رئيس تحرير «الوطن» من الأمم المتحدة: الإرهاب يستخدم الإعلام لتدمير الروح المعنوية للمصريين.. ونثق فى بيانات الجيش وقدراته

كتب: هدى رشوان

رئيس تحرير «الوطن» من الأمم المتحدة: الإرهاب يستخدم الإعلام لتدمير الروح المعنوية للمصريين.. ونثق فى بيانات الجيش وقدراته

رئيس تحرير «الوطن» من الأمم المتحدة: الإرهاب يستخدم الإعلام لتدمير الروح المعنوية للمصريين.. ونثق فى بيانات الجيش وقدراته

قال الكاتب الصحفى محمود مسلم، رئيس تحرير جريدة «الوطن»، إن الشعوب تقرأ وتشاهد وسائل الإعلام، لكنها لا تقرأ تقارير المنظمات الحقوقية، لافتاً إلى أن وسائل الإعلام هى حق من حقوق الإنسان، التى تضمن للموطن المعرفة، كما أنها الضامن لجميع الحقوق الأخرى، ولتنفيذها. {left_qoute_1}

وأضاف «مسلم»، خلال الندوة التى نظمتها المنظمة المسكونية برئاسة أيمن نصرى والفيدرالية العربية لحقوق الإنسان، أمس، والتى أدارها محمد عثمان الباحث الدولى فى شئون الشرق الأوسط، على هامش جلسات الدورة الـ31 للمجلس الدولى لحقوق الإنسان المنعقدة بمقر الأمم المتحدة فى جنيف، أن هناك الكثير من الموضوعات التى تجرى تغطيتها فى الإعلام مثل نقص المرافق والموارد على أنها ضمن معاناة المواطنين، وليست حقاً من حقوق الإنسان، وفى مصر ارتبط دور حقوق الإنسان بالناحية السياسية، أكثر من الحقوق الاجتماعية والاقتصادية، حتى إن المنظمات التى تغطى الحقوق المدنية والاجتماعية تسمى منظمات خيرية، بينما الأخرى التى تلعب دوراً سياسياً تسمى منظمات حقوقية. وأشار «مسلم» إلى أن العمل الحقوقى السياسى فى مصر ارتبط بثورة 25 يناير، وازداد الدور بعد ثورة يونيو نتيجة مشاركة المصريين بكثرة فى العمل السياسى، وهناك بحث عن تأثير الإعلام على القرار التصويتى كشف عن أن تأثير الإعلام على المشاركة السياسية للمواطنين قبل «25 يناير» كان 6%، وكانت العناوين المسيطرة سقوط الرموز لعزوف الناس عن المشاركة وعدم قدرة الإعلام على السيطرة عليهم، إلا أن الوضع اختلف الآن بنسبة كبيرة، واتضح أن كل المشاهير الذين خاضوا الانتخابات البرلمانية فى 2015 نجحوا بنسب كبيرة جداً، وأصبح الإعلام هو المؤثر الأول على اختيار المصريين.

وأوضح رئيس تحرير «الوطن» أن الإعلام يؤثر فى تهيئة الرأى العام للضغط الشعبى، بدليل أن هناك أكثر من وزير أُقيل بسبب الضغط الشعبى، حتى إن «السوشيال ميديا» لعبت الدور الرئيسى أكثر من الإعلام المقروء، وهو ما لم يكن موجوداً من قبل، متابعاً: «مشكلات الإعلام اختلفت عن مرحلة ما قبل الثورة فكانت تتمثل فى المطالبة بالحرية، ورفع القيود، أما الآن فهناك حرية إعلامية زائدة انقلبت إلى فوضى، لعدم وجود منظومة قانونية تحكم الأمر بشكل كبير، مع أن مصر تواجه ظروفاً صعبة بسبب الإرهاب الذى تواجهه، فهناك العديد من المواقع تنشر أخباراً كاذبة وشائعات، وتتبنى عملية تغييب للشعب، ومن المشكلات عدم تفعيل مواثيق الشرف الإعلامية، ففى الوقت الذى توجد فيه نقابة للصحفيين، لا تجد نقابة للإعلاميين، كما أن الثقافة السائدة فى النقابات هى الدفاع عن أعضائها وليس تنظيم المهنة ومحاسبة المخطئين، وهناك غياب لرقابة المجتمع المدنى على الإعلام مثلما الحال فى معظم دول العالم».

وأكد «مسلم» أن هناك خلطاً بين السياسة والإعلام، مع أن الإعلام مهنة منظمة لها قواعد، ووظيفته تقديم الحقائق للقارئ، وللأسف هناك العديد من النشطاء السياسيين دخلاء على المهنة من باب النشاط السياسى، حتى أصبح هناك نقص كبير فى المهنية والتدريب العلمى للعاملين بها، كما أن هناك خلطاً آخر جديداً بين الإعلام و«السوشيال ميديا»، وبالرغم من محاسن السوشيال ميديا فإن من أضرارها الجسيمة اعتبار البعض أن أخبارها موثقة، حتى أصبحنا جميعاً صحفيين دون مهنية، وهو ما يتضح مثلاً فى ظاهرة انتشرت فى مصر مؤخراً، فما إن يعلن أحد المواقع عن وفاة أحد الأشخاص، حتى تتناقله المواقع الأخرى، مع أن هذا الشخص ما زال حياً يرزق، فهناك فى الإعلام من ينقلون عن «فيس بوك» دون فهم. وعلى الجانب الآخر، كان نموذج الطفل «إيلان» الذى هز العالم كله دليلاً على تأثير الإعلام الأقوى من كل الكلام والمقالات التى كتبت فى قضية اللاجئين السوريين، فقد حرك القضية على مستوى العالم، وهذا دور الإعلام الحقيقى، وهو نفس الدور الذى لعبه الصحفى الكبير مصطفى شردى، فى حرب 1967، حينما صور ما يحدث فى بورسعيد من مجازر وأرسلها إلى الصحف الأجنبية والعالمية والأمريكية، فكان له أثر كبير فى قضايا حقوق الإنسان والسياسية.

واستطرد: «هناك ضرر شديد وقع على مصر عقب ثورة 30 يونيو بسبب اتخاذ عدد من الصحف الغربية مواقف مسبقة من مصر، أثرت عليها، وكان هناك تعمد للتشويش ونشر أخبار ضد إرادة الشعب، وكنا نعتقد أن هناك صحفاً غربية تُعد واحة للديمقراطية، إلى أن اكتشفنا الحقيقة، وأدركنا ما تعانيه من جهل وإصرار وتمسك بنفس المواقف لفترات طويلة، مع أن من حقوق الإنسان معرفة الحقيقة».

وشدد «مسلم» على أن فى مصر صحفاً حكومية وخاصة، والرهان دائماً على القارئ والمشاهد، فلا أنت تستطيع أن تنشر ما يسعدك شخصياً دون رغبات الجمهور واحتياجاته، مضيفاً: «لدينا رسالة هى حق القارئ فى المعرفة، والسياسة تحتل مساحة كبيرة على الساحة الآن، والإعلام فى مرحلة انتقالية تحتاج إلى ضبط المنظومة القانونية فى إطار الدستور الذى أكد حرية الرأى والتعبير والصحافة المكتوبة والتليفزيونية، مع توسيع مصادر المعلومات، خصوصاً أن هناك ثقافة لدى بعض الموظفين قائمة على أن الأصل هو حجب المعلومات عن الإعلام، كما أن لدينا فى مصر إرهاباً يستخدم الإعلام ويصور العمليات الإرهابية وينشرها على المواقع لتدمير الروح المعنوية، وكان الأمر محل جدل فى مصر، كيف نتعامل مع هذه الحوادث؟ هل نعتمد على بيانات الإرهابيين كمصدر؟، أم نكتفى بمصادر موثقة؟، وتواقفنا كرؤساء تحرير على مراجعة هذه البيانات وتوثيقها، حتى لا نسهم فى تدمير الروح المعنوية للمصريين، خصوصاً أن كل يوم يشهد العديد من الحوادث الإرهابية التى يسقط فيها شهداء وضحايا، ما يُقلق أسر الجنود والضباط»، ونحن فى الصحف نعتد فقط ببيانات الجيش الذى نثق فى معلوماته ومصداقيته وقدراته، ومعركتنا مع الإرهاب ليس فيها خيانة.

 


مواضيع متعلقة