وسط احتجاجات حقوقية.. الرئيس الصيني يزور التشيك لدعم "شراكة اقتصادية"

كتب: أ ف ب

وسط احتجاجات حقوقية.. الرئيس الصيني يزور التشيك لدعم "شراكة اقتصادية"

وسط احتجاجات حقوقية.. الرئيس الصيني يزور التشيك لدعم "شراكة اقتصادية"

يكرس الرئيس الصيني شي جينبينج ونظيره التشيكي ميلوش زيمان في براغ، اليوم، شراكة استراتيجية بين بلديهما يفترض أن تعزز الاستثمارات الصينية في الجمهورية التشيكية، وسط احتجاج المدافعين عن حقوق الإنسان.

ستوقع مذكرات تفاهم عدة الثلاثاء في الشق الرسمي من أول زيارة لرئيس صيني إلى الجمهورية التشيكية حيث يلتقي نظيره التشيكي ميلوش زيمان قبل أن يحضر اعتبارا من الاثنين قمة حول الأمن النووي في الولايات المتحدة، وسيعلن عن استثمارات صينية جديدة تبلغ قيمتها الإجمالية حوالي 45 مليار كورون (1,66 مليار يورو) بمناسبة إطلاق "شراكة استراتيجية" بين البلدين.

استثمرت شركة الطاقة الصينية المحدودة مؤخرا في الجمهورية التشيكية حوالي 20 مليار كورون (740 مليون يورو) بعد سلسلة عقود، خصوصا مع أول شركة جوية لرحلات التشارتر التشيكية ترافل سيرفيس ومجموعتين إعلاميتين.

كما اشترت هذه المؤسسة الخاصة التي تحتل المرتبة السادسة بين المجموعات في الصين الحصة الكبرى في فريق سلافيا براغ لكرة القدم الذي يعد مصدر فخر للجمهورية التشيكية.

ووجه المدافعون التشيكيون عن حقوق الإنسان انتقادات حادة للرئيس التشيكي الذي يهاجمه معارضوه باستمرار بسبب سياسته التي توصف بأنها مؤيدة جدا للصين.

وجاء في عريضة قدمها مدير المتحف الوطني التشيكي ييري فايت "نشعر بالعار من الرئيس زيمان والحكومة الذين ضحوا بحقوق الإنسان مقابل التعاون مع الصين الاستبدادية والشيوعية".

ومن المقرر عقد "تجمع سلمي لدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان في الجمهورية التشيكية والصين والتيبت وتايوان" مساء الثلاثاء بالقرب من مقر الرئاسة التشيكية.

وكان حوالي 12 شابا اعتقلوا الاثنين خلال احتجاجهم على الطريق بين المطار ووسط مدينة براغ بينما كانوا يحاولون تعليق أعلام تيبتية بدلا من الأعلام الصينية، ما أدى إلى صدامات مع أنصار لنظام بكين قبيل وصول الرئيس شي.

وعلقت بالقرب من المطار صورة عملاقة للدالاي لاما مع الرئيس السابق فاتسلاف هافيل (1989-2003) المنشق السابق والناشط في مجال حقوق الإنسان الذي استقبل مرات عدة الزعيم الروحي للتيبتيين. وكتب على الصورة "هؤلاء ضيوف في بيوتهم هنا!".

تسيطر بكين على التيبت منذ خمسينات القرن الماضي، وتتهم منظمات غير حكومية الصين بقمع المنطقة الواقعة في الهيمالايا سياسيا ودينيا.

وما زال الدالاي لاما حائز نوبل للسلام في 1989 يشكل بالنسبة للرأي العام الدولي، رمزا لنضال التيبت بينما أمضى هافيل 5 سنوات في السجن في عهد النظام الشيوعي في تشيكوسلوفاكيا السابقة الذي أطاحت به "ثورة المخمل" في نهاية 1989.

ورشق حوالى 50 علما للصين مرفوعة في الشوارع، بالأصباغ ليل الجمعة السبت.

وأجج الرئيس التشيكي الجدل بمقابلة أجرتها معه شبكة التلفزيون الصينية الرسمية.

وقال زيمان الذي يعد من أهم شخصيات اليسار في تشيكيا "بداية جيدة لأن العلاقات كانت سيئة جدا بين الصين والحكومة التشيكية السابقة (يمين الوسط) التي كانت تمتثل لضغط الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي".

وأضاف "أصبحنا الآن من جديد بلدا مستقلا وننتهج سياسة خارجية تخدم مصالحنا الوطنية".

ووصف زعيم المعارضة اليمينية ميروسلاف كالوتشيك هذه التصريحات بـ"المقيتة". وقال إن "تصريح رئيس الدولة يشكل في الواقع إنكارا للسياسة الخارجية والأمنية للجمهورية التشيكية على الأمد الطويل".

وكان زيمان الذي انتخب بالاقتراع العام رئيسا لتشيكيا مطلع 2013، الرئيس الأوروبي الوحيد الذي حضر في بكين العرض العسكري في ذكرى استسلام اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية.

والجمهورية التشيكية عضو في الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي وتتولى حاليا الرئاسة الدورية "لمجموعة فيسيجراد" التي تضم أيضا المجر وبولندا وسلوفاكيا.


مواضيع متعلقة