الأقباط يحتفلون بـ«أحد السعف» وبدء «أسبوع الآلام»

كتب: مصطفى رحومة، والمحافظات - إسلام فهمى وعمرو رجب وحسن صالح وهبة صبيح وصالح رمضان وسهاد الخضرى ورفيق ناصف وأحمد فتحى

07:44 م | الأحد 24 أبريل 2016

احتفل الأقباط فى مصر والخارج، أمس، بعيد أحد السعف أو أحد الشعانين، وأقيمت قداسات الصلاة فى كافة إيبارشيات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وترأس الأساقفة والكهنة الصلوات، وسط إجراءات أمنية مشددة، خشية وقوع أعمال إرهابية.

ويُعد أحد السعف بداية أسبوع الآلام، وهو ذكرى دخول المسيح إلى القدس، حسب الاعتقاد المسيحى، حيث استقبله أهالى القدس بالسعف والزيتون المزين، لذلك يُستخدم السعف والزينة فى غالبية الكنائس للاحتفال.

وترأس البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قداس العيد فى دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون فى البحيرة، وسط حضور رهبان الدير، وحرص البابا خلال صلاة القداس على الإمساك فى يده بصليب مصنوع من السعف.

{long_qoute_1}

واستهل البابا كلمته بتهنئة الأقباط داخل مصر وخارجها بأحد السعف، وتحدث عن معجزة إقامة ألعازر، مشيراً إلى أنها آخر معجزة للمسيح قبل دخوله مدينة القدس، وأن أحد السعف يوم فريد، حيث يشهد ثلاثة طقوس هى دورة الشعانين التى ترمز لدخول المسيح إلى أورشليم، وقراءة الأربعة أناجيل وهى قصة دخول المسيح لأورشليم، وصلاة الجناز العام، وبعدها أسبوع آلام المسيح.

وقال «تواضروس» إن سعف النخيل يمثل النفس البسيطة والنقاوة، خصوصاً أن قلب النخلة ناصع البياض أما أغصان الزيتون فهى رمز يدل على الرحمة، فالبسطاء والأطفال والمحتاجون هم من استقبلوا المسيح أثناء دخوله القدس وليس الأغنياء.

وفى نهاية عظته، حثّ البابا الأقباط على النظر إلى حياتهم بصدق والتفتيش فيها متابعاً: «ما الفائدة أن يكون الإنسان لامعاً من الخارج ومن الداخل فارغاً؟ ابحثوا أن تكون حياتكم واحدة لا حياتين وكونوا صادقين مع النفس، فالله فى خلاصه للإنسان يريده أن يعيش حياة حقيقية، فكيف يكون الإنسان وديعاً ويتلفظ الشتائم؟».

وعقب انتهاء قداس العيد صلى البابا طقس التجنيز العام، الذى يرمز لبدء أسبوع الآلام، وأشار فى كلمته خلال الطقس إلى أن تلك الصلاة تعلّم الإنسان أن حياته يمكن أن تنتهى فى دقيقة، وتعلّمه أن يكون مستعداً دائماً، لذلك يحتاج لأن يتوب وأن يحرص على نقاء القلب والفكر.

وأوضح أن دخول المسيح أورشليم درس لتعيش حياتك الواحدة الناصعة التى تحدث سلاماً فى المجتمع، مستطرداً: «إذا كانت عينك بسيطة، جسدك كله يكون نيراً، فالإنسان الذى يحرص على أن تكون حياته نقية يكون بسيطاً ولا يختلط بروح العالم ويخدم الجميع بروح المحبة، والشاطر هو من يهتم بحياته الداخلية وليس بالمظاهر». وحسب عادته السنوية، يعود البابا تواضروس الثانى إلى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية الخميس المقبل لترؤس قداس «خميس العهد» الذى شهد العشاء الأخير للمسيح، ويتبعه الاحتفال بالجمعة العظيمة، ثم سبت النور لتقام فى مسائه قداسات العيد الذى يحتفل به الأقباط الأحد المقبل.

واحتفل الأقباط فى المحافظات، أمس، وأقبلوا على شراء سعف النخيل، فيما انتشر الباعة أمام الكنائس وفى الشوارع، وسط تشديدات أمنية كبيرة خشية وقوع أعمال إرهابية، ففى المنيا توافد الآلاف على الكنائس والأديرة، وفى بورسعيد أدى الآلاف الصلوات فى الكنائس، بدءاً من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الساعة 12 ظهراً، فى حضور كبار الكهنة، والشمامسة، وتناول القداس فى القليوبية الدعوة إلى نشر المحبة والسلام بين أبناء الوطن الواحد، وضرورة تعظيم قيمة حب العمل من أجل نهضة الوطن، ومحاربة الإرهاب، وشارك آلاف الأقباط فى قداس الأحد بمطرانية المنصورة، ودير القديسة دميانة فى برارى بلقاس بالدقهلية.

وترأس الأنبا إبرام، أسقف الفيوم، قداس عيد أحد الشعانين بكنيسة الشهيد العظيم مارمينا العجايبى بوسط المدينة فى حضور عدد كبير من القساوسة والقمامصة وشمامسة الكنيسة، وعقب انتهاء القداس بدأت تلاوة الألحان الحزينة فى إشارة لبدء أسبوع الآلام المقدس، وشدد مدير أمن الغربية اللواء نبيل عبدالفتاح على مديرى قطاعات المديرية بضرورة رفع درجة الاستنفار الأمنى بمحيط الكنائس.