مدير «المواقع الأثرية» فى سوريا: جهات خارجية ساعدت «داعش» فى نهب ممنهج للآثار

09:55 م | الاثنين 11 أبريل 2016

قال مدير المبانى والمواقع الأثرية بالمديرية العامة للآثار والمتاحف فى سوريا، محمد نظير عوض، إن تنظيم داعش الإرهابى وجماعات أخرى أجروا عمليات تنقيب سرية عن الآثار فى سوريا، وعمليات نهب ممنهجة لها ونقلها عبر الحدود بمساعدة جهات داخلية وخارجية، وأضاف «عوض» فى حواره لـ«الوطن»، إن استعادة تدمر من سيطرة داعش أهم إنجاز فى سوريا، خاصة أنه أوقف عمليات التخريب التى كانت تتعرض لها المدينة على يد ذلك التنظيم الإرهابى»، وأشار «عوض» إلى إرسال لجنة فنية إلى «تدمر» لتحديد حجم الأضرار التى تعرضت لها المعالم الأثرية فى المدينة، ومن ثم البدء فى عملية ترميمها. {left_qoute_1}

■ ماذا يعنى للسوريين استرداد مدينة «تدمر» من سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابى؟

- إن عودة مدينة «تدمر» الأثرية إلى حضن الوطن واستردادها من تنظيم «داعش» الإرهابى إنجاز لا يقارن بأى إنجاز آخر، فهو بالتأكيد وضع حداً لأعمال التخريب التى كانت تطول المدينة من ذلك التنظيم الإرهابى وأوقفها، كما أن استعادتها أوقفت عملية التنقيب السرى التى كانت تجرى عن الآثار فى تدمر وتحدث بشكل عشوائى، واستعادة «تدمر» ليس إنجازاً للسوريين وحدهم، وإنما إنجاز للعالم والإنسانية والحضارة والمدنية، ولذلك سنبدأ وبسرعة الدخول إلى المدينة لمعالجة الآثار التى خلفها ذلك التنظيم الإرهابى.

■ ما تقديرك لحجم الدمار الذى لحق بالمعالم الأثرية فى «داعش»؟

- هناك لجنة فنية متخصصة تعد تقارير حول المدينة وحجم الأضرار التى وقعت فيها فى فترة سيطرة ذلك التنظيم الإرهابى عليها، ولا يمكن لنا حتى الآن تحديد حجم أو نسبة الأضرار التى تعرضت لها «تدمر» انتظاراً للتقارير الفنية، لكن بصفة عامة هناك عديد من المعالم الأثرية المهمة تضررت من قِبل «داعش» أهمها «قوس النصر» ومعبد «بل» ومعبد «بعلشمين» و«القلعة العربية» و«الطريق المستقيم»، لكن الوضع حتى الآن ليس مأساوياً فى المدينة بفضل استعادتها فى هذا التوقيت، ونحن بانتظار تقارير اللجنة الفنية.

■ هل تنظيم «داعش» يتاجر بالآثار؟ أم يدمرها؟

- فى «تدمر» وغيرها من المناطق الأثرية التى خضعت لسيطرة «داعش» فى سوريا، كانت هناك عمليات تهريب للآثار وتنقيب سرى ممنهج عنها، دُمر بعضها صحيح ولكن قطع كثيرة هربت إلى خارج سوريا ونقلت عبر الحدود المفتوحة فى المناطق التى خرجت عن سيطرة الدولة السورية ولم يكن بإمكانها مراقبتها.

■ من ساعد «داعش» فى عمليات التهريب؟

- عمليات تهريب القطع الأثرية السورية جرت بمساعدات داخلية وخارجية لهذا التنظيم الإرهابى، ففى المناطق التى لم تكن للحكومة السورية قدرة على مراقبتها سمح لكثيرين بالقيام بعمليات تنقيب عشوائى عن الآثار تحت أعين ذلك التنظيم الإرهابى، ولو لم تكن الحدود مفتوحة أمام هذا التنظيم لما استطاع نقل آثار سوريا إلى الخارج وهناك جهات دولية تعاونت مع «داعش» لنهب آثار سوريا.

■ هل يمكنك أن تحدد الجهات الخارجية التى تعاونت مع التنظيم فى تهريب الآثار؟

- هذا ليس من دورى، نحن دورنا معالجة الأضرار التى لحقت بآثار سوريا، وفحص القطع التى تعود إلينا وتحديد تاريخها، ونتمنى أن تتعاون معنا الدول لاستعادة تلك القطع الأثرية المنهوبة، ومن ذلك لبنان التى سلمت لنا كثيراً من القطع الأثرية.

■ كيف استفاد «داعش» من تجارة الآثار؟ وهل لديكم تقديرات لحجم عائداته من هذه التجارة؟

- بالتأكيد تنظيم «داعش» الإرهابى لجأ إلى تهريب آثار سوريا مقابل المال لتساعده فى الحصول على مزيد من التمويل والعائدات، ولكنى لا أعرف نسبة العائدات التى تصل إليه من تجارة الآثار، فهذا ليس من اختصاصى.

■ ما التكاليف اللازمة لعملية ترميم ومعالجة الآثار المتضررة؟

- من الصعب الآن تحديد التكاليف المادية اللازمة لمعالجة المعالم الأثرية المتضررة، وكذلك من الصعب تحديد الوقت اللازم لهذا العمل، الأمر متوقف على تقارير اللجنة الفنية التى تعمل لتحديد حجم الأضرار، ولكن نحن سنبدأ فى عمليات المعالجة والترميم فى أسرع وقت ممكن وبجهد مضاعف، لأن ما حدث هو أكبر تحدٍ للتراث السورى وسنعيد المدينة إلى رونقها، وبصفة عامة فإن نحو 80% من آثار «تدمر» فى حالة جيدة، وستحدد اللجنة الفنية خطورة عمليات التنقيب السرى التى جرت.