المريض المصرى وخلاف الأطباء!

أرى أن لدينا مشكلة كبرى فى تشخيص حالة «المريض المصرى» بشكل حاد ومتناقض تماماً يبعث على الحيرة الشديدة والارتباك والقلق على المستقبل القريب. إذا كان الوطن فى حالة «كشف طبى» وتشخيص لتحديد أمراضه ومشاكله وقياس مدى صحته أو مرضه فإن لدينا تشخيصين مختلفين متناقضين تمام التناقض. الطبيب «الإخوانى» يرى أن المريض المصرى يعانى من بعض الأزمات الصحية العارضة التى ترجع إلى سوء حالته الدائمة فى العهد السابق، وأن هناك علامات مشجعة للغاية تنبئ بأنه فى طريقه إلى الشفاء السريع. أما طبيب «جبهة الإنقاذ» فإنه يرى أن المريض المصرى يحتضر وأن حالته تتدهور بسرعة من ساعة إلى أخرى، وأن وظائف جسده تتعرض إلى احتمالات الانهيار السريع، وأن الوضع كله يدعو إلى القلق الشديد مما قد يستدعى تدخلا جراحيا حاسما للإبقاء على حياة المريض! ويرد طبيب الإخوان بأن رأى جبهة الإنقاذ فيه مبالغة متعمدة تهدف إلى صبغ كل شكل الحياة بالسواد الداكن وذلك يرجع إلى سوء قصد وسوء نوايا جبهة الإنقاذ التى تحاول تعطيل وهدم الحلول والعلاجات الجادة التى يقدمها طبيب الإخوان. ويرى طبيب «جبهة الإنقاذ» أن طبيب الإخوان يتجاهل الحقائق العلمية المجردة التى تؤكد التدهور الشديد فى جسد الوطن المصرى وأن البلاد إذا ظلت تحصل على نفس الوصفات العلاجية الإخوانية فهى على شفا احتضار. ويرى طبيب «جبهة الإنقاذ» أن ما يقوم به طبيب الإخوان هو محاولة بيع الأوهام للمريض المصرى، وأن كل ما يحدث هو عمليات تخدير تدعو إلى الخوف والارتياب والقلق! إن مصر الآن بين يدى طبيب فى الحكم وآخر فى المعارضة كل منهما يقدم لها وصفة مناقضة للأخرى ولديه تشخيص مخالف تماماً للآخر. الخوف أنه بينما يعيش الأطباء حالة من الشجار والتطاحن المخيف يتم نسيان المريض المصرى حتى تسوء حالته بشكل يهدد حياته لا قدر الله.