رامي إمام: لم أدرس الإخراج.. والفضل في نجاحي لنادر جلال

كتب: وفاء بكر

 رامي إمام: لم أدرس الإخراج.. والفضل في نجاحي لنادر جلال

رامي إمام: لم أدرس الإخراج.. والفضل في نجاحي لنادر جلال

لمع اسمه في الإخراج رغم أنه لم يدرس الإخراج في حياته، قرر الخروج عن المألوف ورفض البقاء في عباءة أبيه ليصنع لنفسه اسما مستقلا في السينما، وبنفس الإصرار تألق في الدراما، يضع رامي إمام مخرج مسلسل فرقة ناجي عطالله الذي وصلت ضجته إلى إسرائيل، عينه على العالمية والابتكار، ويرى أنه لم يحقق إلى الآن ما يحلم به في الإخراج. قال إمام، في حوار خاص لـ"الوطن"، إنه شغل نفسه بالقراءة والاطلاع حتى أصبحت له وجهة نظر مستقلة، رغم كل من يحاولون أن ينسبوا نجاحه إلى سبب واحد فقط، وهو كونه ابن عادل إمام. لماذا اتجهت للإخراج وليس التمثيل وأنت ابن عادل إمام؟ بصراحة شديدة أنا مخرج، ولكني لم أدرس الإخراج نهائيا، وفي الأساس كنت مهندس بالجامعة الأمريكية، لكني تركتها واتجهت لدراسة المسرح، وأحببته جدا، وبالصدفة تم ترشيحي لإخراج مسرحية "جزيرة القرع"، وبالفعل كان، وكانت أول مسرحية تعرض لهواة لمدة شهر كامل على مسرح الهناجر، وبعد ذلك عملت مخرج مساعد مع نادر جلال، وطورت من نفسي بالقراءة والاطلاع، وإلى الآن أحاول تطوير نفسي في الإخراج.[Quote_1] وما ردك على من ينسبون نجاحك إلى تعاونك مع أبيك؟ أعلم أن هذا الكلام يتتردد كثيرا، لكن الرد بكل بساطة أنني مررت بتجارب كثيرة في الوسط الفني قبل العمل مع عادل إمام، ولست مخرجا مبتدئا حتى يقف خلفي والدي، فأنا لي أعمال بعيدة عن عادل إمام وكلها لاقت نجاحا، إلى جانب أن ترشيحي في أي عمل يقوم ببطولته عادل إمام يكون ترشيحي فيه ترشيح "مجتمعي"، أي باختيار الشركة المنتجة، والمؤلف، وليس اختيار والدي. إذن أنت تبرر تعاونك الدائم مع والدك إلى الارتياح وليس الواسطة؟ لا هذا ولا ذاك، لكن سببه نوع من التفاهم بيننا وهذا أسلوبي مع كل النجوم الذين تعاونت معهم وليس عادل إمام فقط، بمعنى أنه لو لم توجد مساحة تفاهم كبيرة بيننا على الورق قبل الدخول لتصويره لما تكررت التجربة، فأنا مبدئي مع أي فريق أعمل معه نتخانق على الورق قبل ما ندخل نصور، ووقت التصوير القرار معي فقط لأننا نكون بالفعل اتفقنا من قبل. "فرقة ناجي عطا الله" ثاني أعمالك الدرامية، كيف ترى الفرق في الإخراج للشاشة الصغيرة والسينما؟ الإخراج واحد في الحالتين، لكن هذا العام تحديدا توافد مخرجو السينما للدراما مما خلق حالة خاصة في الصورة والأداء، والفيصل في الأمر في الورق، فأنا بالنسبة لي مسلسل ناجي عطا الله "سينما في 60 حلقة"، وكان رهاني الأول على جعل كل مشهد في المسلسل كأنه مشهد سينما، بخاصة وأنه كان فيلما وتحول إلى مسلسل. السينما تحاكي الواقع في كثير من الأحيان والبعض انتقد فكرة المسلسل وشبه سرقة بنك إسرائلي كأن الأبطال في رحلة وهذا غير موجود في الواقع، ما ردك؟ هذا النقد غير جائز فالأمر كله معتمد على جرأة الفكرة نفسها من يوسف معاطي، ونحن جلسنا بالفعل مع متخصصين كمنصور عبد الوهاب، وهو متخصص في الثقافة العبرية، فرسم لنا صورة قريبة من الواقع عن إسرائيل، إلى جانب المراجع التي استندنا إليها، فكان طموحنا هو الخروج عن المألوف والاقتراب من الممنوع في هذا المسلسل. هناك مشاهد مليئة بالصعوبة إخراجيا في المسلسل، مثل مشهد سرقة البنك، كيف عملت على ذلك؟ المسلسل كله من أصعب ما أخرجت وتحديدا هذا المشهد في الحلقه 12 التي كانت من أصعب الحلقات في التصوير لأن تصويرها كان في أكثر من مكان، إلى جانب أنه يجمع عدد كبير من الفنانين في وقت قياسي، فأيام التصوير الفعلية كانت نحو 170 يوما، ومطلوب مني إنجاز كل هذا في مسلسل به كل هذه الأماكن والمشاهد الصعبة. "فكرة مسلسل ناجي عطا الله مستوحاة من أفلام أجنبية".. جملة ترددت حول المسلسل، ما رأيك فيها؟ المسلسل فكر مصري بحت، بمعنى أنه لا توجد فكرة في فيلم أجنبي توجهت لسرقة بنك في إسرائيل أو أي دوله معادية، إلى جانب أننا تطرقنا إلى حزب الله والقضايا العربية، فهذا التشبيه ظالم لمسلسل يعبر عن نبض الوطن العربي ككل. بمناسبة حزب الله، لماذا تطرقتم إلى هذه القضية وغيرها من القضايا العربية رغم حساسيتها؟ كان اتفاقا بيننا كفريق عمل ومؤلف، فقد كان لدينا هدف وهو الوصول إلى نوع من المصالحة بين الأطراف المتنازعة، مثل حماس والنقطة السورية واللبنانية، وكنا نرصد كما يقول الواقع من أجل الوصول إلى حالة من التواؤم والوفاق العربي. التنوع الفني وارد ومطلوب، وأرى فيك مخرجا يسير على هذا النهج، فأنت أخرجت أنواعا متعددة من الأعمال، فناجي عطا الله يختلف عن عايزة أتجوز ..هل هذا مقصود؟ هذا هدفي بالفعل، لأن عيني دائما على التنوع، وأرفض التصنيف حتى ولو كنت مخرج فأنا أرفض أن أصنف كمخرج كوميدي أو "حركة أكشن"، ولكني أفضل أن أصنف كمخرج يصلح لكل الأعمال. قيل إن دور محمد إمام كان دور أحمد السعدني، وتم ترشيح محمد له كنوع من المجاملة، هل هذا صحيح؟ غير صحيح، فأخي لم يأخذ دور أحمد السعدني مجاملة، وترشيح الجميع كان قرارا جماعيا وليس قراري أنا وأبي، حتى أن كل الأدوار كان مرشحا لها أفراد آخرون، ومحمد بنا أو بدوننا ممثل جيد، والدليل أنه كان يعرض له في نفس الموسم مسلسل آخر بعيدا عنا، وهو خطوط حمراء، وقد نال إعجاب الجماهير. وماذا عما قيل حول مجاملة عادل إمام نفسه، وكأنك كنت تترك له الكاميرا يقول ما يريد؟ الدراما هي من تفرض نفسها، ومشاهد أستاذ عادل جاءت منطقية ولم أترك الكاميرا له، لكن ماحدث أنه كان في بعض الأحيان يتحدث عن قضايا مهمة كان ينبغي عمل تطويل أو "لونجير" فيها. وكيل أوقاف السويس اتهم المسلسل أنه وراء أحداث رفح، كيف قابلت هذا التصريح؟ المفروض أنه رجل مثقف وعلى درجة عالية من الوعي، فكيف يصرح بمثل هذه التصريحات، وللأمانه أصابني الذهول والضحك من هذا التصريح، في حين أسعدني قلق إسرائيل نفسها من المسلسل، الذي برهن أن الفن المصري قادر على لفت انتباه العالم لنا، ولو كان عدونا، وهذه ليست أول مرة يتهم فيها عادل إمام وأعماله بمثل هذه الاتهامات، فكثيرا ما اتهموه بالتحريض والتحرش وهذا ليس جديدا. أين ترى مصر من السينما العالمية؟ لدينا قدرات تجعلنا من أهم رموز السينما في العالم، لكن هناك عوامل كثيرة تعوق ذلك، منها فقر شركات الإنتاج وثقافة المنتجين أنفسهم، التي تشترط الربح فقط ودور العرض السينمائي التي مازلت قليلة جدا، وعنصر المخاطرة اختفى إلى جانب القرصنة التي تتعرض لها صناعة السينما. "يا جبل ما يهزك ريح".. متي قلت هذه الجملة؟ دائما ما أقولها لأبي، فهو كما أرى كالجبل الذي لا يهده الريح، ففي عز أزمته أعلنتها رغم قلقي وخوفي الشديد من القضية التي تعرض لها، ولكنه كما عودنا رجل لا تهده الأزمات، فطوال عمري أراه يهاجم ويحارب، في حين أن كل همه بلده وعمله وأسرته فقط، لدرجة أنه كان يعود في نهاية يومه يتألم بأعلى صوته ولا يبالي بل كان سعيدا برسالته. هل تشعر أن مصر أنصفت عادل إمام أم خذلته؟ للأسف عادل إمام إلى الآن لم يأخذ حقه، ولم ينصفه أحد، رغم وقوف كثيرين بجانبه، ففي عز أزمته لم أكن واثقا من براءته خوفا من ظهور شيء غير محسوب، ليس لعدم ثقتي فيه، لكن لعدم ثقتي في الظروف المحيطه به.