أوراق بنما تمر من ممرات الموضة العالمية

كاتب صحفي

الألوان والتصميمات المبهرة واللمسات والتفاصيل المذهلة وغيرها من الأشياء التي رسمت عالمًا عنوانه الجمال والإبهار وآخر الصيحات.. الجمال والترفيه فقط هو العنوان الأبرز لعالم يتصدره أجمل عارضات الأزياء التي بلغت نجومية بعضهن نجوم هوليوود؛ ليقفن جنبا إلى جنب مع أشهر أسماء مصممي الموضة وهم الطرف الأكثر عبقرية في منظومة الترفيه والإبهار الحديثة.

توم فورد، كارل ليجرفيلد والعشرات من الأسماء التي تقدم باستمرار الأفكار الأكثر عبقرية لتحويل البشر لكائنات أنيقة وجميلة كما حولتهم للشخصيات الأكثر قربًا من محبي الأناقة حول العالم.

في العام 2006 أنتجت هوليوود واحدًا من أكثر أفلامها شعبية خلال العقدين الأخيرين وهو The Devil Wears Prada بطولة آني هاثواي والعبقرية ميريل ستريب، لخص كل إبهار عالم الموضة من داخله إلا أن ظهورًا مميزًا لواحد من أبرز وجوه تلك الصناعة ظل مشهدًا عالقا في الأذهان ومميزًا وهو مشهد من كواليس أسبوع الموضة في باريس ظهر فيه المصمم الإيطالي الذي غير الكثير من مفاهيم الموضة، للأفضل وهو فالنتينو جرافيني، مؤسس بيت أزياء فالنتينو، الأكثر جذبًا للأنظار بتصميماته سنويًا والذي أغرى العائلة الملكية في قطر للاستحواذ عليه مؤخرًا.

بضعة أوراق كانت كافية لتحول صورة فالنتينو من الأيقونة الأنيقة ومن المصمم العبقري، الذي يحتل مكانًا عاليًا فوق سحاب هذا العالم المميز الذي قالت لخصته جملة من ميريل ستريب في الفيلم الشهير بقولها "الجميع يريدون أن مثلنا" إلى شخص ينظر إليه بريبة في انتظار تحطم أسطورته لشخص جشع يتهرب من أموال الضرائب، ويسرق حقوق الفقراء في دول من المفترض إنها تتمتع بالشفافية وتضمن الحياة الكريمة لشعوبها عبر ضرائب اختار البعض التهرب منها.

فضيحة أوراق بنما التي كشف عنهًا مؤخرًا، كان بارز فيها أسماء سياسيين وعائلاتهم كرهها العالم، ورجال أعمال تعود الكثير منهم الجشع إلا أن جرافيني، الذي قدم للعالم الجمال من خلال أفكاره، قرر أن ينضم لتلك القائمة ليظهر في أوراق بنما، وتبدأ وسائل إعلام في الحديث عن فالنتينو ضمن منظمومة فساد، وليس من خلال تحليلات أنيقة ضمن أسابيع الموضة وتاريخها على صفحات فوج وفاشون تي في.

فالنتينو الذي كشفت الأوراق تورطه في تهريب الأموال عبر شركات أوفشور ظل على قمة عالم الموضة 50 عاما ساهم خلالها في تأسيس فكر جديد لعالم الموضة والأزياء بإمبراطورية هائلة، ولم لا يعرف في الموضة علم ومدارس فكرية مختلفة يلعب الفن والخيال فيها دورًا بارزًا تقدم للعالم سنويًا تصميمات أشبه بلوحات ومنحوتات فناني إيطاليا التاريخيين، وفضيحة كتلك ستكون نهاية مؤسفة لسيرة رجل حفر اسمه بحروف من ذهب في هذا العالم السحري.