سفير الاتحاد الأوروبى فى حواره لـ«ممكن»: حادث مقتل «ريجينى» استثنائى.. ومصر ما زالت اللاعب الرئيسى فى المنطقة العربية

كتب: أحمد غنيم

سفير الاتحاد الأوروبى فى حواره لـ«ممكن»: حادث مقتل «ريجينى» استثنائى.. ومصر ما زالت اللاعب الرئيسى فى المنطقة العربية

سفير الاتحاد الأوروبى فى حواره لـ«ممكن»: حادث مقتل «ريجينى» استثنائى.. ومصر ما زالت اللاعب الرئيسى فى المنطقة العربية

جيمس موران: لم أشعر بالخطر فى مصر طوال 4 سنوات.. وقرارات البنك المركزى الأخيرة مهمة لاعتمادها على التجارة الدولية

وصف السفير جيمس موران، سفير الاتحاد الأوروبى فى مصر، حادث مقتل الطالب الإيطالى جوليو ريجينى، بالـ«استثنائى»، وأن حل ملابسات وألغاز تلك القضية سيتطلب وقتاً، مؤكداً أن توصيات البرلمان الأوروبى بحظر المساعدات العسكرية عن مصر، تأتى جراء الصدمة التى تعيشها أوروبا، التى لم تتوقع أن يحدث مثل هذا الحادث فى مصر.

وأشار موران، فى حوار خاص لبرنامج «ممكن»، مع الإعلامى خيرى رمضان، على قناة «سى بى سى»، وأذيع مساء أمس الجمعة، إلى أنه متفائل بشأن المستقبل فى مصر، بعد إتمام خارطة الطريق الانتخابية، قائلاً «الأمر قد يستغرق وقتاً طويلاً مع الوضع فى الاعتبار التحديات التى تعيشها مصر، والسنوات السابقة ستساعد مصر على المضى قدماً». وكشف موران أنه على الصعيد الدولى توجد حالة من عدم الاتفاق حول طريقة تعامل الحكومة المصرية مع منظمات المجتمع المدنى، مؤكداً أن الاتحاد الأوروبى فى مصر ليس لديه أى تواصل مع جماعة الإخوان المسلمين، وأن الجماعة حالياً «موقفها صعب جداً».

وأكد سفير الاتحاد الأوروبى فى مصر، أن مصر ما زالت اللاعب الأهم والكبير فى المنطقة العربية، قائلاً «مصر ليست بلداً ضعيفاً، مصر بلد قوى يواجه تحديات جمة»، موضحاً أن حجم استثمارات الاتحاد الأوروبى فى مشروعات البنية التحتية فى مصر 5.3 مليار يورو.. وإلى نص الحوار:

{long_qoute_1}

■ دعنا نبدأ من سنواتك الـ4 فى القاهرة، كيف ترى مصر خلال سنواتك المشرقة التى تقضيها فيها؟

- الحقيقة أنها سنوات غير تقليدية، بها العديد من التغيرات، ومن الشرف أن أكون موجوداً فى المنطقة فى هذه الفترة، لقد توصلنا كاتحاد أوروبى للكثير عن مصر والمنطقة العربية فى هذه الفترة.

■ 4 سنوات فى مصر منذ وصولك إليها، كانت فيها فترة عقب ثورة يناير بلا رئيس، ثم تعاقب على مصر 3 رؤساء، الرئيس المعزول، محمد مرسى، والمستشار عدلى منصور، وأخيراً الآن الرئيس عبدالفتاح السيسى، كيف ترصد التغييرات التى طرأت فى مصر، هل نسير الآن فى الاتجاه الصحيح أم الاتجاه الخاطئ؟

- الحقيقة أننى أشعر بالتفاؤل بشأن المستقبل فى مصر، الأمر قد يستغرق وقتاً طويلاً من أجل الوصول إلى الاستقرار المنشود، خاصة إذا وضعنا فى الاعتبار التحديات والاضطرابات، وهذا عادة ما يحدث، فى ظل أن مصر تناوب عليها 3 رؤساء خلال هذه الفترة، التحدى الأكبر الذى يواجه مصر حالياً أن عدد سكانها بات ما يقرب من 100 مليون نسمة، وهذا يمثل تحدياً كبيراً بشأن المستقبل، هناك الكثير من العمل مطلوب من السلطات من أجل المستقبل، الدروس المستفادة فى الفترة الماضية سوف تساعد مصر على المضى قدماً.

■ وهل تقوم بصفتك سفيراً للاتحاد الأوروبى فى مصر بتصحيح الصورة للاتحاد حول ما يحدث فى مصر؟

- بالتأكيد، هذه وظيفتى أن أقوم بإطلاع الاتحاد الأوروبى بما يحدث فى مصر، ولكننى أحتاج للمساعدة، هناك حالياً موقف أمنى خطير قائم فى مصر، أوروبا تشارك مصر تخوفاتها من هذا الوضع، أوروبا تريد أن يكون هناك أمن دائم فى القاهرة، هذا سيحدث بمشاركة جميع الأطراف الوطنية الموجودة فى مصر من أجل أمن مستدام لهذا البلد.

{long_qoute_2}

■ وما دور بعثة الاتحاد الأوروبى فى مصر، هل هو دور اقتصادى، أم أنه يشمل أبعاداً سياسية أيضاً؟

- دورنا سياسى واقتصادى، نحن نتحمل مسئولية تنسيق المواقف بين مصر وأوروبا، وفد الاتحاد الموجود هنا يتعامل مع السلطات المصرية، ويرسل وجهات النظر لدولنا فى أوروبا، فى مجال التجارة مثلاً، الاتحاد الأوروبى هو الشريك التجارى الأول مع مصر، وهناك أيضاً تعاون جار فى برامج اقتصادية أخرى.

■ يبدو من حديثك أن الاتحاد الأوروبى راضٍ عن قرارات البنك المركزى المصرى الأخيرة حول تخفيض قيمة الجنيه فى مواجهة الدولار، هل ترى تلك الخطوات خطوات إصلاحية للاقتصاد المصرى؟

- نعتقد أن ما حدث هو الإجراء الصحيح، لأن الدولار واليورو كانا يتغير سعرهما فى السوق الموازية باستمرار، لذلك أصبحت هناك شكاوى من بعض المؤسسات فى مصر حدثت فى الأشهر الماضية، لذلك كان يجب أن تكون هناك قرارات من البنك المركزى، ما أود أن أقوله، إنه لا يمكن أن يتم إيقاف السوق، خاصة أن تدفق اليورو والدولار مهم للسوق المصرية، لأن مصر تعتمد على التجارة الدولية والاستثمار الدولى، وخلال الأشهر الماضية مستثمرون أوروبيون عبروا عن قلقهم من موقف السوق السوداء فى مصر، لأنها كان لها توجه آخر مختلف عن توجهات السوق الرسمية، أعلم أن القرارات الأخيرة ربما تؤثر على أسعار بعض السلع فى مصر، خاصة مع الأخذ فى الاعتبار التوجه الحكومى بشأن تخفيض الدعم على بعض السلع، الأرقام تتحدث عن أن هناك فائضاً فى ميزان المدفوعات بين مصر وأوروبا، هذا بالتأكيد جيد لنا، لكن الأمر غير جيد لمصر، نحن نريد تجارة حرة متوازنة بين مصر وأوروبا، القيود والحواجز فى التجارة لا تحقق أى منفعة، بين أعوام 2004 وصولاً إلى عام 2010، تضاعف حجم التجارة بين مصر وقارتنا، الآن نحن نتطلع إلى الأمام وليس إلى الخلف.

■ دعنى أسألك عن رؤيتك للبرلمان المصرى، وبعض الأزمات التى أثيرت بداخله منذ بداية دورة انعقاده، هل ترى ذلك ملمحاً من ملامح الديمقراطية، أم عشوائية وتخلفاً؟

- كما قلت لك سابقاً، من المبكر الحكم على أداء البرلمان المصرى، خلال مراحل انتخابات البرلمان كانت هناك بعثة مراقبة من الاتحاد الأوروبى موجودة فى مصر، والحقيقة أن مصر أصبحت متمرسة فى إدارة الانتخابات، ويجب الآن أن تفكر فى مرحلة ما بعد الانتخابات، فلا يمكن الوصول إلى حوكمة جيدة دون برلمان فعال، الرئيس السيسى نفسه يريد أن يكون البرلمان المنتخب إيجابياً وفعالاً.

■ هل تنظرون فى أوروبا وتقدرون أحوال بلد صديق مثل مصر يمر بظروف قاسية خلال 5 سنوات، أبرزها حالياً، إرهاب مشتعل على الحدود، كيف يمكن النظر إلى ملفات الحريات وأوضاع منظمات المجتمع المدنى فى مصر من قبل أوروبا؟

- نحن نريد النجاح لمصر، لا أقصد اقتصادياً فقط، نريد الاستقرار السياسى أيضاً، لأن بلادكم تحتاج للاستقرار، نحن نراجع مع السلطات المصرية ما يمكن تحقيقه خلال الفترة المقبلة، الاستقرار فى مصر يتحقق باتخاذ إجراءات أمنية لمواجهة الوضع فى شمال سيناء لمحاربة الإرهاب، خاصة بعد ظهور ما يسمى بتنظيم داعش، مصر الآن تحتاج لإيجاد وسائل لتحقيق الاستقرار والأخذ بجميع وجهات النظر، الأمر ليس سهلاً أن توازن بين الأمن والحريات، والحقيقة أن مصر لا تحتاج لأوروبا لتخبرها بما عليها أن تفعله، مصر الآن لديها دستور يضم مواد تركز بشكل كبير على الحقوق والحريات، يجب تنفيذه.

{long_qoute_3}

■ أنت فى القاهرة منذ 4 سنوات، هل تشعر بأنك فى خطر أم تشعر بالأمان؟

- شخصياً، لم أشعر بخطر على الإطلاق، نحن نتخذ إجراءات احترازية فى السفر وبعض المناطق، لكنى لم أشعر بأى خطر فى فترة وجودى فى مصر، الشعب المصرى شعب ودود يرحب بضيوفه.

■ بصفتك رئيساً للاتحاد الأوروبى فى مصر، هل وصلت إليك أى أنباء عن اعتداء تم على أوروبيين سياسيين فى مصر، عمليات اختطاف تعرضوا لها مثلاً، عمليات احتجاز فى أقسام مثلاً؟

- قليل ونادر، لكن الآن لدينا حالة الطالب الإيطالى الذى قُتل فى القاهرة، جوليو ريجينى، حالة تسبب القلق فى مصر وأوروبا، حالة جوليو ريجينى حالة استئنائية، نحمد الله أنه ليس لدينا حالات أخرى.

■ إذا كانت حالة ريجينى مثلما تقول حالة استثنائية، ونحن بكل تأكيد نشعر بالحزن من الطريقة البشعة للجريمة، ومصر تبحث عن المجرمين الذين ارتكبوا هذه الجريمة، ولكننا تفاجأنا بتوصية صادرة من البرلمان الأوروبى شديدة القسوة حول حظر تصدير المساعدات الشرطية إلى مصر، وفى نفس التوقيت لدينا شاب مصرى يدعى عادل معوض اختفى فى إيطاليا قبل 6 أشهر، ولم تهتم روما بالأمر، لماذا كانت كل هذه القسوة والتعميم والاعتبار أن ريجينى جريمة سياسية وليست جنائية؟

{left_qoute_1}

- لأن ريجينى حالة استثنائية، الناس هناك لا يتوقعون حادثاً بكل ملابساته مثل حادث ريجينى بكل ما حدث فيه، ظروف الحادث أيضاً غامضة سواء للسلطات المصرية أو الإيطالية، المدعى العام فى روما زار مصر واطلع على سير التحقيقات، بالتأكيد حل القضية سيستغرق وقتاً، يجب أن يتم الأمر بشفافية تامة، أكرر أن الصدمة التى فيها أوروبا وسبب توصيات البرلمان الأوروبى أنهم لم يتوقعوا أن يحدث مثل هذا الحادث فى مصر.

■ ألا ترى أن قرارات البرلمان الأوروبى كانت أكثر قسوة من قرارات إيطاليا نفسها عقب الإعلان عن مقتل ريجينى، فروما لم تصعد وتتخذ إجراءات مثل توصيات البرلمان الأوروبى، الذى جعل الجريمة اختفاء قسرياً، أليس هذا إحباطاً وتوجيهاً سياسياً، خاصة أن توقيت الجريمة غريب، فمثلاً قُبض على المتهم الرئيسى فى أحداث باريس بعد أشهر من الحادث، ولم يخرج أحد ليقول إن الحكومة الفرنسية فاشلة، لماذا لم يتم الانتظار من البرلمان الأوروبى حتى تتضح الصورة بشكل كامل عن جريمة ريجينى؟

- دعنى أوضح لك شيئاً، أنا هنا لا أمثل الاتحاد الأوروبى، البرلمان جزء من الاتحاد ولكن قراراته مستقلة، لا يمكن حالياً أن أخبرك بكل التفاصيل حول توصيات البرلمان الأوروبى ضد مصر، كما أوضحت لك سابقاً، خلفيات القرار ربما تأتى من جراء الصدمة حول الحادث، أيضاً الخلفيات ربما تتضمن ما قامت به بعض المنظمات فى مصر من توثيق لحالات اختفاء، أيضاً الأمر متعلق بالحريات الأساسية فى مصر.

■ هل تابعت حوار الرئيس عبدالفتاح السيسى لجريدة «لاريبو بليكا» الإيطالية، وهى صحيفة إيطالية واسعة الانتشار؟

- نعم تابعت التقارير الإيطالية حول هذا الحوار، وأتابع التقارير الإيطالية حول حادث ريجينى.

{left_qoute_2}

■ هل توقف الاتحاد الأوروبى عند حديث الرئيس حول توقيت ظهور جثة ريجينى، بالتزامن مع وجود وزيرة إيطالية ووفد يضم عدداً من رجال الأعمال المستثمرين فى مصر، ألم يثر هذا الشكوك حول أن الأمر يأتى فى إطار الحرب على مصر؟

- الحقيقة أننى سمعت آلاف القصص عن هذا الأمر، لكن الأمر الذى يظل حقيقة هو أن الحادث مأساة لأسرة ريجينى، لكننى على المستوى الشخصى ليس لدىَّ معلومات عن الحادث نفسه.

■ هل تروننا فى أوروبا أننا -مصر- نميل دائماً لنظرية المؤامرة؟

- لا أعتقد ذلك، لكن من الطبيعى أنه حينما يكون هناك حادث، أن تكون هناك تقييمات مختلفة، الأهم حالياً أن تكون هناك شفافية بين مصر وإيطاليا، ويجب أيضاً التوقف عن التكهنات، لأنه سيؤدى إلى توضيح حقيقة الأمر فى المستقبل القريب.

■ البعض يرى أن هناك تربصاً من الاتحاد الأوروبى ودول أوروبا تجاه مصر، فى حين أننا نرى انتهاكات فى تركيا ضد الإعلام والمجتمع المدنى، عنفاً وقسوة من الشرطة، ولا نجد أى تصرف تجاه قادة تركيا، لذلك نشعر أننا مستهدفون؟

- لا أعتقد أن مصر مستهدفة، إذا كانت مستهدفة فهو استهداف لتحسين التعاون والعلاقات، بالحديث عن تركيا أقول إننا نشعر بالقلق من التطورات التى تتلاحق هناك، سواء فيما يحدث للإعلام هناك، وما يحدث للحريات الأساسية، أعطينا لهم إشارة أنهم يمرون فى الاتجاه الخاطئ، ليس هناك ازدواجية فى المعايير بالنسبة لنا، نحن لا ننتقد مصر فقط، نعمل حالياً مع تركيا لوقف تهريب الأموال الذى وصل إلى 5 مليارات يورو، نحن نريد وقف هذه الظاهرة وتحدثنا مع تركيا بشأن ذلك.

■ كيف تتعاملون مع المجتمع المدنى فى أوروبا، هل هناك قوانين من يخالفها يتعرض للمساءلة، فى أوقات الخطر دائماً هناك قرارات استثنائية من أجل أمن البلاد، ماذا تفعلون لو وجدتم منظمات خارج الإطار القانونى تتلقى تمويلات؟

- فى أوروبا منظمات المجتمع المدنى سواء خيرية أو سياسية أو اقتصادية، تعمل فى إطار قانونى، ولدينا عقوبات قاسية ضد أى مخالفات، أيضاً هناك قواعد مالية صارمة فى النظام المصرفى، لكى نتأكد من أن المنظمات تقوم بعملها بشكل سلمى، هذه المنظمات غالباً تنتقد الحكومة فى بلادنا، لكن ما دامت تعمل فى إطار قانونى فلا مشاكل، منعها سيؤدى إلى وضع سيئ.

■ هل تواصلتم مع الجهات المسئولة فى مصر حول ملف الجمعيات الأهلية؟ ما طرحكم بشأن هذه القضية؟

- نحن على اتصال بالمجتمع المدنى فى مصر، وهناك تمويل مقدم من الاتحاد لهذه الجمعيات، سواء فى مجال حقوق الإنسان أو مجال التنمية، الأزمة أن هناك قيوداً حالية تفرض على هذه المنظمات فى عملها فى مصر، هناك تصور أنها تقوّض الأمن فى مصر وهذا تعميم كبير، هناك منظمات مثلاً كانت تعمل على حل مشاكل الأطفال المتسربين من التعليم، هناك فقراء يحتاجون لهذه المنظمات، لأن الحكومة غير قادرة على توفير الخدمات، يجب أن يستكمل المجتمع المدنى ما تقوم به الحكومة من جهود.

■ وماذا عن التواصل مع الحكومة حول وضع هذه المنظمات؟

- بشكل متكرر هناك تواصل مع الحكومة والرئيس حول وضعها، نحن نؤمن أننا جزء من الحل، مصر تحتاج للمجتمع المدنى إذا رغبت فى تحقيق الأمن المستدام، وزيرة التضامن أخبرتنا أن مصر بها 46 ألف منظمة أهلية.

■ أليس هذا رقماً كبيراً؟

- نعم رقم كبير ولكنه إيجابى، بالنظر لعدد السكان فى مصر، أى مجتمع صحى يجب أن يضم مئات المنظمات، المنظمات الحالية تواجه الضغوط بسبب الشكوك التى تعيش فيها، أتفهم أن هناك توخياً للحذر فى التعامل مع بعض المنظمات التى قد تقوض الوضع الأمنى، لكن علينا أن نمنح الفرصة للمنظمات لتبادل الأفكار.

■ هل هناك تعاون بين الاتحاد الأوروبى ومصر فى محاربة الإرهاب، تعاون لوجيستى أو تعاون مادى مثلاً؟

- فى الاتحاد الأوروبى لدينا اقتناع بأنه يجب محاربة الأصولية الدينية والعنف السام المتمثل فى داعش، فى مصر حالياً مؤسسات تقوم بهذا العمل بشكل جيد، من ناحية التعاون العسكرى لا يوجد تعاون مع مصر، من الممكن أن يكون لدينا تعاون فيما يتعلق بالخدمات الشرطية.

■ بصفتك رئيساً للاتحاد الأوروبى، هل يتم التواصل مع الإخوان المسلمين فى مصر؟ هل هناك تواصل مع المعارضة؟ هل ترى بالأساس أن هناك معارضة فى مصر؟

- ليس لدينا تواصل مع الإخوان فى مصر، نحن نرى أن موقفهم صعب جداً الآن، صراحة لدينا أمور أكثر أهمية من هذا الآن، الأهم أن نركز على استقرار مصر ودعم علاقتها بأوروبا.

■ هل هذه محبة؟ هل للأمر علاقة بقيمة مصر وتاريخها مثلاً، أم يتعلق الأمر بمصلحة أوروبا؟ كيف تقيّم العلاقة بين مصر وأوروبا، هل مصر دولة ضعيفة أم ند؟

- مصر ليست بلداً ضعيفاً، مثلاً أنا مقبل من المملكة المتحدة، تاريخها يمتد إلى 300 عام، هذا التاريخ ليس له مقارنة مع مصر، لدينا تاريخ حديث وقصير بالمقارنة مع مصر، التى يمتد تاريخها إلى 7 آلاف عام، مصر لديها أهمية كبيرة لشعبها، مصر بلد قوى يواجه تحديات جمة، ونحن سوياً نشترك من أجل تقدم العلاقات، مصر ما زالت اللاعب الكبير والأهم فى المنطقة العربية، لديكم قوة ناعمة وثقافة.

■ هل قرارات البرلمان الأوروبى ملزمة لدول الاتحاد؟

- البرلمان قراراته تتعلق به وليست جزءاً من الاتحاد الأوروبى، ولكنها تؤخذ فى الاعتبار.

■ إلى أين تتجه أموال الاتحاد الأوروبى فى مصر؟

- الاتحاد يقدم 5.3 مليار يورو منحاً لمصر، يستفيد منها 15 مليون مصرى، فى مشروعات المياه وتوصيل الغاز والطاقة والتغذية فى المدارس، وخدمات البحث والابتكار، نعمل على تلبية احتياجات المواطن، ومساعدة الفئات الأكثر عرضة للمخاطر، كل ما نركز عليه هو محاربة الفقر، نساعد الحكومة فى برنامج تغذية المدارس فى الصعيد والدلتا، والاستثمار فى الطاقة المتجددة.

■ وماذا عن التعاون بشأن إزالة الألغام مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة؟

- هناك مشروع حالياً قائم لإزالة الألغام من 12 ألف فدان، المشروع قائم وتم تسليم المعدات للجيش، هناك مسئولية أخلاقية من أوروبا لإزالة تلك الألغام التى كنا سبباً فيها خلال الحرب العالمية الثانية.

■ وماذا عن تدخل الاتحاد الأوروبى فى أزمة سد النهضة؟

- القضية معقدة وصعبة، وتمت مناقشتها فى وقت سابق مع السودان والقاهرة وإثيوبيا، لكن الحقيقة لم يُطلب منا حالياً التدخل فى القضية.

■ بعيداً عن السياسة، ما أكثر شىء تكرهه فى مصر؟

- الأزمة المرورية

■ وما الأكلة المفضلة لك فى مصر؟

- الملوخية.

■ كلمة بالعربية تعلمتها؟

- ماشى.

 

الاتحاد الأوروبى واللاجئون

الاتحاد يسعى للتعاون مع مصر للتخفيف من أعباء اللاجئين داخل البلاد، الاتحاد سوف يقوم بتمويل نشاطات لمساعدة اللاجئين بشكل عام فى مطلع الصيف المقبل على صعيد الحكومة والمجتمع المدنى، واستيعابهم فى المجتمع المصرى بهذا الشكل هو شىء إيجابى، بكل تأكيد العثور على اللاجئين وتحديد مشاكلهم أصعب فى مصر مقارنة بقريناتها من الدول العربية لأن اللاجئين فى مصر لا يعيشون فى مخيمات.

 خارطة الطريق

الآن نستطيع أن نقول إن خارطة الطريق اُستكملت فى مصر فعلاً، ومن المبكر الحكم على عمل البرلمان الآن، علينا أن ننتظر حتى تعرض الحكومة برنامجها، الذى سيكون غداً، وأيضاً علينا أن ننتظر حتى ينتهى البرلمان المصرى من انتخابات اللجان الداخلية، مصر الآن لديها رئيس مُنتخب ودستور بجانب البرلمان، الناس يقولون إن الدستور الحالى هو الأفضل فى الحقبة الأخيرة، مصر أيضاً لديها تحديات على رأسها الإرهاب، هذا الأمر يواجهنا جميعاً، أيضاً مصر تواجه ضغوط التنمية الشاملة التى تسعى لتحقيقها، أستطيع أن أقول إن هناك أموراً جيدة وأخرى غير جيدة موجودة حالياً فى مصر، من الأمور الجيدة مثلاً، الإجراءات الجديدة التى اتخذها البنك المركزى المصرى بخصوص دعم الاستثمار والتجارة، أما الأمور غير الجيدة، فمثلاً على الصعيد الدولى، هناك حالة من عدم الاتفاق حول طريقة التعامل مع منظمات المجتمع المدنى فى مصر، لا يمكن أن أخفى هذا الأمر، وكان هناك قرار من الاتحاد الأوروبى بشأن هذا الأمر، لكنى متفائل من وجود البرلمان المصرى.

قضية «سد النهضة» صعبة ومعقدة.. ولم يُطلب منا التدخل

 


مواضيع متعلقة