«راضية» هجرها زوجها فقامت بدور الأم والأب.. «يا صبر أيوب»

كتب: شرمندة الدسوقي

«راضية» هجرها زوجها فقامت بدور الأم والأب.. «يا صبر أيوب»

«راضية» هجرها زوجها فقامت بدور الأم والأب.. «يا صبر أيوب»

كانت الأمور تسير بشكل اعتيادى، زوج يعمل محاسباً، وزوجة تركت عملها كمدرسة لتركز على تربية الأبناء، ثم فرصة للعمل بالخارج تأتى للزوج فيغتنمها سعياً وراء زيادة دخل الأسرة، تتردد الأم فى البداية ولكنها توافق لنفس السبب، يسافر الأب ويرسل بعض الأموال بشكل شهرى لأسرته، ولكن فجأة الأمور تخرج عن الحالة الاعتيادية فتفاجأ الزوجة بعد فترة قصيرة بأن الزوج قرر هجرها هى وأبناءها وقرر الانفصال عنهم بشكل نهائى دون أن يبدى أى سبب.

فى البداية كانت «راضية محمد» تقوم بدور زوجها فى البيت أثناء سفره أملاً فى عودته قريباً ليستعيد دوره مرة أخرى، ولكن وبعد قراره بهجر أسرته علمت أنها ستضطر للقيام بدوره مدى الحياة.

«راضية» رضيت بما كانت تحمله لها الأقدار وصبرت على هجر زوجها لها وقررت أن تتحمل المسئولية وتكمل المشوار مع ابنها وبنتها وأن لا تتخلى عنهما كما فعل والدهما، فى البداية شعرت بخوف شديد من تلك المسئولية ومن نظرة المجتمع لهم ولكنها قررت أن لا تخبر أحداً إلا أقرب الناس لها، ولم تكن تجد إجابة لأسئلة ابنيها عن والدهما حتى اضطرت فى النهاية لإخبارهما.

قدر كبير من الصبر كان على الأم أن تتحلى به أثناء تربية ابنيها فى غياب الأب، بل إنها كانت تسعى جاهدة أن تربيهما أفضل تربية.

«لو كانت الحياة بحراً من الهموم فاركبها بقارب صغير من الصبر عشان خاطر ولادى»، هكذا بدأت السيدة «راضية محمد» حديثها عن رحلتها مع ولديها، قائلة: «أنا أم لبنت وولد ذقت المر فى سبيل إسعاد أبنائى، وتحملت ظلم زوجى طوال عشرين عاماً وخداعه لى بعد ذلك وهجره لنا».

كانت الأم تعتمد على معاش والدها فى الإنفاق على ابنيها بعد أن امتنع والدهما عن إرسال أموال لهما، ولكن وعندما وصل ابنها الأكبر لمرحلة الثانوية العامة زادت النفقات ورفضت الأم أن تطلب من أى أحد فى أسرتها مساعدتها فى الإنفاق على ابنيها حتى لا يشعران بأى حرج بعد ذلك، لذا قامت الأم بالبحث عن عمل مرة أخرى وفى النهاية عادت لعملها كمدرسة، تقول «راضية»: بقيت أنا الأب ونزلت اشتغلت حتى ألبى طلبات ابنىّ وحتى لا يشعران بأن هناك أى شىء ينقصهما بعد غياب والدهما، كنت أرى الحزن فى عيونهما فأحاول أن أسعدهما بأى شكل كان، متناسية ما أمر به أنا من أزمات وما أشعر به بعد هجر زوجى لى، فقد كان علىّ أن أتماسك وأن أقوم بدوره الاجتماعى والمادى حتى أجعلهما يعيشان حياة بدون وجع أو ذل أو مهانة، صبرت ولم أشتك أو أتذمر يوماً من مهمتى كأم ومن دورى كأب بل أحاول جاهدة أن أكمل رسالتى معهما على أكمل وجه عشان يوم الحساب أقابل ربنا وأنا ضميرى مرتاح، وبالفعل فإننى أرى ثمار صبرى هذا فى نجاحهما وتفوقهما الدراسى وفى محبتهما لى التى تغمرنى وتعوضنى عن كل ما تعرضت له فى حياتى.