«اللحمة» بـ90 جنيهاً.. «فى انتظار الفرج»

07:00 م | الثلاثاء 26 أبريل 2016

شهدت أسعار اللحوم ارتفاعاً كبيراً خلال الأيام الماضية، حيث وصل سعر كيلو اللحمة البلدى إلى حوالى 90 جنيهاً فى بعض المناطق مقابل 80 جنيهاً قبل شهر تقريباً، بحجة ارتفاع أسعار الدولار، وأدى هذا الارتفاع إلى عدم رغبة المواطنين فى شراء اللحوم البلدية واللجوء لشراء اللحوم المستوردة لرخص ثمنها نوعاً ما.

{long_qoute_1}

وقالت هالة الشبراوى، ربة منزل: «ارتفاع أسعار اللحمة البلدى خلانا مش عارفين نشتريها، وبقينا بنشترى من اللحمة المستوردة الموجودة فى الجمعيات أرخص شوية، بس برضه سعرها غالى».

وقال سيد محمد، صاحب محل جزارة فى المعادى: «اللحمة كل يوم بتغلى ومابقناش عارفين ليه، والمشكلة الأكبر مابقناش عارفين نقول للزباين إيه، التجار الكبار بتغلى علينا واحنا بنغلى اللحمة على الزبون هنعمل إيه يعنى بيوتنا هتخرب ومش هنقدر نشيل الزيادة دى كلها».

وأضاف سيد: «كيلو اللحمة بقى بـ90 جنيه وحال البلد واقف والناس مش لاقية تاكل هتجيب منين يعنى، الحكومة مش عارفة تسيطر على السوق سايبة التجار الكبار تكسب على حساب الناس الفقيرة ولا هاممها حاجة»، موضحاً أن المستوردين للعجول يحققون مكاسب مهولة، ويتابع سيد: «لو الدولة عايزة تسيطر على السوق تغلق كل محال الجزارة الموجودة فى البلد، الناس مش هتموت من الجوع ياكلوا أى حاجة تانية لغاية لما سعر اللحمة ينزل».

ويواصل: «سعر اللحمة خلال الأسبوع اللى فات زاد علينا 3 جنيه ومرضيناش نغليها على الزبون قلنا نستحملها احنا، سعر كيلو اللحمة الكندوز كان بـ80 جنيه دلوقتى وصل لـ85 وهيعدى الـ90 جنيه، البتلو كان بـ70 النهارده وصل لـ80 جنيه، وداخل علينا رمضان والناس تعبانة ومش عارفة تعمل إيه»، يتابع: «العلف مغليش ولا أى حاجة غليت ليه بقى التجار الكبار بترفع السعر، أنا بيشتغل معايا فى المحل 6 أفراد، يعنى المحل ده فاتح بيوت 7 أسر وبيصرف عليهم، أقفل وأقعد فى البيت أحسن، لازم الدولة تسيطر أكتر من كده، بلاش تسيب السوق لجشع التجار وللمفترين يسيطروا عليه».

وقال محمد وهبة، رئيس شعبة القصابين بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن 80% من أعلاف الحيوانات يتم استيرادها من الخارج، وإن فول الصويا والذرة الصفراء من أهم مدخلات الإنتاج ويتم استيرادها، موضحاً أن الاقتصاد حلقة مربوطة ببعضها.

وأضاف: «أسعار اللحوم ارتفعت لأننا نستورد مدخلات الإنتاج، الناس فاكرة إن العجول البلدية ما دامت تربى وتذبح فى مصر إذن فأسعارها لا بد أن تقل، وهذا خطأ فادح لأننا نستورد 80% من الأعلاف ومكسبات الطعم والأدوية، موضحاً أنه فى بداية 2015 كانت اللحمة السودانى التى تباع من قبل الدولة بسعر 40 جنيهاً ارتفعت حتى وصل السعر حالياً إلى 55 جنيهاً دون أن توضح الدولة أسباب ارتفاع أسعار اللحوم، والجزارون ليسوا هم من يرفعون أسعار اللحوم وإنما مدخلات الإنتاج المستوردة مثل العلف والأدوية، إضافة إلى العمالة، وسعر متر المياه وصل إلى 4.20 قرش مقابل 1.25 جنيه قبل ذلك.

وأوضح «وهبة» أن هناك جزارين أغلقوا محالهم بسبب الارتفاع فى أسعار اللحوم، وأن الدولة تركت الثروة الحيوانية حتى تدهورت لكى تستورد من الخارج، ولا يوجد لديها رؤية للنهوض بها، موضحاً أن الدولة إن لم تنتبه لتنمية الثروة الحيوانية خلال الـ5 سنوات المقبلة فسوف تنقرض الثروة الحيوانية مثلما انقرضت الدواجن البلدى حالياً وأصبحت تسيطر عليها الدواجن البيضاء.

وقال إن الفترة الماضية شهدت تدهوراً شديداً فى الثروة الحيوانية بسبب توجه الدولة ناحية الاستيراد وترك النهوض بالإنتاج المحلى، مشيراً إلى أن الدولة تركت الأراضى الزراعية بدون زراعة، وأنها لم تخصص مساحات لزراعة الأعلاف مما أدى إلى ارتفاع أسعار الأعلاف وانعكس ذلك على أسعار اللحوم.