أزمة بسبب قرار الحكومة نقل المدابغ من «مجرى العيون» إلى «الروبيكى»

أزمة بسبب قرار الحكومة نقل المدابغ من «مجرى العيون» إلى «الروبيكى»
- أحذية بلاستيكية
- أصحاب المحلات
- أصحاب الورش
- احتياجات السوق
- التجارة والصناعة
- الملك فاروق
- المياه الملوثة
- الوحدات السكنية
- الورش الصغيرة
- تجارة المخدرات
- أحذية بلاستيكية
- أصحاب المحلات
- أصحاب الورش
- احتياجات السوق
- التجارة والصناعة
- الملك فاروق
- المياه الملوثة
- الوحدات السكنية
- الورش الصغيرة
- تجارة المخدرات
- أحذية بلاستيكية
- أصحاب المحلات
- أصحاب الورش
- احتياجات السوق
- التجارة والصناعة
- الملك فاروق
- المياه الملوثة
- الوحدات السكنية
- الورش الصغيرة
- تجارة المخدرات
- أحذية بلاستيكية
- أصحاب المحلات
- أصحاب الورش
- احتياجات السوق
- التجارة والصناعة
- الملك فاروق
- المياه الملوثة
- الوحدات السكنية
- الورش الصغيرة
- تجارة المخدرات
جاء إعلان وزارة التجارة والصناعة ومحافظة القاهرة أمس الأول على صفحات الجرائد بمثابة «كارثة» لأصحاب المدابغ والمحال والوحدات السكنية فى منطقة «سور مجرى العيون»، حيث أعلنت الوزارة عن أنها ستنفذ قرار مجلس الوزراء الصادر مطلع مارس الماضى، والقاضى بالبدء فى نقل وتوطين أصحاب المدابغ والمحلات والعقارات من المنطقة، وأنه سيتم تعويض أصحاب الوحدات والمحلات غير المتعلقة بمهنة الدباغة بوحدات سكنية وتجارية فى مدينة «بدر» لكل أسرة مقيمة فى «سور مجرى العيون» أو تعويضهم بمقابل مادى قدره 25 ألف جنيه من لا يرغب فى الانتقال إلى «بدر»، وتعويض أصحاب المحلات بواقع 2310 جنيهات للمتر. {left_qoute_1}
ووفق الوزارة، سيتم توفير 1000 وحدة سكنية للعاملين فى مدينة بدر، وسيتم سداد الأقساط بواسطة أصحاب المدابغ، وتبدأ الخطة الزمنية للتنفيذ من يوم 3 مايو وحتى 15 يونيو لمراجعة المستندات والوثائق، وتسليم الوحدات فى الروبيكى بدءاً من 15 يوليو وحتى 15 أغسطس المقبلين.
فى المقابل، أعلنت غرفة دباغة الجلود عن رفضها التام لإعلان وزارة الصناعة والتجارة، وعلقت الغرفة منشورات فى جميع شوارع منطقة المدابغ بسور مجرى العيون، وفق محمد حربى، رئيس الغرفة.
«الوطن» انتقلت إلى منطقة «سور مجرى العيون» لرصد ردود فعل أصحاب المدابغ والعاملين والسكان، حيث الشوارع تملؤها مياه جارية برائحة كريهة ناتجة عن غسيل جلود الحيوانات، وهناك عربجى يقود عربة كارو محملة بالجلود يجرها حصان لا تستطيع أن تميز لونه بسبب المياه الملوثة التى تصل إلى أسفل بطنه، ودكك متناثرة أمام الورش والمدابغ يجلس عليها عمال أنهكهم التعب، أجسادهم نحيلة وعيونهم غائرة يرتدون فى أقدامهم أحذية بلاستيكية تصل إلى الركبة تسمى «كزلك»، ويلفون أجسامهم بغطاء من البلاستيك الخفيف يشبه «المشمع» يصل إلى أعلى الصدر لحمايتهم من المياه المخلوطة بالملح والشعر الناتج عن تنظيف الجلود.
وفى المنطقة، مبان مختلفة منها ما هو قديم يزيد عمرها على الـ100 عام، ومنها ما هو أحدث لكنه مبنى بطريقة عشوائية، وخلف أسوار هذه المبانى هناك آلات المدابغ البدائية التى تتكون من مناشف لتجفيف الجلد و«براميل» على شكل دائرة مملوءة بمياه وملح يوضع فيها الجلد بعد سلخه من الحيوانات لتنظيف الشعر، وبعد ذلك يتم إخراجه من البراميل ووضعه على آلة أخرى تسمى «المقلوبة» لتنظيف الجلد نهائياً من الشعر، وتهيئته بشكل نهائى لإعطائه اللون حسب احتياجات السوق.
وأمام إحدى المدابغ يقف عزت سلامة، ومهنته «مدبغجى»، يستنشق هواء لا يختلف كثيراً عما يستنشقه طوال اليوم فى العمل، وقال «عزت» لـ«الوطن»: «المدابغ دى لو اتنقلت بيوتنا هتخرب، أنا يوميتى 70 جنيه وعندى 3 عيال وساكن هنا فى دار السلام بصرف 4 جنيه مواصلات وباكل بـ10 جنيه وأشترى علبة سجاير بـ12 جنيه وبدفع 400 جنيه إيجار كل شهر، والباقى مراتى بتاخده مصروف البيت، حد بقى يقولى لو ودونى الروبيكى دى هعيش إزاى، وهصرف إيه مواصلات وأولادى كمان هأكلهم منين، طيب هل الحكومة هتضمن صاحب المدبغة إنه يزود يوميتى لـ140 جنيه علشان أقدر أعيش؟». {left_qoute_2}
وأضاف «عزت»: «أنا رحت الروبيكى دى مرة واحدة بس فى حياتى، من حوالى سنتين، الدنيا هناك صحرا، لا فيه مستشفى ولا مدرسة للعيال ولا سوق خضار ولا أى حاجة خالص ولا شقة أسكن فيها أنا وأولادى جنب شغلى، يعنى أنا لو اتنقلت من هنا هشتغل تانى يوم شحات».
وكان يقف بجوارنا عجوز نحيل الجسد أبيض الشعر يرتدى ملابس مهندمة إلى حد ما، تشير إلى أنه انتهى من عمله قبل دقائق، وهو يقول: «كل العمال اللى فى الورش دى مفيش حد متأمن عليه، وأنا أهو عندى 65 سنة والمفروض إنى أطلع معاش وآخد مكافأة نهاية خدمة، بس ده طبعاً فى الأحلام، الحكومة سيبانا لأصحاب الورش والمدابغ من غير حتى ماتأمن علينا، ولا تعرف عننا حاجة، ودلوقتى عايزانا نتنقل للروبيكى، طيب هنروح إزاى وهنيجى إزاى؟».
ويتابع العجوز: «فى رمضان كنا بننزل نشتغل بعد الفطار لغاية الساعة 2 بالليل وكنا بناخد يومية ونص، دلوقتى لو رُحنا الروبيكى ولا هنشتغل فى رمضان ولا غير رمضان، ولو الدولة هتعوضنا، هتعوضنا إزاى وهى أساساً متعرفش عننا حاجة، هنروح فين وهنشتكى لمين غير ربنا، حياتنا هنا وعيشتنا كلها هنا واتولدنا وهنموت هنا ومش هنخرج، الصنايعية دول فاتحين بيوت وعندهم أسر، أنا كنت نفسى أعيش آخر أيامى فى راحة بس منين تيجى الراحة، لو قعدت فى البيت هموت من الجوع، ولا حد هيسأل عنى، علشان كدا بشتغل لغاية ما بقى عندى 65 سنة وهفضل أشتغل لغاية آخر يوم فى عمرى».
وبجلباب أبيض ملىء ببقع سوداء، وعمامة تشبه عمامة الرجال، وصوت حنجورى لا يخرج إلا من «معلمة» واثقة فى نفسها، تقف السيدة رضا الجارية، فى وسط شارع المدابغ تنادى على العمال وأصحاب المدابغ والسكان: «انتو عايزين تنقلوا من هنا يا رجالة، الحكومة عايزة تشردكم، وتوديكم الصحرا»، فيرد عليها كل الوافقين والعاملين فى الورش والشوارع: «مش هنمشى من هنا ولا هنتحرك هنروح فين؟»، وتدخل «رضا» إلى إحدى المقاهى التى تأوى العاملين لاقتناص كوب من الشاى وجرعة مياه باردة تغير طعم ريقها، وتسألهم: «انتو عايزين تنقلوا من هنا وتروحو الروبيكى يا رجالة؟»، فيرد عليها أحد الشباب قائلاً: «لو المدابغ اتنقلت من هنا مفيش طريق قدامنا غير تجارة المخدرات، وده طبعاً مستحيل وعمرنا ما هنعمل كدا، أو طريق تانى وهو الشحاتة ودى حاجة أصعب برضه».
وعلى بعد خطوات من المقهى، يقف منصور حسن، صاحب ورشة لصناعة جريد النخل الذى يتم استخدامه فى تعليق الجلود، وهو يقول: «النقلة للروبيكى هتخرب بيوت الناس ومفيش حد هيقدر ينقل من هنا، لازم يلاقوا حل تانى غير نقل المدابغ من هنا».
وأمام إحدى المدابغ القديمة التى انخفض منسوبها عن الشارع نحو متر ونصف المتر، يجلس عم سيد صلاح، صاحب المدبغة، فى هدوء، قائلاً: «أنا صنعتى مدبغجى أباً عن جد، وبشتغل فى المدبغة دى من وأنا عندى 7 سنين لغاية ما بقى عمرى النهارده 70 سنة، ومن أيام جدى، يعنى من أيام الملك فاروق، وهما بيقولوا إنهم هينقلوا المدابغ ومتنقلتش، بس مدبغتى لو اتنقلت من هنا مش هتنفع تتركب تانى، والحكومة عمرها ما هتعوضنى أبداً عنها زى ما أنا عايز، وكمان الصنايعية اللى بتشتغل معايا هيتشردوا، كل الآلات اللى أنا بشتغل بيها هنا قديمة جداً والبراميل الخشب دى لو اتفكت عمرها ما هتتركب تانى، المقلوبة دى فيها مسامير عمرها ماهتتحل، مش هينفع ننقل أبداً».
ويقول سعيد فهمى، صاحب مدبغة: «قرار نقل المدابغ يصب فى مصلحة عدد محدود جداً من العاملين فى المهنة ويظلم الورش الصغيرة، يعنى أنا مأجر المدبغة دى من أصحابها بقالى 30 سنة من غير عقد ولا أى حاجة، كلمة الرجالة عقد، بس أنا لو مشيت من هنا هاخد حقى إزاى، والدولة هتعوضنى إزاى، أنا لا عندى سجل تجارى ولا بطاقة ضريبية، ومستحيل أعملهم لأنى لا أملك مدبغة أنا مأجرها، وأصحابها ورثة وميعرفوش عنها حاجة.
أما محمد مؤمن «صنايعى» فيقول: «أحسن قرار ممكن يحصل هو نقل المدابغ من مكانها للمكان الجديد إن شاء الله حتى يكون فى آخر الدنيا، المدابغ هنا عشوائية ومليانة أمراض ومليانة مصايب، لا فى صحة بتسأل ولا بيئة بتسأل ولا تأمينات، كل يوم تلاقى صنايعى رجله اتقطعت وواحد تانى مات بسبب الكهربا، أى حد بيحصل له حاجة مفيش جهة فى الدولة بتسأل عنه ولا عن أسرته لو مات.
أصحاب «دباغة الجلود» ينتظرون تنفيذ قرارات الحكومة
أحد العاملين يقوم بصيانة المعدة داخل إحدى الورش
محرر «الوطن» مع بعض العاملين بالمدابغ
- أحذية بلاستيكية
- أصحاب المحلات
- أصحاب الورش
- احتياجات السوق
- التجارة والصناعة
- الملك فاروق
- المياه الملوثة
- الوحدات السكنية
- الورش الصغيرة
- تجارة المخدرات
- أحذية بلاستيكية
- أصحاب المحلات
- أصحاب الورش
- احتياجات السوق
- التجارة والصناعة
- الملك فاروق
- المياه الملوثة
- الوحدات السكنية
- الورش الصغيرة
- تجارة المخدرات
- أحذية بلاستيكية
- أصحاب المحلات
- أصحاب الورش
- احتياجات السوق
- التجارة والصناعة
- الملك فاروق
- المياه الملوثة
- الوحدات السكنية
- الورش الصغيرة
- تجارة المخدرات
- أحذية بلاستيكية
- أصحاب المحلات
- أصحاب الورش
- احتياجات السوق
- التجارة والصناعة
- الملك فاروق
- المياه الملوثة
- الوحدات السكنية
- الورش الصغيرة
- تجارة المخدرات