بالفيديو| "تقسيم".. من ميدان لقمع حرية الأتراك إلى سلسلة انفجارات في وجه أردوغان

بالفيديو| "تقسيم".. من ميدان لقمع حرية الأتراك إلى سلسلة انفجارات في وجه أردوغان
ميدان عريق يقصده السائحين ليس لأنه الأشهر في تركيا ولكن لالتقاء عبق التاريخ بسحر المعاصرة، حيث شارع الاستقلال، النصب التذكاري، مركز التسوق، الترام واي القديم، مركز أتاتورك الثقافي وأرقى الفنادق السياحية.
"تقسيم" الميدان الذي أطلق عليه هذا الاسم السلطان محمود الأول، وكانت نقطة تجمع خطوط المياه الرئيسية والتي يتفرع منها إلى باقي المدينة، انقلب على النظام الحاكم في تركيا، فبعد أن كانت تفتخر به الدولة التى تسعى للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في دليلها السياحي الرسمي أو المواقع الإلكترونية لشركات السياحة والرحلات التركية، أصبح ميدان يقصده الثوار الأحرار الرافضين لسياسات حزب العدالة والتنمية ونظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتحولت رائحة الشاورما التركية المنتشرة في جميع أرجاء المكان إلى رائحة قنابل الغاز.
أردوغان الذي طالما وصف مظاهرات معارضيه بـ"تقسيم" منذ عام 2013، أنها من تدبير "تحالفات ظلامية"، لم يمنع قمع الأمن التركي للمتظاهرين السلميين الذين طالبوا باستقالة حكومته حينما كان يتقلد منصب رئيس الوزراء على خلفية فضيحة الفساد التي عصفت بالحكومة التركية، وأدت إلى القبض على عدد من مسؤولي الدولة واستقالة آخرين.
النقابات أيضًا لم تسلم من حلم أردوغان باحتكار "تقسيم"، بعدما رفض السماح للنقابات اليسارية، بالاحتفال بعيد العمال داخل الميدان خلال عام 2014، متهمًا الجماعات اليسارية باستخدام التجمعات في جر الأمن التركي للاشتباكات في الشوارع واستخدام المولوتوف، مؤكدًا أن حكومته ترفض دعوات الدخول إلى ساحة تقسيم سواء من أحزاب المعارضة أو النقابات.
"تقسيم".. الميدان الذي لم تغفر له ثوريته أو عراقته في منع الانفجار الذي نُفذ صباح اليوم، ضمن سلسلة انفجارات في تركيا، لاسيما وأن مصادر أمنية تركية، رجحت احتمالية أن تكون العملية استهدفت وفود السياح الأجانب، خاصة أن 12 أجنبيًا، منهم إسرائيليين وإيرانيين وألمان، أصيبوا بجروح مختلفة، و7 منهم في حالة خطيرة، موضحين أن عملية اليوم، شبيهة لعملية السلطان أحمد بإسطنبول في يناير الماضي، والتي خلفت 10 قتلى و15 مصابًا.