كيف نُفسد زيارة الرئيس الفرنسى لمصر فى خمس خطوات؟!

أشرف جمال

أشرف جمال

كاتب صحفي

يبدأ الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند، زيارة «تاريخيّة»، وليست «جغرافيّة» لمصر، يصطحب خلالها معه العشرات من رجال الأعمال وممثلى أكثر من 60 شركة فرنسية، الذين سيعملون مع نظرائهم المصريين على دعم وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة على المستوى التجارى والاقتصادى، ومن المقرر توقيع عدد من اتفاقيات التعاون فى عدد من المجالات، منها الكهرباء والسكك الحديدية والنقل، فهل سنترك هذه الزيارة تمر مرور الكرام، دون أن نضع «التاتش بتاعنا» عليها؟!

بالطبع لا، فعلينا من الآن تجييش أنفسنا لإفساد هذه الزيارة، لأنها «لا مؤاخذة» قد تعود بالنفع على هذا البلد، وهو النفع الذى قد تستقر معه الأوضاع وتقل المطالب، فتوقف حالنا نحن معشر الثوّار الأحرار اللّى مكملين المشوار، بل وقد تؤلّب علينا المزيد من المواطنين السُذَج دعاة الاستقرار، فماذا نحن فاعلون؟

الأمر بسيط.. نأخذ من كل وسيلة تواصل «إلكترونية أو مرئية أو مسموعة أو مكتوبة» رجلاً أو امرأة، يكونون مختلفى الاتجاهات والانتماءات، لكنهم متوحدو الهدف، ونعطى كلاً منهم قلماً مسنوناً أو «ميكروفوناً» ذائع الصيت، أو «إنترنت» فائق السرعة، ولنستحضر روح «ابن خلدون»، التى بدورها ستمنحنا من التاريخ القديم والمعاصر ما يدلنا على خمسة دروب تقودنا لإفساد هذه الزيارة!!

أول سبل إفساد هذه الزيارة أن نخصص مجموعة تدشن هاشتاج (#حقها_ولّا_مش_حقها)، لتطالب من خلاله بتعويض مصر مادياً ومعنوياً عن أضرار الحملة الفرنسية على مصر، ونستدل فيها بما فعلته إسرائيل مع ألمانيا جراء الجرائم النازية، ولن يفوتها أيضاً فتح النار على الحكومة الفاشلة والمتقاعسة عن المطالبة بهذا الحق التاريخى، مع تخصيص هاشتاج آخر بعنوان (#عواد_كَل_ناسه)!!

الخطوة الثانية لإفساد هذه الزيارة أن نوجه مجموعة من خيرة رجالنا فى مدينة المنصورة، للتوجه إلى السفارة الفرنسية بالقاهرة، والاعتصام أمامها للمطالبة بالحصول على الجنسية الفرنسية، بزعم أن أجدادهم كانوا من جنود لويس التاسع، الذين انصهروا فى المجتمع المنصورى، وتعايشوا وتزاوجوا من عائلاته، بعد أن أشهروا إسلامهم، عقب فشل حملة نابليون بونابرت على مصر فى القرن الثانى عشر، مع تخصيص هاشتاج (#المنصوريين_أصلهم_فرنسويين)، بجانب التهديد باللجوء للمحاكم الدولية، لأنه حق تاريخى لا يسقط بالتقادم!!

ثالث الخطوات لن تذهب بعيداً عن هذه الحقبة التاريخية الثرية بالحق المصرى «المسكوت عنه»، إذ سيتم توجيه مجموعة تليفزيونية من «ذوات الأربع» فى الاتجاهات (إسلامى، ناصرى، وطنى، ثورى)، لتبدأ حملة أشد من الحملة الفرنسية ذاتها، تطالب بالكف عن الحديث العبثى عن حق مصر فى جزيرتى تيران وصنافير، لأنهما ليستا جزيرتى المرحلة، مقابل التركيز على المطالبة بالحق المصرى التاريخى فى جزيرة كورسيكا الفرنسية، على أن يستند مطلبنا العادل إلى شق فاصل، هو أن الجزيرة تعد مسقط رأس نابليون بونابرت، وهو رجل تجمعنا به علاقة نسب، (يعنى بيتنا وبيته واحد)، على أن يكون الهاشتاج الخاص بهذه الحملة هو (#تحيا_كورسيكا)!! وإذا عبرنا بالزمن مئات السنين لنصل إلى زمننا هذا، سنجد أيضاً وعلى الطريقة «الخلدونية» حدثين تاريخيين، يمكن استغلالهما لإفساد هذه الزيارة، بل إثارة الشعب الفرنسى على النظام والداخلية، أولهما حادث انفجار المنطاد السياحى الذى وقع فى الأقصر نهاية فبراير 2013، وأسفر عن مصرع 19 سائحاً بينهم 2 فرنسيين، علينا أن نبحث ونتحرى ونكشف ونحلل فى أسباب هذا الحادث، لنخرج بنتيجة معروفة أصلاً، وهى أن هذا التفجير كان بفعل الأمن المصرى (على طريقة كنيسة القديسين)، بهدف هز أركان نظام الرئيس المعزول محمد مرسى، الذى كان فى «مطبخ الحكم» وقتها، على أن يكون الهاشتاج الخاص بهذا الحدث (#المجد_لشهداء_المنطاد)!!

آخر خطوات إفساد هذه الزيارة، وإحراج النظام (اللى متصور إنه ممكن يبنى ويعمّر) هى الاتفاق مع أباطرة الفذلكة الإعلامية، على حملة شعبية تطالب بحق المواطن المصرى صالح عماد الجبالى، الذى لقى مصرعه فى انفجارات باريس الإرهابية، التى وقعت فى نوفمبر العام الماضى، مع التركيز أيضاً على هوان الدولة فى المطالبة بحق ابنها، ولا يوجد مانع من الإفتاء باستحلال دم أى فرنساوى على أرض الطاهرة، وليكن الهاشتاج المخصص لهذه الحملة (#كلنا_صالح_عماد)!!