"ظلام في قلب أوروبا".. الصحف العالمية تتناول اعتداءات بروكسل الدامية

كتب: سارة سعيد وأروا الشوربجي

"ظلام في قلب أوروبا".. الصحف العالمية تتناول اعتداءات بروكسل الدامية

"ظلام في قلب أوروبا".. الصحف العالمية تتناول اعتداءات بروكسل الدامية

تصدرت الصحف العالمية أمس، الاعتداءات التي وقعت في بلجيكا، حيث وقعت عدة تفجيرات استهدفت مطار بروكسل وأحد محطات مترو الأنفاق بالمدينة، الأمر الذي أسفر عن مقتل 31 شخصا على الأقل وإصابة العشرات، وهو ما دفع السلطات البلجيكية إلى إغلاق العاصمة الأوروبية مجددا، وسط تهديدات أمنية.

"الصمود" هو العنوان الذي اختارته صحيفة "Le Soir" البلجيكية على صفحتها الأولى في عددها عن الأحداث الدامية التي تبنى تنظيم "داعش" مسؤوليته عن التفجيرات التي شهدتها العاصمة البلجيكية، وأفردت الصحيفة صورة لموقع الأحداث حيث تجمع المواطنين يطوقهم أفراد الشرطة البلجيكية، وهم يحملون الزهور والشموع حداد على الضحايا الذين أسفرت عنهم الهجمات الإرهابية.

وقالت صحيفة "Poltico" البلجيكية الناطقة بالإنجليزية على صفحتها الأولى "الإرهاب يضرب قلب أوروبا"، وأسردت تفاصيل الحادث والهجمات، أما الصفحة الأولى من عدد جريدة " Gazet van Antwerpen" قد تناول الحوادث الإرهابية العالمية فكان عنوانها "نيوييورك 11 سبتمبر.. مدريد 11 مارس.. لندن 7 يوليو.. باريس 13 نوفمبر.. وبروكسل 22 مارس" مع خلفية لجزء من المطار الذي تدمر إثر الانفجار الانتحاري.

وأولت الصحف الفرنسية، اليوم، اهتمام كبيرا في صفحاتها الأولى، التي تناولت الهجمات التي تعرضت لها عاصمة المؤسسات الأوروبية بروكسل، معتبرة أن هذه الهجمات الانتحارية استهدفت "قلب" أوروبا، فقالت صحيفة لوموند "الإرهاب يستهدف بروكسل" مشيرة أن "بلجيكا دخلت في سيناريو الكابوس" بعد هذه الهجمات.

"الرعب في قلب بروكسل".. العنوان الذي أفردته صحيفة "ليبيراسون"، وتضامنا مع بلجيكا نشرت الصحيفة الفرنسية افتتاحية صحيفة "ليبر بلجيك" البلجيكية تحت عنوان "التصدي"، أما صحيفة "ولو باريزين وأوجوردوي لا فرانس"، فتناولت الأحداث الإرهابية من منظور الحرب فكان عنوانها "الحرب في أوروبا".

وكبعض الصحف البلجيكية التي ربطت بين الحوادث الإرهابية العالمية، ربطت يومية "لالزاس" المحلية بين اعتداءات بروكسل والاعتداءات التي يهدتها باريس في نوفمبر 2015، تحت عنوان "بروكسل وباريس تصبحان شقيقتي دم"، "أوروبا تستهدف في القلب" هو العنوان الذي اختارته صحيفة "لوفيجارو"، في الوقت الذي تابعت فيه عدد من الصحف الفرنسية الاعتداءات التي تعرضت لها بلجيكا أمس تعت "هجوم على أوروبا".

صور مؤسفة للضحايا من الجرحى والناجين من الاعتداءات، وبعض مشاهد الدمار التي لحقت بالمطار ومحطة المترو الذي تعرضا للهجوم الانتحاري في قلب الحي الأوروبي ببروكسل، أفردتها الصحف الفرنسية كحال غيرها من معظم صحف دول أوروبا، وطالبت الصحف الفرنسية برد الفعل، فقالت صحيفة "لوفيغارو" "في مواجهة عدو يفرض نفسه عليها، على أوروبا أن تكون قوة ضرب وحماية"، وكتبت "ليبراسيون" أيضا "هل ستستسلم أوروبا وتتنكر لما يبقيها موحدة؟ هذه لحظة الاستفاقة".

كما شددت "لاكروا" على أهمية أن ترد أوروبا الفعل لكن مع البقاء "وفية لتقاليدها الإنسانية"، وأشارت الصحيفة الكاثوليكية "إن أوروبا التي وقعت ضحية العنف الأعمى، ستعنف ذاتها إذا انقادت إلى نزعة الانتقام وكبش الفداء"، في حصن حذرت صحيفة "لومانتيه" الشيوعية قائلة "التهديد سيستمر طويلا"، مضيفة أن "تقليصه والقضاء عليه لن يتم بردود فعل ظرفية أو في سياق غريزة الانتقام".

"ما كنا نخشاه.. حدث"، كلمة لرئيس وزير بلجيكا شارل ميشيل بدأت بها صحيفة "الجارديان" البريطانية صفحتها الأولى عن اعتداءات بلجيكا، لتسرد بعنوان آخر "31 قتيلا على الأقل في اعتداءات بروكسل"، مع صور للناجين والمصابين من الهجمات، إلى جانب صور النصب التذكاري موقع الحادث، الذي توافد إليه المواطنين بالزهور والشموع.

ومالت "الجارديان" إلى الاحتمال الأغلب بأن هجمات بلجيكا قد تكون ردا قاسيا على قبض الشرطة الفرنسية والبلجيكية على صلاح عبد السلام، المشتبه به الرئيسي فى هجمات باريس التي وقعت نوفمبر الماضي، وتناولت صحيفة "Daily Express" الحادث بعدة عناوين في صفحتها الأولى تناولت بعض تفاصيل الهجمات الإرهابية، فكتبت "الإرهاب بصالة المطار"، "الإرهابيون ارتدوا قفزات لإخفاء أجهزة تفجير"، و"34 قتلوا والمئات أصيبوا في يوم المذبحة".

وداخل محطة المترو المظلمة التي تعرضت للهجوم الانتحاري، اختارت صحيفة "The Independent" البريطانية صورة مظلمة للركاب وهم يسيرون على قضبان سكة الحديد بعد الانفجار الذي شهدته المحطة، مع عنوان "ظلام في قلب أوروبا"، إلى جانب عدد من العناوين الفرعية تتضمن تفاصيل الحادث أبرزها "هجمات المطار والمترو تسفر عن مقتل 34 شخص وإصابة أكثر 180"، و"داعش يتبنى الهجمات"، و"واحد من ثلاثة من المشتبه بهم مازال هاربا"، و"الخلية الإرهابية أصيبت بالذعر بالقبض على صلاح عبد السلام الأسبوع الماضي".

وفي تقرير لصحيفة "إنترناشيونال بيزنس تايمز" البريطانية، أبرزت أن موجة الاعتداءات والهجمات التي شهدتها بلجيكا أمس قد تؤثر بالسلب على المسلمين، موضحة أن بلجيكا تعد موطن لملايين المسلمين، وقد يتعرضون لموجة من العنف والمشاعر المعادية لهم نتيجة الأعمال الإرهابية التي تبناها تنظيم داعش الإرهابي، مشيرة أن إن الأحزاب اليمينية المتطرفة في مختلف أنحاء أوروبا، قد تستفيد من الهجمات التي شهدتها العاصمة البلجيكية وتلقى دعما كبيرا من خلال رفع ناقوس الخطر بشأن الحدود التي يسهل اختراقها وتصاعد التطرف الذي يسببه المسلمون.

عدد من الصحف البريطانية تصدرت صورة المشتبه بهم في تنفيد الاعتداءات البريطانية صفحاتهم الأولى، فتحت عنوان "حمام الدم في بروكسل".. كتبت صحيفة "ديلي ميرور"، التي أفردت صفحتها الأولى كاملة للأحداث الدامية في بلجيكا، وتحت الصورة كتبت "فرق الموت" بعنوان رئيسي اختارته لوصف الاعتداءات، ومع نفس صورة المشتبه بهم عنونت صحيفة "Telegraph" البريطانية صفحتها الأولى بـ"الانتحاريين والمهاجمين ذو الجوارب السوداء الذين استطاعوا الهرب"، كما أضافت "ديفيد كاميرون للاتحاد الأوروبي "الحدود المفتوحة غير مناسبة"، أما صحيفة "The Sun" فكتبت مع الصورة "المشتبه بهم الرئيسين"، وكتبت على المشتبه بهما "مات" أما الشخص الثالث فكتبت "مطلوب".

الصورة التي استخدمتها معظم الصحف العالمية وخصوصا البريطانية، ترجع إلى صحيفة "ديرنير" البلجيكية حيث نشرت صورا لثلاثة من المشتبه بهم في التفجيرين الإرهابيين داخل مطار بروكسل، والتقطتها كاميرات المراقبة في المطار لشابين يدفعان أمامهما عربة حقائب، ويرتديا قميص وقفازات سوداء، ورجل أخر بجانبهما يرتدي سترة وقبعة.

"داعش يضرب قلب أوروبا".. عنوان صحيفة "Financial Times" البريطانية، وتحت تساؤل أكبر من صورة المشتبهين التي نشرتها صحيفة "Daily Mail" البريطانية، كتبت "إرهابي داعش هربوا بعد مجزرة بروكسل وقتلت 34 شخصا، ويبقى السؤال المقلق : كم إرهابي متواجدون خارجا؟".

وإلى الصحافة الأمريكية، فكتبت صحيفة "The Wall Street " في نسختها الأوروبية والآسيوية ""الإرهاب يضرب بلجيكا مرتين"، أما في نسختها المحلية فكتبت "الإرهاب يضرب قلب أوروبا"، مع صور للضحايا مصابي الاعتداءات التي وقعت، ومع صورتين للضحايا والمشتبهين، كتبت صحيفة "The New York Times" عنوانها "هجمات بروكسل تهز الأمن الأوروبي"، وطرحت الصحيفة الأمريكية عدة تساؤلات عن أسباب استهداف العاصمة البلجيكية بروكسل وعن هوية المنفذين للحادث. 

ورجحت الصحيفة، أن استهداف بروكسل يرجع إلى كونها مقر حكومة الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى أن بلجيكا، أصبحت محور تحقيقات مكافحة الإرهاب في أوروبا، منذ هجمات باريس، التي وقعت نوفمبر الماضي، مضيفة أن بروكسل في الأيام الأخيرة شهدت عدة مداهمات ضد شبكات ومجموعات تابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي، وأشارت أن بروكسل لديها نسبة عالية من المواطنين الذين يسافرون إلى العراق، كما أن نسب التطرف بها زادت خاصة وأن بعض أبناء الجالية الإسلامية تعيش منعزلة، وركزت على أن الأجهزة الأمنية في بلجيكا لديها قصور في مكافحة الإرهاب.

وتطرقت الصحيفة إلى إن هجمات بروكسل الدامية أظهرت ضعفاً أمنياً كبيراً في بلجيكا، كما أنها تهدد الاتحاد الأوروبي خاصة في ظل الحدود المفتوحة بين دول هذا الاتحاد، موضحة أن هذه الاعتداءات الإرهابية قد وضعت أجهزة الأمن في أوروبا أمام تحد جديد، فصار عليها أن تتخذ المزيد من الإجراءات الأمنية، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى التعدي على الحريات المدنية.

وفي افتتاحيتها، كتبت " Los Angeles Times" الأمريكية، "أوروبا في حالة تأهب بعد التفجيرات"و "بروكسل تنعي 31 على الأقل"، و"داعش يتبنى تفجيرات المطار والمترو"، أما صحيفة Boston Globe الأمريكية فكتبت "في قبضة الإرهاب" و"تفجيرات بروكسيل: قتل 34، رفع حالة الطوارئ ، وداعش يتبنى"، وفي تقرير لصحيفة "يو أس إيه توداي" الأمريكية أن بروكسل ليست غريبة على الإرهاب، وأنها تشهد اضطرابات متصاعدة منذ هجمات باريس التي وقعت نوفمبر الماضي، وأسفرت عن مقتل 130 شخصا، وتبناها أيضا تنظيم داعش.

وكانت 3 انفجارات وقعت في العاصمة البلجيكية "بروكسل" صباح أمس، بدأت بانفجارين وقعا قرب صالة المغادرة بمطار "زافنتم" الدولي، أعقبهما ثالث في محطة مترو الأنفاق قرب مقر الاتحاد الأوروبي، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، فيما أخلت السلطات المطار وأوقفت حركة القطارات الواصلة له، كما أوقفت حركة المترو في العاصمة.

وحددت اليوم هيئة الإذاعة البلجيكية الناطقة بالفرنسية هوية منفذي هجوم مطار بروكسل، وهما الأخوان خالد وإبراهيم البكراوي، موضحة أنه من الأغلب أنهما قد فجرا نفسيهما داخل المطار، وأشارت وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية أنه لا يزال رجلا ثالثا هاربا ولم تحدد هويته، فيما ذكرت الهيئة أن الأخوين معروفان لدي الشرطة في جرائم سابقة، لكنها لا تتعلق بالإرهاب.


مواضيع متعلقة