«الوطن» ترصد «عودة الحياة» إلى محيط «الداخلية القديم» بعد 5 سنوات من الحصار.. وسط البلد تودع «الحواجز والمتاريس»

«الوطن» ترصد «عودة الحياة» إلى محيط «الداخلية القديم» بعد 5 سنوات من الحصار.. وسط البلد تودع «الحواجز والمتاريس»
- أحداث محمد محمود الثانية
- أحمد مصطفى
- أعمال البلطجة
- أهالى وسط البلد
- الأسبوع الماضى
- الحواجز الحديدية
- السيدة زينب
- الغاز المسيل للدموع
- آثار
- آمن
- أحداث محمد محمود الثانية
- أحمد مصطفى
- أعمال البلطجة
- أهالى وسط البلد
- الأسبوع الماضى
- الحواجز الحديدية
- السيدة زينب
- الغاز المسيل للدموع
- آثار
- آمن
- أحداث محمد محمود الثانية
- أحمد مصطفى
- أعمال البلطجة
- أهالى وسط البلد
- الأسبوع الماضى
- الحواجز الحديدية
- السيدة زينب
- الغاز المسيل للدموع
- آثار
- آمن
- أحداث محمد محمود الثانية
- أحمد مصطفى
- أعمال البلطجة
- أهالى وسط البلد
- الأسبوع الماضى
- الحواجز الحديدية
- السيدة زينب
- الغاز المسيل للدموع
- آثار
- آمن
رغم مرور أكثر من 5 سنوات على ثورة 25 يناير، وما تلاها من أحداث فى منطقة وسط البلد بقلب القاهرة، لا تزال المنطقة تحتفظ بآثار ما شهدته من معارك وأحداث كبرى، وكان المشهد الأمنى حاضراً بقوة فيها، من خلال فرض سيطرته على أماكن تجمع المتظاهرين، وحماية المنشآت الحيوية هناك من أعمال البلطجة والانفلات. {left_qoute_1}
وحتى صبيحة، أمس الأول، استيقظ أهالى وسط البلد على جلبة أحدثتها أوناش ضخمة وعربات نقل كبيرة، كانت فى مهمة لإزالة الأحجار الأسمنتية التى كانت تطوق المنطقة، تمهيداً لنقل مقر وزارة الداخلية إلى مكان آخر، لتعود الحياة تدب من جديد فى جسد وسط المدينة، بعدما ظل قابعاً فى قلب القاهرة ما يربو على 159 عاماً.
فى 25 فبراير 1857 أنشئ مبنى وزارة الداخلية فى ميدان لاظوغلى بوسط البلد، بأمر من والى مصر حينها محمد سعيد باشا، والأسبوع الماضى فقط افتتح رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى المقر الجديد للوزارة فى القاهرة الجديدة، ومعها بدأ العمل على فتح الممرات والشوارع المحيطة، التى أغلقت بجدران خرسانية طيلة 5 سنوات. «الوطن» رصدت تبدل الأحوال فى وسط المدينة بعد إزالة تلك الحواجز.
فى شارع منصور، المؤدى إلى مبنى وزارة الداخلية، وقف أحمد مصطفى يتابع عمليات إزالة الجدران الخرسانية، والسعادة تغمر وجهه، وعلى مقربة منه البناية الأنيقة التى يسكن فيها عليها لافتة تغطيها الأتربة، كُتب عليها «تنفيذ إخوان عيروطى للمقاولات»،
ولد «مصطفى» وأمضى سنوات عمره فى تلك العمارة، ويقول إن عمرها يزيد على 60 عاماً، ومنذ فتح عينيه على الدنيا وهو يرى مبنى وزارة الداخلية فى موضعه قرب سكنه، لم يكن يعى فى بداية حياته أهمية المبنى أو يعيره اهتماماً، يتذكر حينما كان ينتهى خط الترام عند تقاطع شارعى «منصور» و«محمد محمود»، والفيلات القديمة والشوارع العتيقة كلها وبريقها كان يخطف الأنظار ومحل اهتمام بشكل أكبر من الوزارة، ورغم ذلك يبدو الرجل على قناعة بأن الوزارة كانت تمثل للسكان المجاورين لها مكاناً آمناً: «تخيل نفسك عايش جوار المكان المسئول عن تأمين البلد كلها». {left_qoute_2}
ظلت تلك القناعة لدى «مصطفى» حتى وصلت إحدى قنابل الغاز المسيل للدموع إلى شرفة شقته، كان الأمر صعباً، وكاد جميع من فيها يتعرض للاختناق، فيما تدور معارك أمام المنزل، بعدها بفترة سمع الرجل دوى أصوات الرصاص والقنابل المسيلة، حتى انتهت تلك الأحداث نسبياً بوضع كتل خرسانية فى المنطقة، وأمام العمارة العتيقة خصوصاً لتبدأ معاناة جديدة. بشعره الفضى وجسده النحيل لا يجد «مصطفى» الأزمة فى نقل الوزارة من المنطقة، لكن ما يعنيه هو تلك الجدران التى انتهى أمرها اليوم، لتعود الحياة إلى طبيعتها، فكان الرجل وسكان العمارة يمقتونها، لأنها تمنعهم من الوصول بسهولة لباقى شوارع وسط البلد، ولا يجدون مفراً من المرور بطريقة يحفظ خريطتها عن ظهر قلب بين الشوارع ليستطيع الخروج من المنطقة التى باتت مغلقة أو بالأحرى محاصرة.
بمجرد انتهاء إزالة الكتل الخرسانية، بدأت عمليات التنظيف على قدم وساق فى المنطقة، تزيل ما تبقى من حجارة، وما خلفته تلك الجدران من أتربة وحصى، بينما تنتقل الأوناش إلى شارع آخر لتنهى عملها فى سرعة كبيرة فى شارع منصور، وظهر عدد لا بأس به من الأطفال يلعبون الكرة فى سعادة غامرة، وعلى مقربة منهم يجلس والدهم شرف الدين محمد يتابعهم عن كثب، للمرة الأولى منذ الحصار الذى فرض على شارعهم يقرر الرجل السماح لأطفاله باللعب فى شارعهم العتيق.
بجسده النحيل وبشرته السمراء، عمد بظهره المعطوب إلى أحد جدران الشارع، ويقول: «الواحد مش عايز من الدنيا غير راحة البال»، فلم يكن الرجل يشعر بالأمان فى المكان مما جعله يرفض نزول أولاده للعب فى الشارع، ولكن بعد إزالة الجدران فتح لهم الأبواب فخرجوا مسرعين بألعابهم والكرة فى مساحة لم تكن متاحة منذ 5 سنوات.
على باب أحد المحال التجارية القابعة قرب مقر الوزارة بميدان لاظوغلى، يقف شاب عشرينى يدعى سالم يوسف، يقول إن إزاحة تلك المتاريس يوم عيد لأهل شارع مجلس الأمة، الذى أصبح بعد وضع تلك المتاريس والجدران المتنفس الوحيد والرئة التى تربط منطقة وسط البلد بالسيدة زينب، مما تسبب فى زحام شديد يومياً، وضيق فى المنطقة، ولكن بعد فتح المتاريس وإزالة الحجارة الخرسانية من حول الوزارة، يعود الشارعان الآخران «نوبار ومنصور» للعمل من جديد، ويعود الهدوء للمنطقة التى لم تشعر بها طيلة السنوات الخمس الماضية. يوم الجمعة سيعود لطبيعته ثانية، ففى هذا اليوم تحديداً كانت القبضة الأمنية تشتد لتأمين محيط وزارة الداخلية، والمنطقة عموماً؛ خوفاً من اندلاع أى مظاهرات أو تجمعات، وحتى الحواجز الحديدية التى كانت لها بوابات تفتح لأهل المنطقة كانت تغلق فى كل جمعة.
فى وسط شارع محمد محمود، يعمل أشرف جمال داخل مقهى صغير منزوٍ، وما بين الحين والآخر يقف الرجل ليتابع عمليات نقل الحجارة العملاقة من شوارع منصور، ويوسف الجندى، ونوبار، وفهمى، والشيخ ريحان، ويقارن بحسرة وضع المقهى الذى كان تضج بالزبائن قبل أحداث 25 يناير، التى كانت المنطقة مقرا لها، وحالها الآن، حيث تكاد تفرغ المقاهى كلها، إلا بعدد يعد على أصابع اليد الواحدة: «المنطقة حط عليها الشؤم.. إنت كنت زمان متلاقيش مكان على القهوة».
يشير «جمال» بأصابعه نحو المحال المغلقة حوله بعد «وقف الحال» الذى طال المنطقة منذ وضع تلك المتاريس فيها، فلم يعد أحد «يبيع ولا يشترى»، والكل أصبح يتخوف من تلك المنطقة، فزبائن قهوته كانوا يتنوعون ما بين أهل المنطقة الذين غادروها وأصحاب المحال وقد أغلقوها، والمقبلين لقضاء حوائجهم، ولم يعودوا يأتون إلى هنا بسبب المتاريس، فالمنطقة أصبحت تحتاج لخريطة للولوج بداخلها. على ناصية شارع يوسف الجندى، تقع فرشة الحاج خلف نصير للفاكهة والخضراوات، يعمل هنا منذ 15 عاماً، لم يجد أصعب من تلك الظروف التى مرت عليه مؤخراً، فمن تلك الفرشة التى يضع عليها بضاعته استخدمت كمتاريس من قبل المتظاهرين لمواجهة الشرطة: «اتكسرت بدل المرة عشرين»، ولكن الرجل بعد رفح الحواجز الخرسانية تجدد له الأمل من جديد ليعود الرزق والبيع، ليعوضه عن الخسائر التى تكبدها ولم يحصل على تعويضات عنها من الدولة.
لم يكن «نصير» وحده الذى يبحث عن تعويض عما تكبده من خسائر جراء الأحداث التى جرت وقائعها بالقرب من جلسته، لكن أيضاً تسبب الأوضاع المشتعلة فى المنطقة المحيطة بوزارة الداخلية فى مقرها القديم، حيث تكبد أيضاً حسن السنوسى، صاحب كشك السجائر الملاصق لفرشة «خلف»، ما يزيد على 25 ألف جنيه، بعدما تدمر الكشك وسُرقت محتوياته مرتين متتاليتين، الأولى فى 25 نوفمبر 2011 والثانية فى أحداث محمد محمود الثانية.
ويقول «السنوسى» إن المنطقة كلها تعرضت للسرقة والخراب، حتى نصب تلك الخرسانة والجدران لحماية الوزارة، وبالفعل وفرت الحماية لكنها خنقت المنطقة، وأصبحنا نعيش داخل كهف مغلق «لا فيه بيع ولا شرا».
أحد الأوناش يقوم برفع الحواجز الأسمنتية من وسط البلد
- أحداث محمد محمود الثانية
- أحمد مصطفى
- أعمال البلطجة
- أهالى وسط البلد
- الأسبوع الماضى
- الحواجز الحديدية
- السيدة زينب
- الغاز المسيل للدموع
- آثار
- آمن
- أحداث محمد محمود الثانية
- أحمد مصطفى
- أعمال البلطجة
- أهالى وسط البلد
- الأسبوع الماضى
- الحواجز الحديدية
- السيدة زينب
- الغاز المسيل للدموع
- آثار
- آمن
- أحداث محمد محمود الثانية
- أحمد مصطفى
- أعمال البلطجة
- أهالى وسط البلد
- الأسبوع الماضى
- الحواجز الحديدية
- السيدة زينب
- الغاز المسيل للدموع
- آثار
- آمن
- أحداث محمد محمود الثانية
- أحمد مصطفى
- أعمال البلطجة
- أهالى وسط البلد
- الأسبوع الماضى
- الحواجز الحديدية
- السيدة زينب
- الغاز المسيل للدموع
- آثار
- آمن