة بوسط القاهرة، متهمين رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ورئيس الوزراء ووزير الداخلية ومحافظ القاهرة ووزير التنمية المحلية بتعطيل حركة المرور والمشاة فى شارعى القصر العينى ومحمد محمود بحواجز خرسانية وأسلاك شائكة وعوائق مرورية.
وتقع اشتباكات في الثاني من فبراير بشارع محمد محمود، بين المتظاهرين القادمين من مسيرة النادي الأهلي احتجاجا على الأحداث التي شهدها ستاد بورسعيد اليوم السابق وقوات الأمن المركزى ، واستطاع المتظاهرين هدم جزء كبير من الحاجز.
جدار وزارة الداخلية *
لجأت قوات الجيش إلى بناء هذا الجدار في 5 فبراير للعزل بين قوات الأمن والمتظاهرين المتواجدين أمام وزارة الداخلية والذين يطالبون المجلس العسكرى بالرحيل بعد أحداث مجزرة بورسعيد.
وأقامت مجموعة من رسامى الجرافيتى في 15 مارس حفل افتتاح شارع "الشيخ ريحان" بمنطقة وسط البلد بعد الانتهاء من حملة "مفيش جدران"، التى تمت الدعوة لها عبر الفيس بوك، لهدم الجدران الخرسانية الموجودة بالشوارع المحيطة بوزارة الداخلية من خلال رسوم الجرافيتى.
جدار الشيخ ريحان:*
قامت قوات الجيش في 19 ديسمبر، والتي كانت متمركزة بشارع الشيخ ريحان بالهجوم على المتظاهرين وتجبرهم على الفرار والتراجع إلى ميدان التحرير, وتتمركز القوات عند أول شارع قصر العينى من ناحية ميدان التحرير فيبدأ المتظاهرون فى رشقهم بالحجارة، وترد القوات بالحجارة أيضا، ثم يتفاجأ الثوار بونش يتحرك من شارع الشيخ ريحان حاملا بلوكات أسمنتية كبيرة وبدأ فى بناء جدار عازل.
في مساء اليوم ذاته، قامت مجموعة من شباب الأولتراس باعتلاء الجدار العازل، وبدأوا فى ترديد هتافات ضد قوات الأمن المركزى الموجودة خلف الجدار الخرسانى، ورددوا هتافات معادية ضد الجيش والداخلية.
وتوافد العشرات من متظاهرى ميدان التحرير في 30 مارس إلى شارع الشيخ ريحان المؤدى لهدم الحائط الخرسانى، وذلك بعد انتهائهم من هدم الجدار الخرسانى بشارع قصر العينى، من ضمن فاعليات "لا للجدران" التى تهدف لهدم جميع الجدران.
جدار القصر العينى:*
بُنى هذا الجدار في ديسمبر من العام الماضي أمام المجمع العلمى أثناء أحداث مجلس الوزراء، وهو ما سبب أزمة مرورية خانقة بوسط القاهرة .
وحاولت في 30 مارس مجموعة لمدة نصف ساعة كاملة هدم الجدار ولكنها تفشل حتى فى إسقاط حجر واحد منه، فتبدأ تظهر جملة "مفيش فايدة"، بيد أنه ظهر اقتراح ببدء الهدم من أحد أطراف الجدار وبالفعل لم يستغرق الأمر سوى 5 دقائق لينجح الشباب فى إسقاط اول حجر ويتوالى تحطيم وإزالة كتل الجدار، لكن مع الخوف من وقوع اشتباكات مع قوات الأمن التى كانت تقف بتأهب شديد وراء الجدار، قرر الشباب الانسحاب موقنين من أن أهالى المنطقة سيستطيعون إقناع قوات الأمن بإزالة الحجارة المتبقية.
31 مارس تفتح قوات الأمن شارع القصر العينى للمرور لتعود إليه الحياة.