إعلام تل أبيب: التقارب المصري السعودي يقلق إسرائيل.. ويؤثر على اتفاقية السلام

كتب: محمد الليثي

إعلام تل أبيب: التقارب المصري السعودي يقلق إسرائيل.. ويؤثر على اتفاقية السلام

إعلام تل أبيب: التقارب المصري السعودي يقلق إسرائيل.. ويؤثر على اتفاقية السلام

{long_qoute_1}

واصلت الصحف الإسرائيلية تسليط الضوء على تقارب العلاقات المصرية السعودية، والاتفاقات التى أُبرمت، بما فيها ترسيم الحدود، التي بحسب الصحف، لها تأثير على العلاقات بين مصر وإسرائيل.

وذكرت القناة العاشرة الإسرائيلية، أن الاتفاق الاقتصادي بين المملكة ومصر، من شأنه تغيير شروط اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، مشيرة إلى الأنباء التي انتشرت في وسائل الإعلام المصرية، بشأن إطلاع مصر لإسرائيل على كل التطورات المتعلقة بترسيم الحدود، بما فيها ما يتعلق بجزيرتي "صنافير" و"تيران".

وتساءلت القناة الثانية الإسرائيلية: "هل تتغير الاتفاقيات بين مصر وإسرائيل؟"، مشيرة إلى أنه في خطوة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية بين مصر والسعودية، وصل البلدان إلى اتفاق بشأن بناء جسر بينهما يربط شبه الجزيرة بسيناء، وهي الخطوة التي عارضتها إسرائيل فيما مضى، لافتة إلى أن مجلس الوزراء المصري وافق على "تمرير" جزيرتين في مضيق تيران، وتابعت: "في مصر أطلعوا إسرائيل على الخطوة".

 

وأضافت القناة، أنه في الماضي قيل في إسرائيل إن الجسر من شأنه أن يمثل تهديدا استراتيجيا للموانئ الإسرائيلية، لافتة إلى أن الجزيرتين تم تمريرهما إلى السلطة المصرية في العام 1950 خوفا من أن تسيطر عليهما إسرائيل، وعلى مر السنوات، تم التعامل معها على أنها أراضٍ مصرية، لذلك فإن قرار تمريرهما إلى السعودية قوبل برفض الدولة المصرية.

وتابعت القناة: "على ضوء القلق في إسرائيل بعد الإجراء، أوضحت السعودية أنها تحترم الاتفاقيات مع إسرائيل فيما يخص الجزر التي وُضعت فيها قوات أمريكية كجزء من القوات الدولية للحفاظ على الهدوء".

 {long_qoute_2}

ولفت موقع "واللا" الإسرائيلي، إلى أن الاتفاقية بين مصر والسعودية أثارت عاصفة على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، وجادل فيها الكثيرون، وقال الكاتب الإسرائيلي يوني بن مناحم، إن زيارة الملك السعودي لمصر والإعلان عن بناء الجسر الكبير يجعلها زيارة تاريخية ومهمة، لافتا إلى أنها نابعة من الوضع الصعب للعالم السني الناجم عن تعزيز وانتشار قوة إيران الشيعية، مشيرا إلى أن المملكة تواجه في الحقيقة تهديدين رئيسيين، وهما الانتشار الإيراني الشيعي وخطر تنظيم "داعش" الإرهابي.

وتابع بن مناحم، أن الملك على عكس سابقه، اتخذ منذ صعوده إلى الحكم سياسة استراتيجية ضد الانتشار الإيراني الذي تم تعزيزه من الاتفاق النووي الإيراني، حيث منع السيطرة الشيعية على اليمن، مضيفا: "مصر تحت حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي، كشفت ولاءها المطلق للسعودية، بإعلان الانضمام إلى تحالفين للسعودية".

وقال الكاتب، في مقاله بموقع "نيوز 1" الإسرائيلي، إن زيارة خادم الحرمين الشريفين تهدف إلى تعزيز مشاركة مصر في المعسكر السني ضد الإيراني، والسعودية تدعم الاستقرار المصري وتعززه من الناحية الاقتصادية في مقابل النضال ضد إيران.

وتساءل الكاتب عن كيفية مساعدة السعودية في الاستقرار السياسي لمصر، مضيفا: "الإجابة بسيطة، فمنذ صعوده إلى الحكم غيّر الملك سلمان موقفه تجاه حركة (الإخوان)، والتي في الفترة السابقة له أُعلن أنها جماعة إرهابية، وبالنسبة للجانب الاقتصادي فإن المملكة تدعم الاقتصاد المصري".

وأشار الكاتب إلى توقيع 17 اتفاقية للتعاون في مجالات الطاقة والإسكان والتعليم والثقافة، وتابع: "الصيغة بسيطة.. الدعم الاقتصادي لمصر في مقابل الدعم السياسي المصري للسياسات السعودية ضد النفوذ الإيراني، وتدخله في الشؤون الداخلية للبلاد السنية"، مضيفا: "الجسر يرمز إلى تحالف استراتيجي بين مصر والمملكة، والتنسيق الكامل بينهما فيما يتعلق بإيران، فضلا عن أنه يساعد على تعزيز التعاون التجاري بين البلدين".

من جانبه، قال المحلل الإسرائيلي يارون فريدمان، في تحليله بصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إن السعودية تنقذ مصر من "الإفلاس" بفضل المساعدات المالية بمليارات الدولارات، لكن اعتماد القاهرة "المفرط" على المساعدات سيجعلها تدفع الثمن في المستقبل، مشيرا إلى أنه كلما اعتمدت مصر على المساعدات المالية زادت الأسباب التي تؤدي إلى قلق إسرائيل.

وأضاف الكاتب الإسرائيلي، أنه من المفترض أن التعاون المصري السعودي سيدمر التنظيم الإرهابي في سيناء، لكنه سينتج أيضا إمكانات جديدة لخلق خلايا إرهابية في سيناء بسبب التدفق الهائل للسياح، وعبور الحجاج إلى شبه جزيرة سيناء عن طريق الجسر الجديد الذي يربط البلدين، متابعا: "الأسوأ من ذلك أنه من أجل تأمين الجسر، لا بد أن تتوقف سيناء عن كونها منطقة منزوعة السلاح، فلا بد أن يكون الجيش المصري حاضرا باستمرار في المنطقة، بناء الجسر سيستغرق سنوات، ما يعطي لإسرائيل وقتا لهضم آثاره".


مواضيع متعلقة