طلاب مدينة "العبد" لـ"الوطن": "جرين إيجلز" هاجمنا بالتواطؤ مع أمن المدينة.. ونطقنا "الشهادتين" أكثر من مرة
اختار القدر ثلاث شبان من طلاب مدينة "العبد" الجامعية ليقودوا عملية الدفاع عن مدينتهم وزملائهم، ضد هجمة أولتراس النادي المصري "جرين إيجلز"، بعد أن أقتنعوا وأقنعوا الأهالي أن المدينة بها "أولتراس أهلاوي".
هم أول من ألقى الحجارة، سلاحهم الوحيد، لرد المعتدين، بعد أن فوجئوا بإلقاء الشماريخ والمولتوف وأسلحة نارية تلقى عليهم من كل جانب، حتى أصبحوا محاصرين تماما. صاروا بذلك أول المطلوبين من "جرين إيجلز" لقتلهم، حسبما أكدوا، لكونهم شاهد العيان على الأحداث التي لا يعرف أحد تفاصيلها منذ بدايتها وحتى نهايتها.
يقول "أ.ر" طالب بالفرقة الرابعة تجارة بورسعيد، لـ"الوطن"، "بدأت الأحداث حينما تلقيت اتصالا هاتفيا من أحد أصدقائى بأولتراس أهلاوي بدمياط يبلغنا بتوعد "جرين إيجلز" لطلاب تجارة بورسعيد، وهو ما أعلنوه على صفحاتهم الرسمية على "فيسبوك"، وكان فى تمام الثانية عشر صباح الأربعاء،وإثر ذلك أبلغت جميع زملائى من كافة الفرق بعدم الاصطدام معهم، بخاصة وأنى أكبرهم سنا، وذلك لتجنب أى مشكلات قد تحدث مع "جرين إيجلز"، وفى هذا اليوم لم يكن لدينا امتحانات".
ويستكمل "أ.ر" حديثه قائلا "فى تمام الحادية عشر ظهرا، استيقظت على صراخ وركض، فظننت بادئ الأمر أن مجموعة من الزملاء يمزحون فيما بينهم، وقمت لأتبين حقيقة ما يحدث فإذا بحجارة وزجاج تلقى على مبنى المدينة باتجاه البوابة القديمة، وإذا بـ"جرين إيجلز" يحاول اقتحام المبنى ويلقي بطوب ومولتوف وشماريخ باتجاه الغرفة 217 وهي المرسوم عليها جرافيتى منذ العام الماضى وقت أحداث بورسعيد، ولا علاقة لأي من زملائي بهذا الجرافيتي، ولم ينم عن أى إهانة أو بذائة لشعب بورسعيد على عكس ما أثير بوسائل الإعلام".
ويضيف "على الفور توجهت وزملائى للغرفة 217 لحماية بقية من هناك، فإذا باثنين من الجرين إيجلز فى حماية أمن المدينة الجامعية لإزالة الجرافيتى والتعرض إلينا، حينها استوقفته: أنت بتعمل أيه هنا، فقال لى: زى ما أنت شايف، فوجدت الأمن يقول له: أنت خلصت؟ فرد عليه: أه خلصت، وحينها سألت أمن المدينة كيف تسمحون لهم بالدخول بعد أن اعتدوا علين؟ هل دوركم حمايتنا أم تعريض حياتنا للخطر؟ وبعد ذلك علمت أن أحد الظباط المسؤولين عن حماية الجامعة سمح لهم بالدخول، ما دفع عدد كبير من أمن الجامعة إلى تقديم مذكرة ضد الضابط المكلف بتأمين المدينة بتواطئه مع "جرين إيجلز" الأسبوع المقبل".
واستكمل "أ.ر" الأحداث قائلا "بعد مهاجمة اثنين من الأولتراس مبنى المدينة الجامعية، ودخولهم للاعتداء علينا حاملين أسلحة بيضاء ومولتوف، أحدهم من معهد حاسب آلي والآخر من المدرسة الثانوية الصناعية الميكانيكية، تمكنا من إلقاء القبض عليهم، واحتجزهم نائب رئيس الجامعة لمدة أربع ساعات حتى الثالثة والنصف عصرا، وقام الأمن المركزى بحمايتهم وإخراجهم "فى زى ميري"، وذلك بعدما اشتدت مهاجمتنا من قبل "جرين إيجلز" وعدد كبير من أهالى بورسعيد، الذين انضموا إليهم، وكنا نتلقى الضرب بـ"خرطوش وشماريخ ومأريط وطوب وأسلحة بيضاء وبرشوطات"، أيقنت حينها أن ساعتى قد جاءت، فذهبت لأصدقاء عمرى واحتضنتهم وتوضئنا وصلينا وقلنا الشهادة".[Quote_1]
وبلهجة استنكارية قال "أ.م.س" طالب بالفرقة الرابعة كلية تجارة بورسعيد، "أكثرنا تسليحا كان يمسك بـ"سكينة مطبخ"، وأصغرهم كان معاه مطواة، وتسائلت حينها ماذا فعلنا ونحن طلبة وليس لنا علاقة بالأولتراس حتى نتعرض لكل هذا الاعتداء، وبمجزرة مدبرة لنا من قبل فى ظل غياب أمنى تام، بخاصة بعدما جاءوا لحماية قسم الشرطة وضرب غاز مسيل للدموع علينا".
وأضاف "حينما احتجزنا اثنين من "جرين إيجلز" كانت هواتفهم المحمولة مفتوحة ويبلغون كل ما يدور بالداخل لزملائهم في حرية تامة، واشتد الضرب علينا واقتحموا المبنى بصورة جنونية، ولا يمكن أن يكون ما حدث فجأة دون تخطيط مسبق، لقد أحرقوا بوابة الجامعة الخلفية وعددا من المكاتب الإدارية والجامع ومخزن الأنابيب والمطبخ.
وأكد "أ.م.س" أنه "بعدما شاهدنا احتراق البوابة والجامع، ذهبنا لنقل الأنابيب خارج مبنى المدينة تحسبا لحرق المخزن وحدوث كارثة لايمكن كبح جماحها".
وأضاف "أ.م.س" أن "ما أثار دهشتنا هو قيام أحد الملتحين من الأهالي بسبنا وقذفنا والاعتداء علينا بإلقاء الحجارة، بعد تشويه صورتنا فى الإعلام، وإعلان أننا من قمنا بالاعتداء عليهم، وأننا من روابط "أولتراس أهلاوى"، رغم أننا لا يوجد بيننا "أولتراس أهلاوي" وجميعنا طلبة خرجنا من بيوتنا وتغربنا من أجل تلقى العلم"، متسائلا كيف يعقل أن نكون ضيوفا عندهم ببلدتهم ونذهب لسبهم أو الاعتداء عليهم؟".
وأضاف "أ.س" طالب بالفرقة الرابعة كلية تجارة، قائلا "قبل المغرب بنصف ساعة تخلى الأمن المركزى عنا تماما، واقتحمت البوابة الجديدة لمبنى المدينة الجامعية، واشتعلت الأحداث بعد صلاة المغرب، حيث أصيب أحد زملائنا بحروق متوسطة بعد إلقاء المولتوف عليه، إضافة لاختناقه من الغاز المسيل للدموع، وحاولنا إنقاذه قدر المستطاع، كما صعدنا لسطح المدينة الجامعية كي نراقب ما يحدث ونبلغ زملاءنا بالأدوار السفلى كى يتخذوا احتياطاتهم، ففوجئنا بالأولتراس يقتحم إحدى العمائر المقابلة للمبنى ويلقى علينا برطوشات، وأصبحنا محاصرين تماما، فإذا بهم يقتحمون بوابتين ويحرقون مخزنى الأنابيب والبطاطين، والأمن المركزى يعود ليلقي علينا قنابل مسيلة للدموع، وحينها هربنا متسلقين السلالم بعدما أصبحنا محاصرين من كل اتجاه، بخاصة بعد انضمام عدد من أصحاب المحلات المحيطة بالمدينة الجامعية للأولتراس وحاولنا إطفاء الحرائق قدر المستطاع مستعنين بثلاث طفايات حريق فوجئنا بهم لايعملون بكفاءة، فاستعنا بملابسنا علاوة على انقطاع الكهرباء عنا من الصباح الباكر وحتى مساء ليلة أمس، حيث أصيب من بيننا المئات وليس عشرات كما أعلنت وزارة الصحة، خاصة وأنه لم يستطيع جميع المصابين الذهاب للمستشفى".
وتابع "أ.س" قائلا "أصيب بعضنا بهستريا نتيجة إصابته، كما لم تأت إلينا سيارة إسعاف واحدة، والمصابون كان يتم نقلهم على موتوسيكلات من البوابات الخلفية لمبنى المدينة الجامعية، وأثناء هذه الأحداث تمكن اثنان من "جرين إيجلز" من الدخول إلينا محاولين الاعتداء علينا، فوقعا بين البطاطين المحترقة، وأخذا يصرخان "إلحقونا أحنا أسفين هنموت محروقين"، ودخلنا لإنقاذهم فإذا بهم يواصلون الإعتداء علينا، وبعد صلاة العشاء رفع لنا "الأولتراس" أيديهم بما يوحى لنا أن "المعركة نتهت"، ومع تراجع الأمن المركزى فوجئنا بقنابل مولتوف تلقى علينا بضراوة، فإذا بالأمن المركزى يتدخل بالغاز المسيل للدموع حتى كدنا نختنق جميعا".
وفى السابعة مساء تمكنت أنا وأصدقائى الاثنين من الهروب من البوابة الخلفية، حيث كان يقف وسط الأولتراس مجموعة من أصدقائنا جاءوا إلينا من دمياط لإنقاذنا، وكانوا يبلغونا بما يحدث بالخارج، وظن الأولتراس أنهم بورسعيدية، وقام أمن كلية الهندسة بإخفائنا، وعندما ذهب عدد من الأولتراس للبحث عنا أبلغهم أمن الكلية بهروبنا حتى لايلتقوا بنا، وكان بينهم بلطجية، وعندما حاول أحد زملائنا تسلق المبنى إذا بهم يمزقون جسده بالسكاكين فى مشهد مروع أمام الطالبات بالمدينة الجامعية والمارة فى الشوارع، تمكنا من الهروب فى تاكسى مع زملائنا من دمياط، وأثناء فرار السائق بنا حاول الأولتراس استيقافنا لأننا "مطلوبين أحياء أو أموات"، حيث توعدوا للسائق حينما شاهدونا نهرب ولم يستطيعوا اللحاق بنا".
وفى ختام حديث "الوطن" مع الشبان الثلاثة، أكدوا أن ماشاهدوه كانت "مجزرة بورسعيد الثانية"، بخاصة بعدما تعرضوا للقتل مررا ، وأكدوا عدم دخولهم بورسعيد بعد ذلك مهما حدث، بخاصة وأنهم لازالوا يتلقون رسائل التهديد، ودفعهم ما رأوه إلى القول بأن "من فعل مجزرة بورسعيد الأولى كان أولتراس جرين إيجلز، فهم يمتلكون كافة الآليات والماكنيات وإصرارهم المستميت على قتل أبرياء لم يخطئوا فيهم"، معتبرين أياهم "السبب الرئيسى فى تشويه صورة الشعب البورسعيدى"، وعن امتحاناتهم أكدوا أنهم قد أتفقوا على أن يتقدم المغتربون جميعهم بطلب للامتحان كل داخل محافظته.