القليوبية: الكبارى تحولت إلى «ملكية خاصة» للسائقين والباعة الجائلين

كتب: حسن صالح

القليوبية: الكبارى تحولت إلى «ملكية خاصة» للسائقين والباعة الجائلين

القليوبية: الكبارى تحولت إلى «ملكية خاصة» للسائقين والباعة الجائلين

«العشوائية تحكم».. هو حال كبارى مشاة القليوبية، فما بين احتلال الباعة الجائلين لها، وبسط سائقى سيارات السيرفيس نفوذهم عليها، والتكدس المروى الخانق، والهبوط الأرضى المتكرر، والعيوب الفنية الخطيرة، باتت أرواح المواطنين الذين يتنقلون يومياً ما بين القاهرة والقليوبية من جهة، وما بين القليوبية والمحافظات الأخرى من جهة ثانية، فى خطر.

الإهمال لم يطل فقط الكبارى الحديثة نسبياً بل طال الكبارى التى ضمتها وزارة الآثار باعتبارها معلماً أثرياً، من بينها كوبرى المناشى، وكوبرى محمد على، الواقعين فى مركز القناطر الخيرية، اللذين بناهما والى مصر الراحل، محمد على باشا، حيث احتلهما الباعة الجائلون ويعانيان من ضعف فى البنية التحتية يمكن أن يتسبب فى انهيارهما فى أى لحظة. {left_qoute_1}

فى أبوزعبل بمركز الخانكة، يعانى كوبرى المعاهدة الذى يربط بين الخانكة وشبرا الخيمة وشبين القناطر من الإهمال حيث تعرض لتصدع وانهيار أرضى مرتين خلال العامين الماضيين، آخرها منذ عدة أشهر، حيث انهار جزء من مقدمة الكوبرى مساحته متر فى متر، ما تسبب فى حالة من الهلع والخوف بين الأهالى.

وقال عضو مجلس النواب عن دائرة الخانكة والخصوص والعبور، رضوان الزياتى، إنه تقدم بمذكرة إلى رئيس الهيئة العامة للطرق والكبارى، اللواء عادل ترك، لعرض المشاكل التى يواجهها المواطنون فى مركز ومدينة الخانكة بمحافظة القليوبية بسبب التصدعات التى أصابت جسم الكوبرى، مشيراً إلى أن رئيس الهيئة وعد بحل المشكلة بصفة عاجلة.

وأكد «الزياتى» أنه تقدم بطلب لإنشاء كوبرى جديد خارج مدينة أبوزعبل أعلى ترعة الإسماعيلية بامتداد المصرف الجديد ناحية كفر عبيان ليصل إلى مدينة الخانكة لتخفيف الضغط والتكدس المرورى فى المدينة.

وفى بنها، تحول كوبرى كفر الجزار من معلم أثرى وقيمة معمارية، إلى عنوان للإهمال، بعدما احتله الباعة الجائلون، وتعرضت الحواجز الحديدية فيه للإتلاف، وغابت عنه الصيانة والاهتمام، فيما تعانى قاعدته من عيوب فنية وخطيرة.

وقال عضو الهيئة العليا لحزب الكرامة فى القليوبية، سامى عبدالوهاب، إن الكوبرى يعانى العشوائية، واحتلال الباعة الجائلين له، وانتشار مواقف السيارات العشوائية فى مدخل ومخرج الكوبرى، التى تصل إلى 5 مواقف، لمراكز قويسنا، ورورة، ودملو، وبطا، بالإضافة إلى أباطرة السوزوكى، وانتشار القمامة والمخلفات التى يلقيها عمال النظافة فى مجلس مدينة بنها، واستغلاله كمكان للنوم، ومخالفة القانون، ما يتسبب فى تعطل الحركة المرورية.

وحذر من أن انفجار مواسير الصرف الصحى على جانبى الكوبرى، سوف يتسبب فى خطورة كبرى على جسم الكوبرى، والأخطر قيام عدد من الصيادين باستغلال قواعد الكوبرى السفلية فى عمل مزارع سمكية، وسط غياب شرطة المسطحات المائية. {left_qoute_2}

وفى مدينة القناطر الخيرية، حذر الأهالى من وقوع كارثة انهيار كوبريى محمد على، والمناشى، الأثريين بسبب انعدام الصيانة الدورية، وقال رئيس جمعية حقوق الإنسان فى القليوبية، رجب أبوالفضل، إن «المدينة فيها كوبريان من أهم الكبارى التى أنشأها والى مصر الراحل، محمد على، هما كوبرى المناشى، وكوبرى محمد على»، مؤكداً أنهما «معرضان للانهيار؛ بسبب إهمالهما، وعدم صيانتهما، وتعدد الجهات المشرفة عليهما، فالمسئولية عليهما تائهة بين وزارة الرى ومحافظة القليوبية ووزارة الآثار وهيئة الطرق والكبارى»، مضيفاً «قامت هيئة الآثار مؤخراً بضم كوبرى محمد على إليها على أنه أثر، ويجب الحفاظ عليه، ومنعت مرور السيارات عليه، وسمحت فقط للمشاة، ورغم ذلك أهملته وتركته بدون صيانة وتحول إلى مقالب قمامة».

وأشار إلى أن «كوبرى المناشى يربط بين القناطر الخيرية، و3 محافظات، هى الجيزة، والبحيرة، والمنوفية»، مؤكداً أنه معرض للانهيار فى أى وقت بسبب تجاهل المسئولين لأعمال الصيانة، وتركه منذ أن بنى فى عهد محمد على، دون أى صيانة، سوى عمليات دهان بسيطة أجريت له من الخارج.

وأضاف «طالبنا عشرات المرات بإجراء صيانة للكوبرى ولكن وجدنا المسئولية تائهة بين الوزارات والهيئات، فتقدمنا بطلب إلى محافظ القليوبية لإنشاء كوبرى بديل لتخفيف الضغوط عليه من السيارات النقل وبالفعل تم تشكيل لجنة لإجراء المقايسات والرسوم الهندسية، ولكن بعد الثورة ألغى كل شىء».

وفى شبرا الخيمة، يتحكم سائقو السرفيس، والباعة الجائلون، وأصحاب الأكشاك المخالفة، فى كوبرى مسطرد، ما حول حركة المواطنين عليه إلى رحلة عذاب يومية، خاصة المتجهين إلى مدينة شبين القناطر، وأبوزعبل، ومحافظة الشرقية، فسيارات السرفيس تتكدس أسفل الكوبرى ما يعطل المواطنين عن الوصول إلى أعمالهم فى مواعيدهم، كما أقام الباعة الجائلون «فرشهم فى حرم الطريق»، دون أى تدخل من قبل الأجهزة التنفيذية.

وقال ثروت طرابية، محاسب، إن «الزحام أصبح سمة هذا الطريق، ولا يوجد أى حل من جانب المسئولين، خاصة أن التكدس المرورى والزحام يبدأ من مدخل بلقس وحتى شركة البيبسى، نتيجة تكدس سيارات السرفيس لتحميل الركاب بالرغم من أن هناك أماكن أخرى تتسع للعشرات من السيارات، بالإضافة إلى انتشار الحيوانات الضالة».

وناشد محافظ الإقليم، اللواء رضا فرحات، ضرورة التدخل وإيجاد حل لأزمة الزحام، خاصة على طريق ترعة الإسماعيلية الذى يخدم آلاف المواطنين من أبناء محافظتى القليوبية، والشرقية، وحماية الكوبرى من الانهيار بسبب تلف بنيته الأساسية نتيجة إهمال الصيانة.

من جهته، أكد نقيب المهندسين فى القليوبية، المهندس مصطفى مجاهد، أن «كبارى مدينة القناطر الخيرية جميعها آيلة للسقوط نتيجة انعدام الصيانة الدورية والتى تعتبر بمثابة المتهم الرئيسى فى مسلسل انهيار الكبارى، بالإضافة إلى الحمولة الزائدة والتخطيط السيئ فى إنشاء عدد كبير منها»، مؤكداً أن «الإهمال تسبب فى حدوث شروخ بالأجزاء الخرسانية».

وأشار إلى أن «الصيانة حالياً تحتاج إلى استخدام أجهزة حديثة، وإعداد مهندسين متخصصين أكفاء»، محذراً من أن عدم التحرك إلا بعد وقوع الكارثة، سوف يكلف أضعاف المبالغ المطلوبة.

وشدد على ضرورة تحرك المسئولين لإنشاء كوبرى بديل للمناشى، الذى يربط القليوبية و3 محافظات أخرى، هى الجيزة والبحيرة والمنوفية، وتسير عليه سيارات نقل ثقيلة محملة بأوزان غير قانونية تهدد سلامة الكوبرى، مشيراً إلى ضرورة تحديد أوزان السيارات التى تسير عليه بإنشاء ميزان حكومى يلزم السيارات بحمولات محددة.

وحذر «هناك مشكلات خطيرة تعانى منها الكبارى، وهى انهيار الأسوار فى حوادث الطرق التى تقع أعلاه، بجانب تسرب الرطوبة داخل الخرسانة المسلحة، ما يتسبب فى صدأ حديد التسليح وتآكله».

من جانبه، قال وكيل هيئة الطرق والكبارى السابق، المهندس فخرى عليوة، إن «أزمة الكبارى تتمثل فى عدم إجراء أعمال الصيانة اللازمة بشكل دورى، لأنها تتكلف ملايين الجنيهات، بالإضافة إلى عدم وضع التطور المستقبلى للزيادة السكانية، وأعداد السيارات فى تصميم الكبارى، بحيث تتحمل أضعاف الموجود حالياً»، لافتاً إلى أن سيارات النقل كانت حمولتها تصل إلى 6 أطنان، والآن وصلت إلى 60 طناً، ومن المتوقع أن تصل إلى 100 طن.

واقترح بإنشاء بند ودائع للكبارى التى يتم إنشاؤها فى ميزانية المشروع أثناء التخطيط له، بحيث يكون الكوبرى الذى يكلف 100 مليون جنيه يوضع له وديعة 2 مليون جنيه فى أحد البنوك القومية، بحيث يتم استغلالها فى أعمال صيانة الكوبرى، وبالتالى لا يتم تحميل الدولة أى أعباء جديدة فى أعمال الصيانة.

وأكد محافظ القليوبية، اللواء رضا فرحات، أنه كلف الشركات المتخصصة فى أعمال الصيانة بإجراء الإصلاحات فى كبارى المعاهدة فى أبوزعبل، والحزانية فى شبين القناطر، مشيراً إلى أنه تم الانتهاء من إصلاح كوبرى أبوزعبل، وإعادته للخدمة، وجارٍ حالياً إعداد دراسة شاملة لبحث بدائل له على ترعة الإسماعيلية، مؤكداً أنه سيتم استبداله فى حال الموافقة بكوبريين آخرين لتخفيف الضغط عليه، فيما تقوم شركة متخصصة حالياً بحل مشكلة كوبرى الحزانية، وعمل الصيانة اللازمة له لبدء الحركة عليه من جديد.

وأوضح المحافظ، أنه اجتمع مع رئيس هيئة الطرق والكبارى، وعرض عليه مشاكل المحافظة فى هذا القطاع حيث تم الاتفاق على مشاكل الطريق الدائرى بمنطقة قليوب، وإقامة منطقة انتظار للسيارات، وتوسيع مطلع الكوبرى، وإضافة حارة للسيارات الأجرة، ورصف الكوبرى بطبقة معالجة تستوعب الحركة المرورية بجانب تعديل مطالع ومنازل الخصوص على الدائرى، وتطوير الأنفاق المارة أسفله، وعددها 3 أنفاق يتم تطويرها وتجميلها حالياً، مضيفاً أنه فى مسطرد، تم إعداد مقترح لحل أزمة نزلة الدائرى هناك وسيتم تنفيذه بالجهود الذاتية لاستغلال الأرض لتسهيل الحركة المرورية. وأشار إلى أنه يجرى العمل فى طريق القناطر البديل على ترعة الباسوسية بتكلفة 57 مليون جنيه لخلق شريان مرورى جديد، وتخفيف العبء على كبارى المدينة، وفى بنها تم دفع الأعمال فى نفق الإشارة الجديد بعد سحب الأعمال من الشركة المنفذة، وإسنادها لشركة أخرى لسرعة إنهاء المشروع، وتنظيم المنطقة مرورياً، وحل أزمة كوبرى كفر الجزار الأثرى، وبعدها سيتم ترميم وصيانة الكوبرى، وإصلاحه باعتباره تحفة معمارية يجب الحفاظ عليها.

 

 

 

 


مواضيع متعلقة