ملفات «السيسى» لدى صفاء حجازى! (1)

كاتب صحفي

الدهشة هى رد الفعل الطبيعى عند الكثيرين، وربما عند الأغلبية الكاسحة من شعبنا إن تحدثنا إليهم عن أى من مفردات الملفات الأساسية التى تشكل مضمون المشاكل أو الأعباء التى تعهد الرئيس السيسى بحلها وقطع خطوات مهمة فيها بعد إهمالها لسنوات طويلة، وهى فى تقديرنا العدل الاجتماعى ومحاربة الفساد وإعادة بناء منظومة اقتصادية قوية تبنى أساساً على التصنيع!

والملفات الثلاثة هى المدخل الرئيسى لكل من يريد انتقاد الرئيس وحكومته ووزرائه، رغم أن العكس هو الصحيح، حيث جرت فيها إنجازات ضخمة وكبيرة جداً خلاف تعامل الأنظمة السابقة معها فى الأربعين عاماً الماضية، ففى حين ينتقد الكثيرون باستمرار ملف العدالة الاجتماعية، ويصفونها بأنها غائبة يندهش الكثيرون كما قلنا عندما تواجههم بالأرقام بحجم التطور الذى تم فيها.. فمثلاً وبخلاف استهلال الرئيس السيسى عهده بإصدار قانون الحدين الأقصى والأدنى للأجور، بل وبخلاف إعادة الاعتبار لمنظومة التموين التى صفيت تقريباً فى عهد مبارك، وأمنت الآن ملايين المصريين من عواصف الأسعار وخصوصاً فى السلع الأساسية، بل وبخلاف ضبط منظومة الخبز والتى أصبحت محل حسد للطبقات والفئات المستبعدة من الحصول على التموين بل وأيضاً بخلاف مشروع الطرق الجديدة، الذى أمن للقرى الفقيرة على جانبيه مروراً آمناً ومتقدماً لأبنائهم بعد تكرار سقوطهم صرعى فى حوادث الطرق إلا إننا نتوقف عند ملامح أساسية هى مشروع «كرامة وتكافل»، الذى بلغ عدد المستفيدين منه الآن نصف مليون مواطن وفر لهم المشروع حداً أدنى من الحياة، وتم ضمهم قبل أيام إلى منظومة العلاج المجانى وتسلمت الآلاف بطاقات إلكترونية لتعاملاتهم ونجد بجانبه رفع معاش الضمان الاجتماعى، الذى كما يقول أمين عام نقابة المعاشات تم رفعه طبقاً لاتفاق محدد وهو 80% من قيمة الحد الأدنى للأجور ليصل إلى 925 جنيهاً بتكلفة إجمالية تصل إلى مليار جنيه عن العام السابق له مباشرة الذى زاد فيه أصلاً ونجد إلى جواره دعم الدولة لألبان الأطفال المختفى دائماً من الأسواق والمتسبب فى أزمات خطيرة للأسرة المصرية لسنوات طويلة حيث تم دعمه وتوفيره لمليونى طفل مستحق، وتم أيضاً زيادة منافذ صرفه من ستمائة إلى ألف مركز على مستوى الجمهورية!

ما علاقة السيدة صفاء حجازى إذن بهذه الحقائق السابقة؟ نقول: إن الشارع المصرى فى أغلبه لا يعرف شيئاً عن هذه الحقائق والرئيس السيسى تعرض لظلم بين أن تكون أدواته الوطنية فى مخاطبة الجماهير خارج الخدمة وليس أسوأ من نظام سياسى مستهدف يقدم خدمات وإنجازات ملموسة ولا تصل إلى الناس واليوم وقد ترأست السيدة الجليلة صفاء حجازى منظومة هذه الأدوات والوسائل بما لديها من إمكانيات كبيرة من عشرات المحطات الإذاعية والتليفزيون فى ماسبيرو العظيم، لتبدأ خطتها فى أن يعرف المصريون، وهذا حقهم وقائع ما يجرى، فلم يكن ماسبيرو باستثناءات بسيطة سوى عبء على الدولة، وليس داعماً لها فى معارك الأمس، وها هو الملف الأول بين يدى السيدة رئيسة اتحاد الاذاعة والتليفزيون، والحديث متصل..