دانى جلوفر في حوار لـ «الوطن»: أحببت «عبدالناصر» لانحيازه للفقراء.. وأحلم بتجسيد «رمسيس الثانى»

كتب: سحر عزازى

دانى جلوفر في حوار لـ «الوطن»: أحببت «عبدالناصر» لانحيازه للفقراء.. وأحلم بتجسيد «رمسيس الثانى»

دانى جلوفر في حوار لـ «الوطن»: أحببت «عبدالناصر» لانحيازه للفقراء.. وأحلم بتجسيد «رمسيس الثانى»

يشارك النجم العالمى دانى جلوفر، بطل سلسلة أفلام Lethal Weapon مع «ميل جيبسون» فى الدورة الخامسة لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، وأكد فى زيارته الثانية لمدينة الأقصر، حبه الشديد للشعب المصرى، وحرصه على الوجود معه فى هذا المحفل الأفريقى، رغم انشغاله بفيلمه الجديد، وفى حواره لـ«الوطن»، أدان دانى جلوفر، الحادث الإرهابى الذى وقع مؤخراً بمدينة بروكسل البلجيكية، مؤكداً أن الديانات الثلاث بريئة من هذه الأفعال المتوحشة، التى تؤذى البشرية فى كل مكان بالعالم. {left_qoute_1}

■ ما تعليقك على حادث بروكسل الإرهابى؟

- أدين هذا الحادث الذى يهدد الإنسانية بشدة، والعنف غير نابع من شخص بعينه، بل نابع من فكر ليس له صلة بالحضارة، والهدف منه هو السيطرة على البشر، ونهب ثرواتهم، والتلاعب بهم باسم الدين، على الرغم من أن أى دين جوهره الحب والتسامح، والتواصل الاجتماعى فى كافة أنحاء العالم، سواء كان الدين الإسلامى أو المسيحى أو اليهودى، وهذا عكس ما يهدف إليه الإرهاب، خاصة أن كل الأديان تدعو للسلام بين الناس، لهذا فالإرهاب غير نابع من أى دين، ولا يسير على أى منهج كما يدعون، بل يأخذون الشكل الظاهرى لتحقيق أهدافهم.

■ وما أفضل الطرق لمحاربة غزو الإرهاب للعالم من وجهة نظرك؟

- الحرب على الإرهاب ليست حلاً، والقضاء عليه لا يأتى إلا بتحقيق العدل، حتى نستطيع الوصول إلى السلام، فنحن كشعوب فى حاجة ملحة لتطبيق العدل، والعدل هنا له أكثر من مفهوم، ولا بد أن ندرك أن هناك تراكم ثروات، وفقراً زائداً، لذلك يجب أن نفكر هل توزيع تلك الثروات عادل أم لا؟ حتى نقضى على العمليات الإجرامية التى تنهال على العالم. {left_qoute_2}

■ كأحد المهتمين بالشأن السياسى العالمى هل ترى انقساماً فى التحالفات الدولية نتيجة للأحداث الجارية؟

- أهداف كل الدول العظمى الآن تتمثل فى نهب ثروات أفريقيا، والسيطرة على البترول، وحدث هذا من قبل فى إيران، عندما أعلن أحد حكامها تأميم البترول الإيرانى، حتى يصبح للمواطنين فقط، واندلعت مظاهرات ضده، وتم عزله وتصدير البترول مرة أخرى، لأن الدول العظمى تخطط دائماً للاستيلاء على ثروات العالم بأرخص الأسعار.

■ أعلنت عن رغبتك فى تقديم فيلم عن شخصية مصرية.. فما الشخصية التى أردت تجسيدها؟

- أحب أن أقدم شخصية الملك المصرى رمسيس الثانى، بإمبراطوريته العظيمة، التى كانت تتمتع بالعدل، وحققت هدفها فى توحيد مصر العليا والسفلى، وكان موحداً بالإله، والشعب المصرى كله كان يشعر بالمساواة، وهذا السبب الذى جعله يبنى إمبراطورية عظمى.

■ وهل حضورك إلى مصر جرأة منك فى ظل ما يشاع عن خشية البعض من الحضور؟

- هذا غير صحيح بالطبع، فأنا أشعر بمساحة من الحرية والسعادة، خلال وجودى هنا بين المصريين، كما أننى لا أجد اختلافاً فى طبيعة الشعب المصرى بعد ثورته.

■ وما أسباب حبك الشديد لمصر؟

- من الأسباب التى جعلتنى أعشق الشعب المصرى أنه كريم ومضياف، وحسن الاستقبال، وسعدت جداً بالحفل الذى أقيم يوم وصولى لحضور فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان الأقصر للسينما، وبعيداً عن هذه الزيارة فمصر صاحبة تاريخ وآثار عريقة، وليست مجرد قطع حجرية بل أكثر من هذا، فالإنسانية كلها استفادت من حضارتها من خلال الإنسان القديم، ويجب علينا أن نستفيد منها فى حياتنا الحالية.

■ وكيف ترى السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط؟

- أنا كناشط سياسى، وممارس للسياسة، غير راض عن السياسة بشكل عام، لأنها دائماً ما تظلم الشعوب الفقيرة، وتجعلها مُستغلة من قبل الشعوب الأكثر قوة، والسياسة الأمريكية لها أخطاء عديدة، فقد كنت من منتقدى الحرب على العراق، وكنت رافضاً بشدة لأن السياسة تتسم بالغباء.

■ وما سر حبك للزعيم الراحل جمال عبدالناصر؟

- أحبه لأنه كان يتمتع بأفكار تخدم الإنسان المصرى والعربى، وكان يحاول نشر السلام، بجانب انحيازه الشديد للشعب، والفقراء منه، ولم تعط له الحياة فرصة استكمال مشاريعه.

■ وما الحلم الذى يراود دانى جلوفر؟

- أحلم بأن يكون هناك إنتاج مشترك، بين السينما الأفريقية والأمريكية، فهو الحلم الذى طال انتظاره، وأتمنى أن يصبح حقيقة على أرض الواقع.

■ زرت ورشة المخرج هايلى جريما فى مهرجان الأقصر فما انطباعك عنها؟

- سعيد بالتفاعل بين شباب من مختلف دول القارة، فجميعهم متحمس للاستفادة من خبرة مخرج عظيم مثل «هايلى»، فهو أستاذ فى صناعة الأفلام، ومضمون الورشة رائع، وسيعود بالنفع على جميع صناع السينما داخل القارة السمراء، وهايلى جريما صديقى، وهو مخرج ذكى، ودائماً مهتم بالإنسان، وهو مخرج إثيوبى، وهى الدولة الوحيدة التى لم تسقط تحت الاحتلال، وهو يترجم التاريخ الإثيوبى فى أفلامه جيداً، ولديه فيلم عن شاب إثيوبى أمريكى يعود لبلده ليناقش من خلاله هموم القارة، وفى كل أفلامه يطرح سؤالاً عن ماذا يحدث الآن؟ لأنه ينتمى لمدرسة تناقش الموضوعات بشكل فلسفى عميق، عن الضمير والواقع الإنسانى.

- ■ هل ترى أن الديمقراطية أصبحت تسود العالم أم لا؟

- الديمقراطية هى أن تقول رأيك بكل صراحة، وفى أى مكان بالعالم، لكن هذا غير موجود على سطح هذا الكوكب.

 

«جلوفر» خلال حديثه لـ«الوطن»


مواضيع متعلقة